سعى الكاتب البريطاني روبرت فيسك لرسم صورة مأساوية للوضع في مصر الجديدة في أكثر أيامها ديمقراطية منذ عقود طويلة، حيث وصف البرلمان الذي سينتج عن الانتخابات بأنه سيكون "نمر من ورق" بلا صلاحيات فلن يستطيع هذا البرلمان تشكيل حكومة أو اختيار وزراء. وقال الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان "لمحات من بريق ديمقراطية حقيقية، ولكنها جيدة جدا لتصبح حقيقة" إن "الآمال التي كونتها الثورة المصرية تحولت إلى تشاؤم، فالإخوان المسلمين يصطفون مع القوات المسلحة التي تعتقد، بشكل غير معقول، إنها قادرة على إدارة البلاد كأنها إقطاعية، فالبرلمان الذي خرج المصريون لانتخابه لن يستطيع تشكيل حكومة أو اختيار وزراء، فهل هذا هو التحول". وتساءل الكاتب في مقاله -الذي نشر بصحيفة الاندبندنت البريطانية-: هل يعتقد هذا الصديق القديم لمبارك (المشير طنطاوي) ويظن العضو السابق في كورس مبارك (كمال الجنزوري) أنهما قادران على ملء مكان الرئيس السابق، وأن انتخابات الاثنين مجرد خيالات يخرج الفائز منها بلا سلطة أو كلمة. ويضيف الكاتب إن الذي لا شك فيه أن البرلمان سيكون برلمان الإخوان المسلمين، وحتى إن سموا أنفسهم حزب الحرية والعدالة، سيحتاجون إلى ائتلاف من أجل أن يحكموا، هذا إذا لم يكن الجيش هو الحاكم الحقيقي. ثم ينتقل الكاتب للانتحاب على مصير العلمانية مصر الجديد ويقول إن مصر العلمانية ربما ماتت بعد يناير وفبراير، لكن الثورة ما زالت قائمة حتى وإن كانت بين صفوف المحتجين في ميدان التحرير، الذين تراجعت أعدادهم، ووضعت صور قتلى نوفمبر في أماكن أقل ظهورا، وتلاشت الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات.