"قيادات الجماعة بالخارج تدبحنا" تحت هذا النداء كشف شباب جماعة الإخوان الهاربون في السودان، عن التصدع الكبير الذي يعاني منه التنظيم الدولي، عبر هاشتاج بهذا العنوان، استغاثوا فيه من المعاملة السيئة التي يلاقونها على يد قيادات الجماعة الكبرى، معلنين عن تمردهم على فرع تنظيم الإخوان في السودان. البداية.. كانت مع تدشين شباب الإخوان في السودان حملة وهاشتاج، يكشفون فيهما عن حالة تمرد كبيرة يقودنها على التنظيم، للإطاحة بقياداته الكبرى الحالية، كاشفين عن سوء معاملة قيادات التنظيم لهم، وإنهم سيقودون حملة من أجل إسقاط المرشد العام للجماعة. ومن خلال الهاشتاج، أكد الشباب أنهم يعاملون أسوأ معاملة من قيادات الجماعة، الذين قاموا بطردهم من المنازل التى يتواجدون بها؛ بسبب عدم تنفيذهم لتعليمات القيادات الكبرى بالتنظيم. وقال عز الدين دويدار، القيادي الإخواني، تعليقًا على تمرد الشباب في السودان، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: "ممكن تسمعوا صرخات شباب الإخوان المغتربين في السودان من تصرفات قيادات الجماعة". هذا الخلاف الذي نشب في أروقة فرع الإخوان في السودان على يد الشباب، لم يكن الضربة الأولى التي يتلقاها هذ الفرع، فقد سبقة في يونيو الماضي، إصدار جماعة السودان بيانًا رسميًا، أعلنت فيه انقلابها على المراقب العام للجماعة الشيخ «علي جاويش». جاء هذا التمرد، على خلفية قرار المراقب العام الذي عطل بموجبه عمل المكتب التنفيذي ومجلس الشورى للجماعة، وألغى قرار قيام المؤتمر العام السنوي، الأمر الذي اعتبرته الجماعة خرقًا للقانون الأساسي للجماعة، وتجاوزًا للصلاحيات الممنوحة للمراقب العام بموجب القانون الأساسي وتعديًا على أجهزة الجماعة الرئيسية. وإزاء هذا أعلنت الجماعة وقتها، إعفاء جاويش، من منصب المراقب العام، واستكمال المكتب التنفيذي عمله، حتى تنفجر موجه من الانشقاقات ما بين مؤيد ومعارض لهذه القرارات، وأعلن عددًا من قيادات جماعة الإخوان في السودان استقالاتهم. التصدع الذي يضرب أفرع الجماعة المختلفة في الدول العربية وتحديدًا والسودان، لم يعد خفي على أحد، لاسيما مع الانهيار الذي يلاقيه فرع الجماعة الأم في مصر، التي تعاني الأمرين بين انقسامات وانشقاقات داخل الفرع وانهيارات على المستوى الدولي، وفقًا لرؤية خبراء الشأن الإسلامي. التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بكل أفرعه المختلفة في الدول العربية، يمر الآن بمرحلة تسمى «اضطراب النزاعات»، وهي تعني وجود نزاعات وخلافات داخل فرع الجماعة الواحد، وتشتت المنهج والرؤى الخاصة بكل تيار وفصيل، قد تؤدي إلى انقسام الفرع الواحد إلى تيارات منفصلة تزيد من مرحلة الانقسام، هكذا رأى هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية. وأكد أن هناك أفرع للتنيظم الدولي بدأت تنتهج منهج آخر غير الدعوي، بعدما استوعبت أن شعار الإسلام هو الحل لن يفيدهم، فبدأوا في اللجوء إلى تدشين الأحزاب السياسية مثل جماعة الأردن، أو الانقلاب على المراقب العام وبعث رسائل الاستغاثة مثل جماعة السودان. ولفت إلي أن دعوات الانفصال عن الجماعة ونداءات الاستغاثة التي يوجهها الشباب تجاه القيادات الكبرى، تعمل على إضعاف كيان التنظيم الدولي ككل، وتدفع بالجماعة إلى محاولة الفصل العمل الدعوي عن السياسي، في محاولة منها لإيجاد دور لها. ورأي سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، أن أفرع جماعة الإخوان في البلدان العربية تعاني صراع بين القيادات الكبرى والشبابية، فالأولى تدعو إلى الاستمرار في العمل الدعوي وحمل السلاح، والثانية تسعى للتهدئة، لذلك تلقى تعنت ومعاملة سيئة على يد القيادات الكبرى. وأكد أن سلسلة الانشقاقات والاضطرابات التي تمر بها أفرع الجماعة داخل الدول العربية، هي مجرد حلقة من أزمة كبيرة يعاني منها التنظيم الدولي، لاسيما في ظل الظروف السياسية التي تمر بها الجماعة الأم في مصر من اقصاء، وأحكام بالإعدام ومطاردات مع قوات الأمن. وأشار إلى أن حملة الإغاثة التي دشنها شباب الجماعة في السودان، ستؤثر على فرع التنظيم لكنها لن تؤدي إلى انفصاله عن التنظيم الدولي.