«بمجرد أن تبدأ فى سرد آرائه تغرق فى التفاصيل والتشعبات، الشاب شعلة من النشاط، همه الأول الابتكار... النضال فى تقديم الجديد، والفكرة المبتكرة غايته، محرك لمن حوله» هكذا انطباعى... صورة الرجل بين أصدقائه تحظى بالعقلانية، كتوم، وهادئ. يستمع أكثر مما يتكلم... الدكتور أحمد بهاء الدين شلبى، العضو المنتدب لشركة إم بى للهندسة لديه إصرار وعزيمة يرافقهما خبرة فى التفاوض حتى يحقق هدفه. «لو سألتنى الشهر الماضى كنت سوف تتكشف على ملامح وجهى قلقاً من المشهد الاقتصادى، لكن الآن تغير»، هكذا كانت كلماته قبل أن استقر فى مكانى بغرفة مكتبه، الشاب الثلاثينى كان الأقرب إلى والده، فوجد نفسه يسير فى طريق البزنس منذ نعومة أظافره، ونجح فى صقل خبراته بالدراسة الخارجية والعمل بفكر مدارس غربية متطورة... قرض صندوق النقد لديه نقطة تحول، حيث يفتح آفاق الاستثمار على مصرعيه. 60 دقيقة كانت كافية لتحليل المشهد اقتصادياً واستثمارياً.. يعتبر أن نجاح مفاوضات صندوق النقد سوف يصحح من الوضع الاقتصادى بصورة كبيرة، إجراءات إصلاحية ومشروعات تنموية فى أرجاء المحروسة، منها ما هو سريع يؤتى ثماره بصورة عاجلة تتصدرها مشروعات الإسكان وأخرى آجلة، مثل مشروعات تنمية محور قناة السويس. أسأله: إذن، ليس لديك مخاوف أو قلق فى المرحلة القادمة؟ يرد علىّ «شلبى» قائلاً: «قلقى الوحيد هو سعر العملة، لكن طالما أدركت الحكومة خطورة الملف، وتداعياته على استقطاب الاستثمارات سوف تتلاشى الأزمة فى غضون شهرين أو 3 أشهر، الأزمة ليس فى سعر العملة، ولكن فى وجود سعرين، يسبب ارتباكاً للمستثمرين، ويعمل على الترقب وعدم اتخاذ قرار ضخ استثمارات فى السوق، فليس مقبولاً أن يكون الفرق بين السوق الرسمى والموازى 30%». أقاطعه من الواضح ان المشروعات الإسكانية الترمومتر لديك لماذا؟ يجيب «شلبى»: «نعم، هى مشروعات فترتها الزمنية لا تزيد على عام ونصف العام، وتؤتى ثمارها سريعاً على الشعب، والمستفيد الأول قطاع التشييد والبناء، والذى تقوم عليه قرابة 900 حرفة وكل ذلك يساهم فى تشغيل العمالة، ويساهم فى دعم معدلات النمو». الدكتور «شلبى» حرص على التفوق والوعى والبحث عن الجديد فى مجال الهندسة وإدارة الأعمال، كرس حياته للدراسة، يتبنى مقترحات محددة لإنهاء الأزمات التى قد تكون سببها الحكومة نتيجة اتخاذها قرارات سلبياتها تفوق إيجابياتها بمراحل، حيث يجب على الحكومة العمل على اتخاذ قرارات تنشيطية وتحفيزية فى السوق وتشجيع التصدير، قبل الاتجاه إلى القرارات الصادمة التى تسبب شلل فى المشهد. الدكتور «شلبى» لديه قناعة بأن المشاكل التى تواجه المستثمرين فى عمليات إنهاء إجراءات التصاريح، والوقت الطويل فى هذا الاتجاه من شأنه إضاعة فرص ذهبية على المستثمر ليس على المستوى المحلى فقط، وإنما على المستوى الدولى، فالاستثمار فرصة، إما تتمسك بها أو تطير من يدك. تواجه بورصة النيل اتهامات بالجملة ويعتبرها البعض مسرحاً للتلاعبات، لكن الشاب الثلاثينى له وجهات نظر صريحة فى ذلك، حيث يعتبر أن بورصة النيل هى الكنز للشركات المتوسطة والصغيرة التى تتمكن من النمو بصورة كبيرة خلال التمويل منخفض التكلفة، فعلى مدار 5 سنوات كثيراً من هذه الشركات تضاعفت بشكل كبير أفضل من السوق الرئيسى. الدكتور «شلبى» فى جعبته روايات ومقترحات لبورصة النيل، فهو يراها لم تأخذ وضعها الطبيعى فى الدعاية، والتسويق، خاصة أنها مصدر تمويل هام للشركات الصغيرة والمتوسطة، شركات السمسرة والبورصة وكل أركان السوق فى حاجة إلى التسويق الجيد لبورصة النيل، والعمل على الاهتمام بموقعها بالتحديث الدائم والمستمر لبيانات الشركات المقيدة، بحيث يتوافر معلومات كاملة منذ قيد الشركة والمستجدات بصورة دائمة. من يرغب فى معرفة الرجل عليه رصد نجاحاته فى شركته، فهو يؤمن بعمله، ويسعى لتطوير أفكاره، يتبنى سياسة احترافية فى الإدارة مستفيد بتجاربه فى الخارج، حرص إلى تحويل شركته من الكيان العائلى إلى توسيع قاعدة الملكية، فنجح فى طرح حصة ببورصة النيل لتكون الانطلاقة، فهو يؤمن بأن المستقبل يتطلب ذلك، وإن لم يتم الآن، فالأجيال القادم سوف تقوم بذلك. الدكتور «شلبى» العاشق للنجاح سلك طريقة والده فى البيزنس، حدد لنفسه طريق الهندسة، وتحقق له ما أراد لديه استراتيجية طموحه للشركة تنتهى فى 2019، نجح فى تحقيق 100% من المستهدف فى 2016، ويسعى إلى التوسع بالأنشطة التى يعمل بها فى السوق الأفريقية. فى ملامحه يتبدى الإصرار على النجاح والحفاظ على قمته، فشركته عاملة فى قطاعات البناء والهندسة، ومجال صناعة وتجميع وتوزيع المنتجات الكهربائية ذات الجهد المنخفض، يحرص على دعم الاستثمارات فى مصانع الشركة، خاصة أنها تعمل فى 16 مشروعاً استثمارياً بواقع 9 مشروعات إسكان مع الدولة، و7 مع القطاع الخاص. الدكتور «شلبى» يبحث مع كل إشراقة شمس عن تقديم الجديد لنفسه وشركته، ربما ظروف دراسته وقناعته بعلم الهندسة، والابتكار ساهمت فى إصراره على النجاح، فهو يسعى إلى تحقيق مبيعات 140 مليون جنيه مستهدفة فى عام 2017، بعدما سجلت مبيعات النصف الأول من 2016 إجمالى 60 مليون جنيه مقابل 46. 5 مليون جنيه العام الماضى، مما دعم تحقيق الخطة السنوية المستهدفة للشركة بنسبة 99% بنهاية شهر يونية... الشاب الثلاثينى عاشق اللون الأسود، والمغرم بالبحث والعلم ويتمنى الوصول بشركته إلى الريادة والتحول إلى السوق الرئيسى خلال سنوات.. هل ينجح فى ذلك؟