اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن جماعة الإخوان المسلمين هي الفائز الأكبر من إجراء الانتخابات رغم كل أجواء التوتر والمشاحنات التي تشوبها، مشيرة إلى أن الانتخابات تعتبر نقطة تحول في تاريخيهم السياسي منذ نشأتهم في عشرينات القرن المنصرم. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين تعمدت النأي بنفسها عن موجة الاحتجاجات الأخيرة التي ضربت مصر بسبب المطالب برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، ورغم مشروعية هذه المطالب إلا أن الجماعة نأت بنفسها حتى تحافظ على مكاسبها المتوقعة من الانتخابات. وأضافت الصحيفة أنه فيما ينقسم المصريون بين مؤيد للمجلس العسكري ومؤيد للتظاهرات والاحتجاجات، وهو ما شحن الأجواء وأثار التوتر، بدا الإخوان متماسكين يستعدون لما يرونه نقطة تحول في تاريخهم السياسي، الممتد منذ نحو 83 ثمانين عاما. وتتابع الصحيفة إن المكاسب التي سيحققها الإخوان ستظهرهم ممثلا قويا للثقافة المحافظة في المجتمع المصري، وتظهرهم أيضا قوة متنامية في منطقة تتقاذفها موجات التغيير والاضطرابات. وتذكر الصحيفة بموقف الإخوان من الاحتجاجات الأخيرة، حيث قرروا عدم المشاركة، على عكس موقفهم في بداية الثورة المصرية في يناير ومطلع فبراير، وتشير إلى أن غياب الإخوان كان ملاحظا، ومثيرا للسخط بين المحتجين، الذين رأوا في موقفهم اصطفافا جديدا للحرس القديم، رغم دفاع الإخوان بالقول إنهم يؤيدون الثورة السلمية ويدعمون نقلا هادئا للسلطة إلى المدنيين.