تاني يوم في معتقل القلعة حصلت حاجة غريبة. أولا عرفت اسم المخبر اللي ماسك المنطقة اللي فيها زنزانتي رقم 2 وهو محمد عبدالمقصود. ثانيا وهو الاهم اني بعد ما رجعت من دورة المياه الصبح تهت عن الزنزانة ودخلت زنزانة تانية غلط ورجعت بضهري فوراً لقيت محمد عبدالمقصود بيضحك ويقول لي: - فيه حاجة سيادتك؟ قلت له: - آسف يبدو اني دخلت زنزانة مش بتاعتي. قال لي: - لأ هي دي زنزانة سيادتك. قلت في عقل بالي إيه حكاية سيادتك دي! فقلت له: - لأ زنزانتي ما كانش فيها سرير ولا فرشة ضحك بمنتهي الثقة وقال لي: - سيادتك جت الأوامر النهاردة الصبح قلت له بمنتهي الدهشة - اوامر إيه؟ قال لي: - التعليمات قلت له: - تعليمات إيه؟ قال لي: - اتفضل سيادتك خش اوضتك خشيت أوضتي لقيت سرير سفري ومفروش عليه ملايه بيضاء نضيفة وجنب السرير ترابيزة عليها درو مية وكتابين بافتح الاولاني لقيته «التفسير للطبري» وهو من امهات الكتب الاسلامية ولقيت تحته كتاب صغير وهو رواية للمازني بعنوان «عود علي بدء» وهنأ قال لي المخبر وهو ممسك بباب الزنزانة - سيادتك تؤمر بأي شيء قلت له: - لأ شكراً وبعد ان اغلق باب الزنزانة بحوالي دقيقتين سمعت خبط خفيف جداً علي الباب ثم انفرج الباب عن شاب وسيم جداً دخل وهو يقول: - صباح الخير قلت: - صباح النور قال: - أنا الرائد سمير حسين بمباحث أمن الدولة قلت علي الفور: - حصل لنا الرعب فضحك قائلا: - بس؟ قلت: - والنكد قال: - تسمح لي اقعد قلت له: - يا سلام.. دا إيه الذوق دا كله والاحساس دا كله؟! ضحك وقال لي: - بعض ما عندكم قلت له: - لا ما تلاقيش قال لي: - الذوق ولا الاحساس قلت له: - بصراحة انتو قتلتوا فينا كل المشاعر الجميلة ربنا يسامحكم بقي.