أثارت تصريحات حمدين صباحى، المرشح الرئاسي السابق، بشأن مطالبة كافة القوى الوطنية، للتوحد تحت راية واحدة،غضب عدد من الاحزاب والقوى السياسية معتبرين أنها مخالفة لفكرة التعددية الحزبية التى نص عليها الدستور، مؤكدين ان مطالبة صباحى للقوى الوطنية باتباع سياسات اقتصادية عفي عليها زمن، مبالغة ومغالطة. واعترضت الاحزاب على قول «صباحى» بانه لا توجد كيانات سياسية مدنية قوية فى مصر رغم وجود العديد من الاحزاب الجادة التى فى مقدمتها حزبا الوفد والمصريين الاحرار. ووصف أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، تصريحات صباحي «بالخيالية»، موضحًا أن ما قاله عبارة عن مجموعة افكار خيالية ووهمية ووليدة احلام بعيدة المنال، لافتًا إلي أن المصريين جميعا بعد نجاح ثورة 30 يونيو بدأوا في إعادة بناء مصر كدولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتم اختيار رئيس الجمهورية والتصويت على الدستور وانتخاب البرلمان بناء على ذلك. وتعجب عودة، من موقف صباحي، الذي يريد أن يدشن تيارات تعبر عن رؤى معينة وهو لا يوجد له أي شعبية في الواقع ولم يعد يلقى قبولاً بين أوساط الشارع المصري. ولفت عودة إلي أن ما يطالب به صباحي يتعارض مع الدستور المصري ومع التعددية الحزبية. وأنتقد شهاب وجية، المتحدث باسم حزب المصريين الاحرار، تصريحات صباحى، معتبرًا أن بها العديد من والمغالطات. وأعترض «وجيه» على تأكيد «صباحى» بأنه لا توجد كيانات سياسية فى مصر بالرغم من وجود عدد من الاحزاب الجادة لها شعبية بالشارع المصرى كالمصريين الاحرار والوفد. وأكد أن صباحى يحاول أن يؤسس كياناً يضم القوى التى لها توجهات اقتصادية ناصرية وتوجهات سياسية شعبوية، مكملا أنه من حقه أن يتحدث عن التوجهات الناصرية والاشتراكية، ولكن دون مبالغة فى الحديث عن توجهات اقتصادية عفي عليها الزمن يحاول إجبار كل القوى الوطنية ان تتبعها. وقال مجدي شرابية، القيادي بحزب التجمع، إنه يجب في البداية تحديد الهدف من هذه المبادرة التي يسعى إلى إطلاقها صباحي، لإمكانية الحكم عليها بشكل صحيح. ولفت إلي أنه لا يجب التجمع حول شخص، وأنه وقت انضمامهم لجبهة الانقاذ والالتفاف حولها، كان هناك هدف محدد لذلك وهو اسقاط جماعة الاخوان الارهابية التي حاولت أن تستحوذ على السلطة، مشيراً إلي أن بداية الفشل هو العمل على تجميع القوى السياسية حول شخص، مهما اختلفت الرؤى حوله. وأكد شرابية، أن حمدين صباحي رجل وطني ومن حقه أن يعبر عن رأيه وافكاره ولكن لا يجب ذلك أن يؤثر على الوضع العام، موضحًا: نحن نؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ولا نبحث عن بديل عنه، مؤكدًا أن هذه المبادرة مجهولة الاهداف وليس محدداً ما يريده منها صباحي. وأعرب حزب «مستقبل وطن» عن قلقه إزاء هذه التصريحات، مبينًا انها حتى وإن كانت تحمل في باطنها دعوة القوي السياسية للتكاتف الا أنها في مجملها، توجيه في طريق الخطأ. وقال المهندس أشرف رشاد، الأمين العام رئيس الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن، إن الدعوات والعبارات التى أطلقها «صباحى» لاتتسق بأي شكل من الأشكال مع حالة الاستنفار الوطني والدعوة للتكاتف والعمل الجاد من الجميع، مؤكدًا انها تثير الفتن وتؤجج الوضع الداخلي وتثير الارتباك بين الصفوف وتفرق الأمة . وناشد «رشاد» صباحي ضرورة تحري الدقة والحذر فيما ينطق به من كلمات حتي لا يستغلها مروجو الفتن ومشعل الحرائق والفوضي في البلاد للوصول لمبتغاهم، مطالبًا جميع القوي السياسية وجموع الشعب المصري بعدم الانجراف وراء تلك التصريحات وضرورة استنكارها بكل قوة والتكاتف والعمل الجاد للوصول الي مصر التي يتمناها الجميع. وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إن تصريحات حمدين صباحى تعبر عن وجهة نظره كمرشح سابق للرئاسة وكمشتغل بالعمل السياسى فقط، مؤكدًا موافقته على دعوة «صباحى» لتجميع القوى الوطنية تحت راية واحدة، كضرورة للوضع السياسي الحالى من أجل التصدى ل «دعم مصر» التى تكرس لاحتكار العمل السياسي . وتابع: «دعوته لا تتعارض مع المادة الخامسة من الدستور التى تنص على ان النظام المصرى يقوم على التعددية الحزبية لانه خص بدعوته القوى التى لها نفس التوافق السياسي لمواجهة الوضع الحالى الذى تعيشه البلاد». وأشار، رئيس حزب الجيل، إلى أن ماحدث فى 30 يونيو لن يتكرر وغير قابل للاستنساخ وعلينا ان نكون مساندين لنظامنا الوطنى الذى اخترناه داعيًا «صباحى» لاحترام الدستور المصرى والاستعداد لانتخابات المجالس الشعبية المحلية القادمة، وأن الانتخابات الرئاسية بعد عامين فى ميعادها الطبيعى والقانونى الذى حدده الدستور ونتائج الانتخابات.