هنا، فى الأقصر، بواخر وفنادق عائمة تحولت إلى مطاعم وقاعات أفراح، وفنادق ومطاعم سياحية أغلقت أبوابها، وعشرات من المنشآت بدأت موسم تسريح العمال مجددا، لتتصاعد أزمة البطالة بين أبناء المحافظة، فيما يروى الكثير من المآسى الإنسانية عن أزواج افترقوا بعد أن فشلوا فى تدبير نفقات الحياة، فذهبت الزوجة إلى أهلها، وعاد الزوج إلى سيرته الأولى بين أفراد أسرته، بعد أن عجز عن توفير إيجار شقة الزوجية، ونفقات الحياة لزوجته. حيث يشهد القطاع السياحى فى الأقصر وضعاً سيئاً خلال هذه الأيام حيث انخفضت نسبة الإشغال السياحى بالمدينة، وقام بعض الفنادق العائمة بإغلاق أبوابها وأخرى ثابتة تعمل بنسب متدنية، و أخرى غيرت نشاطها، وذلك بعد أن انخفضت نسبة الإشغال السياحى من 56٫5% إلى أقل من 5%. رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة فى الأقصر، رمضان حجاجى، يرى أن حاضر السياحة فى الأقصر غير مرضٍ، وأن المستقبل مخيفُ جداً، ولا يبشر بخير، مشيرا ألى أنه بنهاية شهر أبريل، سنودع الموسم الحالى مبكرا، لنبدأ فى فصل الصيف، الذى يهل علينا بأنباء موجعة لجموع العاملين بالقطاع السياحى، وسط أنباء عن توقف نهائى لبعض الرحلات القليلة التى كانت تساعد فى استمرار الحركة السياحية ولو بأعداد قليلة، مثل رحلات الطيران الألمانى، ورحلات شركة «توماس كوك» البريطانية، بجانب إلغاء ثلاث رحلات طيران محلية كانت ستربط الأقصر بمدينة شرم الشيخ، وذلك بعد أن باتت الأخيرة خالية من السياح. وقال رمضان حجاجى، إن الأقصر تحتاج إلى 20 مليون دولار لخلق كيان سياحى مستقل، ويستطيع أن يسوق لنفسه بعيدا عن وزارة السياحة، مؤكدا أن الأزمة السياحية يرجع سببها إلى سوء الدعاية السياحية للمقاصد السياحية المصرية فى أسواق العالم السياحية، بجانب حاجة الأقصر إلى تسيير 10 رحلات طيران يومية لربطها بعواصم العالم. كشف الخبير السياحى، ثروت عجمى، أن عدم وجود خطوط طيران تربط الأقصر بالصين ودول شرق جعل من يرغبون فى زيارة الأقصر ليس أمامهم طريق للوصول إلا عبر الخطوط القطرية والقدوم للأقصر عبر مطار الدوحة، وذلك فى ظل رفض شركة مصر للطيران للوفاء بكل وعودها بشأن تسيير رحلات منتظمة إلى اليابان والصين لتشجيع شركات السياحة بتلك البلدان على تنظيم رحلات سياحية إلى الأقصر وأسوان وغيرهما من مقاصد السياحة الثقافية والشاطئية بمصر. واتهم محمد عثمان، الخبير السياحى وزارة الطيران بالمسئولية عن استمرار الأزمة السياحية بمصر، فى ظل رفضها كافة المطالب المتعلقة بربط المدن السياحية بأوروبا، ورفضها تسيير رحلات طيران داخلية لربط مدن شرم الشيخ والغردقة وأسوان والأقصر ومرسى علم ببعضها البعض لتسهيل انتقال السياح فيما بين تلك المدن. ووصف محمد صالح المحامى ومنسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية، قرار إلزام السياح بمغادرة مصر، كل 6 أشهر، ثم دخول البلاد مرة أخرى بتأشيرة جديدة مقابل منحهم تأشيرة إقامة سياحية لفترة جديدة، بأنه قرار غير مبرر، ويضر بالقطاع السياحى، الذى يعانى من أزمات متلاحقة منذ سنوات، كما يسىء لسمعة مصر فى عيون عشاقها من سياح العالم.
