على مدى السنوات الماضية ظلت شركات التجارة الداخلية التابعة لقطاع الأعمال العام تعانى من العديد من المشكلات والتى كان أبرزها الخسائر التى تحققها الشركات سنويا بالإضافة إلى تردى أوضاع العديد من الفروع التابعة، خاصة ما كان منها فى قرى أو نجوع. ولهذا اعتمدت خطة تطوير شركات التجارة الداخلية ومنذ سنوات على فكرة الشراكة مع القطاع الخاص على تطوير الفروع المملوكة. النتائج المحققة من الفكرة أدت الى المزيد من التوسع فيها باعتبارها الحل الأمثل لتعويض نقص الاستثمارات التى تمكن الشركات من القيام بالتطوير ذاتيا. وتقوم فكرة المشاركات على استغلال الأصول التى يملكها قطاع الأعمال العام ودعوة القطاع الخاص للمشاركة فيها بضخ استثمارات جديدة مع تقاسم العائد، جرى هذا النموذج بنجاح فى عدد كبير من الفروع التى كانت تفتقد وبشدة الاستثمارات الجديدة والسيولة اللازمة لعمليات الاحلال والتجديد ونجحت المشاركات فى ضخ استثمارات كبيرة فى تجديد فروع لشركات التجارة الداخلية فضلا عن تحقيق عوائد. الأرقام والبيانات الرسمية تشير إلى أن شركات التجارة الداخلية التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما وهى بيع المصنوعات وصيدناوى وبنزايون وهانو لديها 326 فرعا موزعة على كافة أنحاء الجمهورية تم الدخول فى مشاركات وتأجير لعدد 149 فرعا بتكلفة تطوير بلغت نحو 200 مليون جنيه منها نحو 54 مليون جنيه خلال العام المالى 2014/2015، وحققت تلك الفروع ما يقرب من 100 مليون جنيه عوائد حتى يونيو 2015، وأن الشركات تدير ذاتياً عدد 157 فرعا حققت صافى ربح بلغ نحو 36 مليون جنيه حتى يونيو 2015. ويمكن القول بأن فكرة التعاون مع القطاع الخاص أدت الى تحسن فى الاوضاع المالية للشركات لدرجة ان بعضها بدأ يتحول من الخسارة الى الربح بفضل تحصيل عوائد المشاركات. آخر ذلك كان افتتاح 7 فروع تابعة لشركتى بيع المصنوعات وصيدناوى فى بنها والمنوفية وكشفت ميرفت حطبة رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق ان تكلفة تطوير الفروع تصل الى 32.5 مليون جنيه على ان تحقق المشاركان 9.5 مليون جنيه عائد سنوى يزيد بنسبة 10% كل عام. الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام أشار إلى أن نظام المشاركات مع القطاع الخاص فى تطوير فروع التجارة الداخلية جيد ويسمح بنقل خبرات الشركات الكبرى فى البيع والعرض وخدمات ما بعد البيع ونفى الشرقاوى طرح أى من شركات التجارة الداخلية فى البورصة او بيع اى فروع او تصفيتها وقال إن الأولوية للتطوير وأن أغلب الفروع المطورة كانت فروعا خاسرة. الشرقاوى اشار الى ان تطوير الفروع يعد قيمة مضافة كما انه وفر العديد من فرص العمل فى أعمال التجديد والتطوير وقال ان المنتجات المعروضة فى الفروع لم تكن تحمل ماركة الشركة فمثلا لم يكن أحد يشترى تليفزيون من إنتاج بيع المصنوعات أو صيدناوى وقال إن التطوير حفاظ على الأصول. ومن جانبها أكدت ميرفت حطبة رئيس الشركة القابضة للسياحة ان الشركة أرسلت قائمة بعدد 17 فرعا تابعة لشركات لتجارة لداخلية بنزايون وصيدناوى وهانو وبيع المصنوعات الى وزارة التموين لاستغلالهم ضمن خطة السلاسل التجارية للسلع التموينية ،وقالت «حطبة» إن تلك لفروع أغلبها فى القرى والنجوع ،وأشارت حطبة إلى أن وزارة التموين تبحث الأمر.
