أثارت دعوات الاستقواء بالخارج لحل مشكلات الأقباط في مصر موجة غضب عارمة بين جموع المصريين، أصدرت الجماعة الاسلامية أمس بيانًا أعلنت رفضها فيه الاستقواء بعدة منظمات قبطية بالخارج، وأكدت الجماعة أن خروج التظاهرات والاعتصامات محاولة مكشوفة للإيهام بوجود فتنة واضطهاد للأقباط، بهدف انتزاع حقوق غير مستحقة، وفتح الطريق أمام التدخل الخارجي في شئون مصر. واستنكرت الجماعة الاسلامية ما وصفته بالدعاية الكاذبة في أزمة مضيفة «المريناب» بأسوان. وطالبت الجماعة بالاحتكام إلي القانون في مثل هذه القضايا، ورفضت أي تصرفات فردية من مواطنين لإزالة مبان غير مرخصة. ودعت الجماعة عقلاء الأمة إلي الوقوف ضد محاولات اشعال الفتنة والاستقواء بالخارج. وأثارت تصريحات أحد القساوسة ردود فعل غاضبة، عندما وجه تحذيرًا شديد اللهجة إلي المجلس العسكري، طالب فيه بالاعتراف بكنيسة المريناب، وإلا فإنه سيكون هناك وضع آخر. أكد الشيخ خالد إبراهيم القوصي أمير الجماعة الاسلامية بأسوان في خطبة الجمعة التي اقيمت أمام ديوان المحافظة، أن تصريحات القس التي أعلنها علي الهواء في إحدي الفضائيات تعد تلميحًا صريحًا إلي التدخل الأجنبي من جانب أمريكا وأوروبا. وأشار إلي ضرورة أن يكون هناك اعتذار رسمي من الكنيسة، لأن تجاوزات القس وصلت إلي حد خطير عندما وجه إهانات بالغة إلي محافظ أسوان وهو رمز الدولة. وطالب «القوصي» المجلس العسكري ومجلس الوزراء بمساندة محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد، لموقفه الشجاع. وحذر من الخضوع للمطالبة بإقالته، رغم وجود خلافات في وجهات النظر حول سياسته. وأوضح «القوصي» أن المسلمين في قرية «المريناب» يحتضنون إخوانهم الأقباط، وأنه لا يوجد احتقان سوي لدي بعض القساوسة الذين يسعون إلي سكب المزيد من البنزين لتشويه صورة مصر. حضر خطبة الجمعة حشد كبير من التيارات الإسلامية والقيادات الشعبية، لاعلان تأييدهم موقف محافظ أسوان الذي لجأ إلي القانون بعد استنفاد محاولات حل المشكلة عبر الجلسات العرفية. وأكدت مؤسسات المجتمع المدني بمحافظة المنيا فشل سياسة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء في التعامل مع الملف الطائفي، وطالب بضرورة تفعيل دور مؤسسة الأزهر الشريف وتأسيس مجلس أعلي لحوار الأديان لنشر التسامح الديني والحوار بعيدًا عن المعالجات الأمنية والتقليدية. واستنكرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الانسان حادث مريناب الأخير بمركز ادفوبأسوان. وأدانت استمرار الاعتداءات علي الكنائس ودور العبادة بعد الثورة. وأدانت المنظمة محاولة بعض التيارات المتشددة استهداف أضرحة الصوفية في عدد من محافظات سيناء والصعيد، وأكدت أن هذه الاعتداءات انتهاك للحريات الدينية التي يكفلها الدستور. وطالب نادي عاطف رئيس المنظمة بسرعة إصدار تشريع يكفل حرية بناء دور العبارة بتجريم الاعتداء عليها وفرض عقوبات قاسية ضد المعتدين علي دور العبادة استنكرت المنظمة محاولات استخدام الأقباط كورقة سياسية من جانب بعض التيارات ورفض جميع محاولات الوصاية من الخارج. أكد حاتم رسلان ناشط سياسي بالمنيا أن من يطلبون هذه المطالب قلة مندسة داخل الوطن ولا يمثلون أقباط مصر بأي شكل من الأشكال لأننا نعيش دائمًا وأبدا مع الأقباط المصريين في سلام دون أي تفريق وكل من يدعو للتدخل الأجنبي في شئون مصر ليس منا ويعمل لصالح الخارج. واستنكر مطالب أقباط المهجر بتدخل نتنياهو والأمم المتحدة في شئون الوطن الخاصة به وأكد أن أقباط المهجر لا يعلمون شيئاً عن الأقباط المصريين وما يعيشون فيه من مؤاخاة ومودة. وقال شريف العمدة المنسق التنفيذي لشباب ائتلاف الثورة بالمنيا إن التاريخ يشهد علي حماية المصريين والمسلمين للأقباط بمصر بكل الأشكال وإن ذلك كان واضحًا في أيام الثورة والتي قام المسلمون فيها بحماية الكنائس المسيحية بكل أنواعها دون تفريق ودون أي حادث اعتداء. وقال الشيخ محمود عبد البديع أحد رموز الدعوة السلفية، بالمنيا إن هذه الأزمات مفتعلة من أياد خفية تسعي للتدخل في شئون مصر بحجة الاضطهاد وعدم العدالة الاجتماعية. كان عصمت زقلمة رئيس ما يسمي بدولة مصر القبطية في المهجر وموريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية قد طلبا من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل حماية الأقباط، وفتح سفارة للدولة القبطية المصرية في القدس لحماية السلام فضلاً عن مطالبة الأقباط بزيارة القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. وكان العشرات من الأقباط قد تظاهروا في ساعة متأخرة مساء أمس الأول أمام ديوان عام محافظة المنيا لليوم الثاني علي التوالي منددين بما حدث لكنيسة المريناب بأسوان رافعين الصلبان وعلم مصر والانجيل في ايديهم.. اتهم المتظاهرون الاعلام والصحافة بالتضليل والتعتيم وعدم إنصاف الأقباط والذين يعتبرون أنفسهم مضطهدين.