أعلن السفير الأمريكي في روسيا، جون تيفت، اليوم الثلاثاء، أن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية غير موجهة ضد روسيا، ولا تعرقل الإمكانيات الاستراتيجية الروسية. تصريحات تيفت هذه جاءت في أثناء محادثة إلكترونية عبر موقع "فكونتاكتي" للتواصل الاجتماعي، حيث زعم أن موسكو هي التي ترفض الحوار حول منظومة الدرع الصاروخية، ورفضت كافة مقترحات تطوير التعاون في هذا المجال. وقال تيفت: "منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية ليست مرتبطة بروسيا. وهي غير موجهة ضد روسيا ولا تقوض قدرات الردع الاستراتيجية الروسية. هدف منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية هو التغطية الكاملة وحماية دول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو من المخاطر المتنامية المرتبطة بانتشار الصواريخ الباليستية". وتابع تيفت، قائلا: "يسألونني كثيرا هل ستناقش الولاياتالمتحدة وحلف الناتو مع روسيا خطط الدفاع الصاروخي(الدرع الصاروخية)؟ إن الولاياتالمتحدة وحلف الناتو اقترحا على روسيا، عدة مرات، التعاون في مجال الدرع الصاروخية، بما في ذلك إنشاء مركز روسيا - الناتو، وخطط لتحقيق الشفافية بين الطرفين". وأضاف: "روسيا رفضت كل هذه المقترحات التي كان بإمكانها أن تساهم في تطوير التعاون والشفافية. الجانب الروسي هو من أنهى العمل باتفاقية حوار الشراكة في العام 2013". وكانت وكالة "نوفوستي" أفادت في وقت سابق، نقلا عن السكرتير الصحفي للسفارة الأمريكية في موسكو، ويليام ستيفينس، قوله: "تعتبر واشنطن التصريحات حول عدم رغبة الولاياتالمتحدة في التعامل مع روسيا بمسائل الدرع الصاروخية نوعا من الافتراء. فقد أعربت الولاياتالمتحدة، مرارا وبشكل واضح، عن استعدادها للتعامل مع روسيا في طيف واسع من القضايا المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي، كما أشارت إلى ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية وهامة لتحقيق مزيد من الأمن القابل للتنبؤ". وبحسب ستيفينس، فإن"موسكو بالذات هي التي أوقفت حوارا في هذا الشأن، من جانب واحد، في العام 2013"، مضيفا: "على الرغم من ذلك، فنحن نؤيد ضرورة إجراء مثل هذا الحوار، وإذا عادت الولاياتالمتحدةوروسيا إليه، فستواصل واشنطن مشاورات مع حلفائها وشركائها في كل مرحلة منه". يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سابقا، في27 مايو، في ختام لقائه برئيس وزراء اليونان، ألكسندر تسيبراس، في أثينا، أن موسكو ستضطر للرد على نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكيةبرومانيا، مؤكدا التأثير السلبي لنشرها، حيث أشار إلى أن الولاياتالمتحدة كانت قد خرجت بصورة منفردة من اتفاق الدفاع الصاروخي، وبذلك، بدأت بتقويض أسس الأمن الدولي. وأضاف بوتين أن روسيا، منذ بداية القرن، تكرر باستمرار عبارة واحدة هي أننا سنرد بشكل ما. وقال: "لا يسمعنا أحد، ولا يريد أحد محاورتنا، ولا نسمع شيئا غير العبارات العامة بأن المنظومة ليست موجهة ضد روسيا ولا تهدد أمنها". وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الحديث دار في البداية حول مواجهة تهديدات من قبل إيران والبرنامج النووي الإيراني. ورغم عدم وجود هذا التهديد، تنشر الولاياتالمتحدة منظومة مضادة للصواريخ في أوروبا، ويجري تشغيلها في رومانيا. وأعلن بوتين أن روسيا ستضطر لاتخاذ تدابير جوابية لأن منظومة الصواريخ المضادة في رومانيا يمكن تحويلها إلى منظومة هجومية بمجرد تغيير البرمجيات، مضيفا أن الأمر نفسه سيتكرر في بولندا.