أثارت المبادرة التي أطلقها حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حول ضرورة توحد القوى الوطنية، وأنه لا بديل عن الحكم المدنى، ردود فعل واسعة داخل الأحزاب، ففى الوقت الذي رآها البعض مقبولة ومنطقية بسبب تراجع الأوضاع السياسية والاقتصادية، رأى البعض الآخر أنها تؤجج الأوضاع الداخلية وتثير الفتن، وكان يجب أن يتوجه بها إلى مجلس النواب. قال حسين عبدالرازق، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، إن مبادرة صباحى ليست الأولى، بل سبقتها مبادرة الحزب المصرى الديمقراطى، مشيرا في تصريحات ل«المصرى اليوم» إلى أن أسباب طرح مثل هذه المبادرات موضوعية بغض النظر عن الأسماء التي تطرحها، وأن الأحزاب كانت تنتظر انفراجة في تغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية بعد وضع الدستور الجديد وانتخاب الرئيس السيسى وبعد تراجع مصر اقتصاديا نتيجة سياسة الانفتاح الاقتصادى منذ سبعينيات القرن الماضى. وأوضح «عبدالرازق» أن هناك مطالب خاصة بتفكيك الدولة البوليسية التي تغولت، مشيرا إلى أن بنود مبادرة صباحى ليست ضد السيسى وإنما تطالبه بالتغيير. وقال خالد داوود، عضو الهيئة العليا لحزب الدستور، إن إمكانية توحد عدد من الأحزاب في حزب واحد صعب تحقيقها على الرغم من عدم وجود رفاهية للانقسامات الأيديولوجية، مشيرا إلى أن التنسيق قائم في أحزاب التيار الديمقراطى. وأضاف «داوود» أن مضمون مبادرة صباحى يتفق مع مطالب الأحزاب بعد ثورة 25 يناير وصحيح الدستور في احترام حقوق الإنسان، وليس كما هو الحال بالنسبة للانتهاكات التي يتعرض لها عدد من المواطنين، واستمرار غلق بعض المنظمات ومنع بعض الشباب من السفر، فضلا عن التضييقات الأمنية. وقال أحمد فوزى، عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، إن من حق صباحى طرح أي مبادرة لتوحيد القوى الوطنية، لكن يجب عليه أن يعود لحزب الكرامة أو التيار الشعبى، وأبدى استياءه من ردود فعل بعض القوى السياسية التي تهاجمه ولم تقرأ بنود المبادرة. وفى المقابل، قال المهندس أشرف رشاد، الأمين العام، رئيس الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن، إن كلمات صباحى تحمل في طياتها شكلا مبهما من الدعوات والعبارات التي لا تتسق بأى شكل من الأشكال مع حالة الاستنفار الوطنى والدعوة للتكاتف والعمل الجاد من الجميع. وأكد «رشاد»، في بيان له أمس، أن تلك التصريحات تثير الفتن وتؤجج الوضع الداخلى وتثير الارتباك بين الصفوف وتفرق الأمة، مشددا على أن تلك التصريحات حتى وإن كانت تحمل في باطنها دعوة القوى السياسية للتكاتف إلا أنها جاءت في مجملها توجيها بطريق الخطأ وهو ما يثير قلق الحزب. وناشد البيان «صباحى»، لما له من مواقف وطنية سابقة، ضرورة تحرى الدقة والحذر فيما ينطق به من كلمات حتى لا يستغلها مروجو الفتن ومشعلو الحرائق والفوضى في البلاد للوصول لمبتغاهم غير السوى، مطالبًا جميع القوى السياسية وجموع الشعب المصرى العظيم بعدم الانجراف وراء تلك التصريحات وضرورة استنكارها بكل قوة والتكاتف والعمل الجاد للوصول إلى مصر التي يتمناها الجميع. وقال حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، إن هناك إطارا شرعيا متمثلا في رئيس الجمهورية ومجلس النواب المنتخب، وإذا أراد أي شخص سواء حمدين أو غيره من السياسيين والأحزاب طرح مبادرة، فعليه احترام وجود تلك المؤسسات وعدم التعدى عليها، مشيراً إلى أن التعدى على الإطار السياسى للدولة مرفوض من جميع الأطراف. وأضاف في رسالة إلى صباحى: «إذا أردت أن تقدم رؤى لحل أوضاع قد تراها تحيد عن الطبيعى والمفترض، فعليك أن تتجه إلى مجلس النواب لعرض أفكارك، ومن ثم ترجمتها إلى تشريعات».
