أعاد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسحب ثلث القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان خلال 14 شهرا القادمين لأذهان الأفغان ذكريات أليمة حيث ينتابهم شعور بالخوف من مغادرة الحلفاء الأمريكيين البلاد قبل إنجاز المهمة . وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية - في تقرير بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني - أن جميع أطراف الطيف السياسي في أفغانستان أعربوا عن تحفظاتهم على النوايا الأمريكية، مشيرين إلى أنهم لا يريدون لصناع السياسة الأمريكية أن يكرروا نماذج الماضي عن طريق وقف الدعم لأفغانستان دون التأكد من أن لديها حكومة مستقرة . وأشارت الصحيفة إلى أن القرار أعاد لأذهان القادة الأفغان قرار الولاياتالمتحدة بالتخفيض الكبير في دعم أفغانستان بعد أن تم إجبار قوات الاتحاد السوفييتي على الانسحاب في عام 1989 . ويرى المراقبون للوضع في أفغانستان أن سحب الدعم الأمريكي للمقاتلين الأفغان المناوئين للاتحاد السوفيتي قد سمح لوكالة الاستخبارات الباكستانية (آي إس آي) بضمان دور رئيسي لها تلعبه فيما يتعلق باستقرار أفغانستان . ونقلت الصحيفة عن غلام حيدر حميدي عمدة مدينة قندهار قوله "إنه منذ 20 عاما غادروا أفغانستان بعد انسحاب الروس ومن ثم أصبحت السيطرة في أفغانستان من نصيب وكالة الاستخبارات الباكستانية.. ولا نريد أن نعود 20 عاما إلى الوراء عندما كانوا يتخذون القرارات بشأن أفغانستان". واعتبرت أن الجدول الزمني يخلق ضغوطا على الأطراف المهمة المشتركة في تحديد مسار أفغانستان، وذلك حيث سيحاول الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تقليل التدخل المستمر والصريح من باكستان، كما سيدعم حكومته لتصبح بديلا موثوقا به لطالبان، بينما ستصعد قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة من جهودها لتأسيس قوة أمنية أفغانية قادرة على تحمل مسئولية تأمين البلاد . ونوهت الصحيفة إلى أنه يتعين على الاقتصاد الأفغاني الاستعداد لما أصبح بالفعل انخفاضا كبيرا في أموال إعادة الإعمار الأمريكية، فيما سيواجه مفاوضو السلام طلبات متزايدة بتأمين الاتفاق السياسي مع المتمردين . كما نوهت إلى مخاوف الأفغان من أن يعتبر المتمردون الإعلان عن الانسحاب مؤشرا على أن الولاياتالمتحدة تبحث عن خروج سريع، الأمر الذي قد يدفع بطالبان إلى التمسك بمطلبها الخاص بألا يكون هناك سلام مع بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان وإلى محاولة الانتظار حتى مغادرة القوات .