"التدخل البري في سوريا"... قضية يدور حولها الحديث الآن في المنطقة العربية، بعدما دعت المملكة العربية السعودية، خلال الأسبوع الماضي، الدول العربية إلى خوض حرب برية عسكرية في سوريا بقيادة التحالف الدولي ضد التنظيات الإرهابية في دمشق سواء داعش أو جبهة النصرة. واليوم، أعلنت مصر موقفها من التدخل البري في سوريا بالرفض، حيث اعتبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في مقابلة له مع القناة الألمانية «دويتشه فيلله»، أن الحل العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى، مؤكدًا إن العمل من خلال الأممالمتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا. لتكون بذلك مصر ثاني الدول العربية التي تعلن رفضها بشكل رسمي للتدخل في سوريا، حيث سبقتها المغرب، قبل خمسة أيام، على لسان وزير خارجيتها، صلاح الدين مزوار، الذي أكد أن القوات المغربية لن تشارك في أي تدخل بري عسكري داخل سوريا والعراق، نافيًا خلال ندوة صحفية له أن يكون لدى المغرب حاليًا نية للمشاركة في التحالف العسكري بسوريا. وحتى الآن أعلنت 5 دول انضمامها لتحالف التدخل العسكري بقيادة المملكة، التي بدأت أولى خطوات حربها البرية في سوريا أمس، بعدما أرسلت طائرات عسكرية إلى قاعدة انجرليك التركية. "السعودية"... البداية.. كانت عند المملكة العربية السعودية، خلال الأسبوع الماضي، حين أعلن العميد أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن بلاده على استعداد للمشاركة في أي عمل عسكري بري ضد داعش في سوريا، وذلك إذا قرر التحالف الدولي، القيام بعمليات من هذا النوع. وأضاف عسيري، أن الجيش السعودي يخطط حاليًا لتدريبات عسكرية شمال المملكة كجزء من الاستعدادات لمواجهة تنظيم "داعش"، وأنه من المتوقع بدء التدريبات في مارس المقبل. وعن السبب وراء اتخاذ المملكة هذا القرار، أوضح أن موقف السعودية جاء بناء على تجربة التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي، التي أكدت أن القصف الجوي غير كاف لتحقيق نتائج على الأرض ما لم يدعم ذلك عمل بري. "البحرين"... وكانت البحرين أولى الدول التي أعلنت تأييدها للمملكة في دعوتها للتدخل العسكري بسوريا، حيث أعلنت المنامة بعد 24 ساعة من دعوة المملكة، إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا، تضامنًا مع التحالف الدولي ضد داعش. وقال سفير البحرين لدى بريطانيا، الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، في بيان إن البحرين يمكن أن تساهم بقوات تعمل بالتنسيق مع السعوديين تحت قيادة عسكرية موحدة لدول الخليج العربية. وأضاف السفير أن تأسيس القوة الخليجية المشتركة تبين بوضوح وبلا مواربة أن الدول الخليجية بقيادة السعودية مُصممة على اتخاذ خطوات إيجابية في المنطقة وعالميًا لمحاربة الإرهاب والتطرف. "تركيا"... كما ذكرت وسائل إعلام تركية، أن الجيش التركي يستعد لإطلاق عملية عسكرية فى الأيام المقبلة شمالي سوريا، تزامنًا مع إعلان السعودية تدخلها البري في سوريا، وقال رئيس الوزراء التركي، داوود أوغلو، إن بلاده مستعدة للتدخل العسكري البري في سوريا، ولكن بشرط أن تقوم كل الدول بواجبها في التصدي لداعش. "الإمارات"... وأعقبتهم الإمارات العربية المتحدة، التي أعلنت بدورها استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا، وأكد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن الحملة الحقيقية ضد داعش يجب أن تشمل قوات برية، بقوله: "لقد كنا محبطين من التقدم البطيء في مكافحة داعش". "قطر"... ومنذ قليل أعلن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن رؤيته لوجود ضرورة مُلحة للتدخل البري في سوريا ضد داعش، مشيرًا إلى أن قطر كانت قد أعلنت منذ أكتوبر الماضي استعدادها للمشاركة في عملية مماثلة بقيادة التحالف الدولي الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة. وشدد آل ثاني، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني، على ضرورة وقف الأعمال العدائية في سوريا لإتاحة الفرصة أمام المعارضة للتشاور مع القوى المقاتلة مع الأرض.
