شارك الأزهر الشريف في مؤتمر الدوحة لحوار الاديان الذي انطلقت فاعلياته أمس الاثنين ويركز على دور مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية في التقريب وفي التنافر بين اتباع الديانات السماوية الثلاث. وقال وزير العدل القطري حسن بن عبدالله الغانم لدى افتتاحه المؤتمر: إن وسائل التواصل الاجتماعي لها ايجابياتها كما ان لها سلبياتها، مطالبا المجتمعات بتنمية هذه الايجابيات والحث عليها ووضع القواعد والقوانين للمحافظة عليها والتقليص قدر الممكن من السلبيات. من جانبه، قال ابراهيم النعيمي رئيس مجلس ادارة مركز الدوحة لحوار الاديان: إن "من اسباب اختيار موضوع المؤتمر الاستخدام السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك و تويتر ويوتيوب". واكد النعيمي على "الدور الكبير الذي لعبته و تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا العامة والخاصة"، معتبرا أن "ما يسمى بالربيع العربي هو اكبر دليل على أهمية هذه الوسائل". كما حذر وزير العدل القطري في كلمته من امكانية أن "تتحول إلى أداة صراع وكراهية وعنصرية، كما نقرأ ونشاهد في العديد من المواقع الالكترونية ومقاطع الفيديو"، بحسب تعبيره. وتساءل عما اذا كان من الضروري إيجاد ميثاق شرف عالمي لعدم الاساءة للمقدسات والأديان من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي". وأكد الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق، اهتمام الإسلام بحوار الأديان بين البشر والمجتمعات وعمارة الأرض تحت راية الأمن والسلام لكل إنسان يلتزم بقانون التواصل الاجتماعى التى تقرره الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية الصادرة بحماية حقوق الإنسان العالمية والمحلية.
وأوضح أن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق جعل رسالته المحلية والعالمية لتحقيق هذا التواصل باعتباره من تمام عقيدة المسلم و أخلاقة وشريعته، مضيفا أن مسألة التواصل فى العلم النافع والفقه فى الدين بين العباد جميعا وخدمة الإسلام لهذا النشاط العلمى وقال إن الإسلام فى كل تشريعاته جاء لتحقيق الأمن والسلام للنفس الإنسانية بصفتها الإنسانية، متناولاً فى سياق متصل دور العلم والعلماء وأصحاب المعارف والعلوم العملية والنظرية لتحقيق التواصل الاجتماعى وخدمة الإنسانية والسلام المحلى والعالمى، مشيراً إلى الثورة العلمية فى كثير من المجالات بخاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة. من ناحية أخرى دعا الحاخام هنرى سوبل للاستفادة من أدوات التواصل الاجتماعى لتعميق الحوار خاصة وان هذه الوسائل قد اختصرت المسافات وقربت بين الشعوب فى ظل عصر المعلومات والقرية العالمية الواحدة، مؤكدا أن للحوار الحقيقى والإيجابى القدرة على فتح أبواب السلام والتعارف وإزالة التعصب والحواجز المصطنعة بعيدا عن أى أيدلوجيات، مشيراً إلى أن أتباع الديانات الثلاثة هم جزر فى بحر عالمى ويتعين إشاعة أجواء الاحترام والتسامح للربط بين هذه الجزر. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية.