دانت واشنطن توغلات الجيش السوري في الاراضي اللبنانية، معربة عن "قلقها البالغ" حيال الانباء الواردة بشأن تعرض معارضين سوريين للقتل او الاعتقال على الحدود بين البلدين. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحفيين: انه "خلال الاسابيع الماضية تبين ان القوات السورية دخلت الاراضي اللبنانية"، مشددا على ادانة واشنطن لهذه التوغلات وداعيا دمشق الى احترام سيادة لبنان. واضاف "نحن ايضا قلقون للغاية من المؤشرات بشأن تعرض منشقين سوريين للاعتقال وربما للقتل خلال عمليات قرب الحدود" مع لبنان. وقتل ثلاثة سوريين على الاقل برصاص الجيش السوري خلال الاسابيع الماضية في عمليات توغل لقوات سورية في اراض لبنانية حدودية في الشمال او البقاع او في مناطق حدودية متداخلة بين البلدين. وافادت تقارير ان سبب عمليات التوغل واطلاق النار ملاحقة مواطنين سوريين او جنود فارين. ومنذ منتصف مارس، تاريخ بدء الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، لجأ حوالى خمسة الاف شخص الى لبنان، بينهم معارضون وجنود منشقون، بحسب السلطات اللبنانية. وكشف مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي اخيرا ان السفارة السورية تورطت في خطف معارضين سوريين من لبنان لكن السفير السوري نفى هذه الاتهامات. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا في تقرير الى مجلس الامن الدولي نشر الاسبوع الماضي، سوريا الى "وقف فوري لكل عمليات التوغل" التي تقوم بها قواتها في الاراضي اللبنانية، معربا عن قلقه من ارتفاع منسوب التوتر في لبنان بسبب التطورات في سوريا. وقال بان كي مون في تقريره الرابع عشر حول تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1559 "اشجب بقوة عمليات التوغل والمداهمة التي تقوم بها القوات الامنية السورية في المدن والقرى اللبنانية والتي نتج عنها قتلى وجرحى". ودعا بان الحكومة السورية الى "وقف فوري لكل عمليات التوغل هذه وإلى احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه"، معبرا عن "قلق عميق ازاء تأثير التطورات في سوريا على الوضع السياسي والأمني في لبنان"، معتبرا ان "عمليات التوغل والازمة المستمرة في سوريا قد تؤدي الى إثارة مزيد من التوتر داخل لبنان وأبعد منه".