يوم الأحد الماضي توجهت »الوفد« الي مدينة الاسكندرية لأداء مهمتين الأولي حضور قداس الأحد بكنيسة القديسين التي شهدت التفجيرات الدامية ليلة رأس السنة والثانية إجراء حوار مع القمص مقار فوزي راعي الكنيسة. أما المهمة الأولي فقد فشلت بعد أن رفض الأمن حضورنا القداس بدعوي أن راعي الكنيسة رفض ذلك وسمح بدخولنا فقط بعد انتهاء القداس لإجراء الحوار معه وهو ما اكتشفنا كذبه من القمص مقار حين أكد أن المنع لم يكن منه بل جاء من الأمن، أما المهمة الثانية فنجحت بعد عناء وحاورت »الوفد« القمص مقار فوزي راعي كنيسة القديسين حول الحادث وخلفياته والاحتقان الطائفي الذي ساد مصر في الفترة الأخيرة فحمل الأجهزة الأمنية الجزء الأكبر من المسئولية عن العنف الطائفي وأكد أن مشكلة مصر في التطرف الذي جعل بعض القلوب سوداء وقاسية. سألناه: لماذا زاد الاحتقان الطائفي خلال الأربع سنوات الأخيرة في الإسكندرية تحديدا؟ - أجاب: الاحتقان الطائفي من طرف واحد فالأقباط لا يوجد عندهم احتقان طائفي، والمسملون فقط عندهم هذا الاحتقان واسأل الجهات الأمنية لماذا زاد العنف الطائفي في الاسكندرية. يؤكد البعض أن المسرحية التي تم عرضها قبل أربع سنوات في إحدي كنائس الاسكندرية، ورأي بعض المسلمين أنها توجه انتقادات لدينهم السبب الرئيسي وراء وقوع أحداث العنف بالمدينة. - المسرحية لم توجه إساءة لأحد وكانت تنتقد العنف فقط وليس الإسلام، ولأن التعصب عند بعض المسلمين موجود من الأساس فقد استغلوا المسرحية في تغذية التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط، وأري أن مشكلة مصر الحقيقية في التطرف لأنه يجعل القلوب سوداء وقاسية. يبدو من حديثك أنك تتهم المسلمين وحدهم بالمسئولية عن الاحتقان الطائفي ألا يوجد قبطي واحد متشدد أيضا؟ - لو افترضنا وجود مجموعة من الأقباط الغاضبين والمتشددين فإن ذلك يكون بعد وقوع حادث ضدهم من المتطرفين الإسلاميين ولكن الذي يبدأ دائما هم المتطرفون المسلمون الذين يوزعون بيانات ضد الأقباط، ولذلك فإن الاحتقان الطائفي من طرف واحد كماقلت وليس عندنا نحن كأقباط احتقان طائفي. لماذا تتكرر حوادث العنف بين المسلمين والأقباط في الاسكندرية خاصة؟ - أعتقد أن ذلك يرجع لوجود نشاط ديني مسيحي وإسلامي مكثف في المحافظة. هل تعتقد أن تنامي التيار السلفي في الاسكندرية وراء حالة الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط؟ - التطرف يأتي من التيارات الموجودة لأنها ممكن أن تتجمع مع بعضها وأحب أن أوضح أن تلك التيارات ليست كثيرة ولكنها ستستطيع أن تستقطب أعدادا كبيرة من البسطاء ولو فيه حزم أمني مع هذه التيارات لما استطاعت أن تستقطب هذا العدد الكبير من الشباب. هل تري أن الجهات الأمنية تركت الساحة للتيار السلفي في الإسكندرية لمحاربة جماعة الإخوان؟ - أنا مليش في السياسة ولكن أستطيع القول إن الجهات الأمنية »سايبة التيارات السلفية براحتها«. هل هناك كنائس معينة ترجح تعرضها لأعمال عنف في الفترة القادمة؟ - الجهات الأمنية هتعمل إيه يعني، حتي لو فيه تهديد فإن الإرهاب بطبيعته غدار ومفاجئ ولن تستطيع الجهات الأمنية منعه وكل ما نحتاجه هو علاج جذري من جميع الجهات. وما هذه الجهات؟ - جميع مؤسسات الدولة يجب عليها تبني برنامج لتعديل التعليم منذ الطفولة ويجب التخلص من جميع المناهج التي تحث علي الطائفية ووصف المسيحي بأنه كافر. علي من تلقي اللوم في تفجير كنيسة القديسين؟ - التطرف الديني المتهم رقم واحد في حادثة التفجير وتجب معالجته فوراً وذلك عن طريق تعديل المناهج التعليمية وحث الاعلام علي تهدئة الامور بين المسلمين والمسيحيين وكذلك تشديد الاجراءات الأمنية، لأن هناك تراخيا حتي الآن في مواجهة المتطرفين الاسلاميين. هل طلبت منك الجهات الأمنية تهدئة الأقباط بعد وقوع الحادثة؟ - طبعاً، والدين المسيحي يقوم علي التسامح وأن الله محبة ولذلك حاولت اقناع الأقباط ان من ماتوا في التفجيرات شهداء من اجل الايمان. ما رأيك في تشديد الاجراءات الامنية حول كنيسة القديسين بعد وقوع الحادثة؟ - المصريون كلهم كده لا ينتبهون الا بعد وقوع المصيبة وليس الأمن وحده، واعيب علي ترك التيارات المتشددة الاسلامية، كما أنني كنت انتظر منذ فترة كبيرة تشديد الحراسة علي الكنائس ليلة رأس السنة اكثر من ذلك. ما الرسالة التي توجهها للأقباط والمسلمين؟ - أقول لهم أرجوكم وأتوسل اليكم.. خسارة مصر تضيع عشان شوية مهاترات وأفكار متشددة "وحطوا ايديكو في ايدين بعض". وماذا تقول للتيارات الاسلامية المتشددة؟ - أقول لهم إنني اتعجب عليكم وأسألهم كيف تدعون التدين والايمان وقلوبكم بها هذه القسوة. هل تري ان المتهم الرئيسي في تفجير كنيسة القديسين هو تنظيم القاعدة أم غيره؟ - ان كان الجاني من خارج مصر فانه لا يمكنه فعل ذلك الا اذا كان لديه اعوان في مصر، وكان واضحاً منذ فترة ان تنظيم القاعدة يهدد كنائس مصر ولا أعلم هل استجاب ناس لما يقولون أم أن للتنظيم أعضاء تنفذ تعليماته في مصر.
