«سيادة المستشار» أطالبك بمحاكمة أبي وأمي وكل أب وأم انفصلا عن بعضهما وتركوا أبناءهم مشردين فى المحاكم من أجل النفقة والرؤية ولم يشعروا بالعذاب والمعاناة التى يشعر بها الأبناء وهم يقفون هنا داخل المحكمة والجميع يقف يتفرج علينا وكأننا مجردون من ملابسنا. سيادة المستشار أنا الطفل الذى بلغت الشهر الماضى من العمر 16 عاما لكى أبدأ مرحلة الشباب وهى تكون فرحة كل طفل ولكن أنا لم أشعر بهذه الفرحة لأننى كنت أعلم أن هذا اليوم سوف أواجه فيه امتحانا صعبا عندما أقف فى المحكمة لكى أختار بين البقاء مع أمي أو الانتقال للإقامة مع أبي، كيف أترك والدتى التى عاشت حياتها لتربيتى أنا وشقيقى، رغم عيوبها إلا إنها فى النهاية أمي التى حملتنى 9 أشهر وتحملت المتاعب، وكيف أرفض الإقامة مع أبي الذى يحبنى أنا وشقيقى حب لا مثيل له فنحن أغلى شيء لديه, سيادة المستشار أنا اسمى «عمرو. ط» 16 سنة وشقيقى أصغر منى يبلغ من العمر «12 سنة» والدى يعمل محامياً وللأسف والدتى أيضا محامية منذ ان فتحت عيناي على الدنيا وأنا أجد والدى هو الذى يتحمل مسئوليتى فى كل شئ، انا الطفل المدلل له حتى فى لحظة غضبه كانت عيناه تغمرني بالحنان فتخفى القسوة التى يحاول ان يظهرها لمعاقبتى، أنا لم أحب أبى بل أعشقه هو لى صديق وأخ وأب فهو يلعب معى مثل الطفل، أعترف ان حب ابى لى كان يملأ حياتى كلها ولم أشعر بحب أمى رغم أنها كانت تحبنى ولكن حب أبي يطغى، ولكن للأسف كنت أعيش حياة غير مستقرة بسبب والدتى التى كانت تعشق المال والسيطرة، «نعم» هما لديها أهم من أولادها وزوجها الذى كان يحبها حباً لا حدود له، ولكن والدتى لم تقدر حب والدى لها فهى كانت دائما تسمع لرأيها فقط وتحاول جمع أكبر قدر من أموال والدى وتجعله كما يقولون «مثل» الخاتم فى أصابعها. وكانت تشعره بالعجز وتقلل من شأنه ورغم ذلك كان دائما يحاول ان يلبى طلباتنا، ولكى يحسن والدى دخله وتحقيق لنا مستقبل أفضل سافر إلى الخارج، وبدلا من ان تقدر والدتى ما يفعله أبى إلا أنها كانت دائم الشجار معه على إرسال كل ما يتحصل عليه من أموال وفاض الكيل بأبي قرر التحرر من سجن والدتى والانفصال عنها، لكنها لم تحاول الإصلاح من شأنها بل على العكس تماما قامت على الفور برفع دعوى نفقة ضد والدى والأكثر دهشة من ذلك انها أجبرتنى أنا وشقيقى للتوجه معها الى المحكمة وكي نحلف اليمين «كذباً» وندعى علي والدى بأنه تركنا وسافر للخارج ولم ينفق علينا أو يرسل لنا نفقتنا، وفى هذه اللحظة شعرت بأننى أخجل أنها أمى لما تفعله من أجل الأموال تطلب مننا الكذب أمام القاضى لكى تحقق مطالبها، وحصلت علي النفقة ولكنها لم تقف على ذلك بل توجهت لرفع دعاوى كثيرة مستغلة أنها محامية، كل ذلك لتجريد والدى من أمواله، وعندما كنت أنظر لها وأسألها لماذا تفعلى ذلك مع أبى تبكى وتقول «من أجلك أنت وشقيقك» على الرغم اننى كنت لم أصدقها إلا اننى كنت أضعف أمام دموعها لإنها أمى، تزوج والدى من أخرى وكان يرسل لنا لقضاء 3 شهور الأجازة معه، لم تصدق سيدى القاضى ما كان يفعله من أجل تحقيق السعادة لنا حتى لم نشعر اننا اقل من أى فرد فى الدنيا، كان يعوضنا عن باقى الشهور التي نقضيها بعيداً عنه، ولكن للأسف كانت تمر الأيام الجميلة مثل البرق «بسرعة» ونعود إلى أمي لنعيش معها مرة ثانية فى المحاكم وتفكيرها كيف تخرب حياة والدى رغم أنه لم يبخل علينا فى شئ من مصاريف دراسية وملابس ومصروف شخصى، ولكن والدتى تريد ان تكون هذه الأموال تحت سيطرتها هى للتحكم فيها، ظللت أعيش فى صراع دائم بين حب والدى وضعفى أمام دموع والدتى إلى ان جاء الوقت الحاسم الذى أتممت فيه السن القانونية التي طالب والدى ان يضم حضانتى له، وانا أقف أمام سيادتكم وعينى تنهمران بالدموع وأقول «لوالدتى الله يسامحك انتى التى وضعتنى فى هذا الموقف حبك للمال والسيطرة فاق حبك لى انا وشقيقى وتسببتى فى تشريد الأسرة وفى النهاية وضعتنا فى موقف اختيار بينك وبين والدى وأسألها هل عوضك المال عن أولادك وزوجك؟ وقضت محكمة الأحوال الشخصية بضم الطفل لحضانة والده والدموع تنهمر من عينيه والسعادة هجرت قلب الصغير.