أصدرت باكستان توجيهات لقادة مواقعها الحدودية بالرد على أي هجوم تنفذه قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنتشرة في أفغانستان في المستقبل. يأتي ذلك بعد أيام من هجوم جوي نفذته مروحيات تابعة للحلف أسفر عن تدمير موقعين حدوديين باكستانيين، الاسبوع الماضي، وراح ضحيته 24 جنديا باكستانيا. وذكرت صحيفة "إكسبريس تريبيون" الباكستانية ووسائل إعلام وطنية أخرى أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برفيز كاياني أرسل تعميما بمراجعة التسلسل القيادي في هذا الشأن هذا الأسبوع. ونقل عن جنرال متقاعد ومحلل عسكري يدعى عبد القيوم قوله: إن الأوامر الجديدة تلغي أوامر سابقة بضرورة طلب الضباط إذنا من القيادة قبل الرد على إطلاق نار من طائرات حلف الأطلسي في حال نفذت تلك الطائرات مناورات عدائية على الأراضي الباكستانية. وصعدت الغارات الجوية للحلف التوتر في العلاقات بين باكستان وحلفائها في الغرب. وقال الكابتن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "اعتقد أن بوسعنا أن نقول إن هذا الحادث كان له تأثير سلبي على علاقتنا مع الجيش الباكستاني، لا شك في ذلك، الجانبان يعتبران الحادث خطيرا وقد كان كذلك بالفعل". وتابع كيربي ردا على التقارير التي أفادت بأن المراكز الحدودية حصلت على إذن للرد على النيران قائلا: إن كل دولة لها الحق في الدفاع عن النفس. وأضاف "هذا ما أفهمه مما فعله: لقد أكد حقهم في الدفاع عن النفس، بالتأكيد نحن نحترم حقه هذا، ونحن كذلك لدينا نفس الحق". واحتجاجا على الحادث، قاطعت إسلام أباد مؤتمرا دوليا مقررا الاثنين المقبل في بون حول الشأن الأفغاني. كما أغلقت مساري إمداد تستخدمهما قوات الحلف في نقل الإمدادات لأفغانستان التي لا تطل على أي منفذ بحري، وطلبت من الولاياتالمتحدة إخلاء قاعدة جوية باكستانيةجنوب غربي البلاد. وأصر المسئولون الباكستانيون على أن الهجوم لم يسبقه استفزاز. فيما يقول مسئولون أمريكيون وآخرون من الناتو: إن الهجوم حدث بطريق الخطأ ووعدوا بإجراء تحقيق مفصل في تلك المأساة.