توالت ردود الافعال الدولية تجاه احداث التحرير الدموية. دعت كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي مصر الي احترام حقوق الانسان والاستماع الي التطلعات الديمقراطية للمواطنين ، مدينة استخدام العنف الذي اوقع 20 شهيدا علي الاقل في ميدان التحرير وتجاوز المصابين حاجز الالف . وادانت اللجوء الي العنف ودعت الي الهدوء وضبط النفس، اعتبرت انه لابد من الدفاع عن القانون والنظام بشكل يحترم حقوق الانسان، ولابد من الاستماع الي مطالب المواطنين والاحزاب السياسية لكي تمضي العملية الانتقالية قدما، ولكي تحترم مباديء الديمقراطية. وقالت اشتون «لا شك ان العملية الانتقالية صعبة وتطرح تحديات». وحملت السلطات المؤقتة وكل الاطراف المعنيين مهمة في الاستماع الي الشعب وحماية تطلعاته الديمقراطية. وقالت اشتون ايضا: «فيما تستعد مصر للتوجه الي صناديق الاقتراع في اول انتخابات ديمقراطية وشفافة، ما زلت اثق بان الشعب المصري والسلطات سيجدان سبيلا للتقدم في شكل سلمي وسينجحان في تجاوز التحديات». واكد جيمس اباثوراي نائب سكرتير حلف شمال الاطلنطي الجنرال ان الوضع في مصر والمنطقة اصبح خطيرا، وان بلدان الربيع العربي تمر الان بعملية معقدة وصعبة من مساعي الإصلاح، ومن المهم بالنسبة للمواطنين ان يشعروا ويلمسوا متغيرات حقيقية علي ارض الواقع، وان يشاهدوا كيفية حدوث هذه المتغيرات بسرعة، وليس من المهم ان تكون النتيجة كما هي مطلوبة علي وجه الدقة، ولكن المهم ان تكون النتيجة تتوافق مع رغبة الجمهور، جاءت تصريحاته تعقيبا علي الاحداث الدامية بميدان التحرير في مصر خلال اجتماع الحلف في كندا امس. وادانت المانيا اعمال العنف التي شهدها ميدان التحرير خلال الساعات الماضية، واعتبرتها الاعنف منذ رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك في 18 فبراير الماضي، ندد غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الالماني بما وصفه بعدم التوازن في القوي بين قوات الامن والمتظاهرين العزل، ودعا جميع الاطراف الي وقف العنف، والعمل علي حماية المدنيين، والاستماع الي مطالبهم عبر القنوات السياسية وعن طريق الحوار ، كما طالب الاليستير بيرت الوزير البريطاني الجديد لشئون الشرق الاوسط الحكومة المصرية بضبط النفس ، ووقف جميع اعمال العنف التي يمارسها الامن، ووقف الاعتداء ومطاردة المتظاهرين. واكد تقرير سياسي اوروبي ان اعمال العنف والعنف المضاد الذي تشهده مصر يتسم الان بالخطورة والحساسية، لانه ياتي قبل أيام فقط من اجراء أول انتخابات ديمقراطية بعد 30 عاما من حكم الرئيس المخلوع مبارك ، في وقت تثور فيه التساؤلات حول قدرة البرلمان الجديد المرتقب علي ادارة عملية الانتخابات الرئاسية، والتي يمكن أن تكون في وقت متأخر من عام 2013. وذهب التقرير الي ان كل من امريكا او اوروبا قد فشلتا في التدخل الخارجي الايجابي لمساندة ثورات الربيع العربي بما في ذلك مصر، وفيما يتعلق بامريكا، فقد فشلت إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما في تطوير منهج شامل للتعامل مع الثورات، لانها في الواقع غير قادرة حقا علي انقاذ بطل الحرية والديمقراطية في الدول العربية ، ويرجع ذلك الي حد كبير لعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل ، ودول الخليج ، وفشل امريكا من المفترض ان يفتح الباب امام جهات اخري فاعلة لمساندة الثورات علي غرار الاتحاد الاوروبي والصين لرفع مستوي مشاركتها مع المنطقة، لكن كلاً من اوروبا والصين لم تستثمرا الفرصة بصورة حقيقة، واكتفت بدور الراصد او المراقب، بسبب ازمات اوروبا الداخلية، وبسبب انشغال الصين بما يجري في سوريا وايران. ويضاف الي الفشل الامريكي تجاهل الانتفاضة المشروعة في البحرين، بسبب مخاوفها علي خسارة مقر اسطولها الخامس في المنامة والأهم من كل ذلك، موقف امريكا الداعم لاسرائيل رغم استمرار الاخيرة في الاحتلال والاستيطان، وكل هذا يلوث صورة أوباما في المنطقة. وهكذا يري الثوار في بلدان الربيع العربي دور امريكا انطلاقا من «المعايير المزدوجة» فأوباما لا يختلف عن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن، علي الاقل مع بوش كان يمكن التكهن بما سيحدث، اما اوباما الذي اثار الآمال في الشارع العربي بخطابه المشهور في القاهرة عام 2009 حول اعادة العلاقات بين العالم الغربي والاسلامي ومبالغته في ذكر «فلسطين»، فان هذا الخطاب لم يحمل الا تغييرا في الكلمات اما الفعل، فهو لا يزال علي طريق بوش، فلم يقدم الغرب شيئا ايجابيا للثورات العربية حتي تلك اللحظة