رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مصر حاليا تشهد حالة من الانقسام بين متظاهري ميدان التحرير الذين يرفضون العسكر ويطالبونهم بالرحيل فورا وتسليم السلطة لحكومة مدنية، ومتظاهري العباسية الذين احتشدوا بالأمس في ميدان العباسية دعما للمجلس العسكري والذين يطلق عليهم "الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة"، ويطالبون بمنح الفرصة كاملة للمجلس خشية المصير المجهول الذي ينتظر البلاد إذا استجاب العسكر لمطالب التحرير. وقالت الصحيفة إن الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة كما يفضل بعض المصريين تسميتهم بدأوا في الظهور دعما للمجلس العسكري لشد أزره أمام التحدي الذي يواجهه في ميدان التحرير، خاصة أن الانتقادات بدأت تظهر بقوة لمتظاهري التحرير بسبب تعطيلهم للبلاد رغم تعهد المجلس بتسليم السلطة في يونيو القادم. وأضافت إن نبرة الانتقاد للتحرير ظهرت على لسان المجلس العسكري الذي قال في مؤتمر صحفي:" مصر ليست ميدان التحرير.. فإذا ذهب أي شخص في نزهة بشوارع أخرى بمصر سوف يجد أن كل شيء طبيعي جدا". وأوضحت أنه بعيدا عن التحرير تجد أن الكثير من المصريين يقبلون بتعهد العسكري خاصة وأن البلد تمر بظروف مريرة، فالاقتصاد في حالة ركود، والأمن منعدم. ونقلت الصحيفة عن أحد الاشخاص ويدعى محمد عبد العزيز (61 عاما) تساؤله "إذا رحل الجيش من الذي سيرث السلطة؟"، والتقط مروان حلمي مدرس في مدرسة ثانوية وأحد متظاهري العباسية طرف الحديث وقال "إنهم يعتقدون أنهم إذا تمكنوا من ملء مربع سوف يفرضون رأيهم.. إننا سوف نملأ كل شوارع مصر لدعم الجيش... لا نستطيع أن نسكت أكثر من ذلك البلد يتفكك.. وتساءل من الذي أعطى لهم الحق في تمثيلنا؟ التحرير ليست مصر!". وأشارت الصحيفة إلى أن الآلاف الذين احتشدوا في ميدان العباسية تجعل مصر مقسمة بين التحرير، والعباسية الذين أخذوا في ترديد هتافات منددة بالتحرير، من بينها "مصر هي الدولة ، وليس مربعا.. نحن نرفض وزارة ميدان التحرير".