لاتزال مشاهد الوحشية البشعة من تعذيب وقتل 11 ضابطاً وأمين شرطة فى قسم شرطة كرداسة قبل حوالى 30 شهرًا بعد فض الاعتصام المسلح فى «رابعة» والنهضة، عالقة فى أذهان الكثير من المصريين، رغم مرور عامين ونصف العام على الحادثة المشينة، حيث أثار حكم محكمة النقض أمس، بإعادة محاكمة 149 متهماً بتنفيذ المذبحة من بينهم سيدة تدعى «سامية شنن»، غضب أهالى الشهداء، حيث وصفوه «بالظالم». وقالت «أفكار» زوجة أمين الشرطة «محمد السيد» أحد شهداء كرادسة: أعيش فى صدمة منذ صدور حكم النقض بإعادة محاكمة القتلة، فكنت أنتظر إعدام قتلة زوجى وزملائهم ولكن بعد 30 شهرًا من الجريمة البشعة عدنا إلى نقطة الصفر من جديد!! وتساءلت: «إذا كانت المحاكمات التى تمت طوال عامين ونصف العام قد تم نقضها، وإعادتها، فمتى يأتى حق أزواجنا؟ هل سنتظر سنوات عديدة لنأخذ حق الدم»؟! وتابعت «أفكار»: القضاء المصرى أعاد الحق لأهله عندما صدر حكم بإعدام القتلة، ولكن بعد استئناف محامى المتهمين وإعادة المحاكمة شعرنا بظلم كبير، وضاع حقنا، مؤكدة أن أسرة الشهيد عاشوا أسوأ أيام حياتهم بعدما قتل الشهيد فى المذبحة البشعة دفاعًا عن مركز الشرطة. وقال «مها» زوجة الشهيد معتمد سلطان «أمين شرطة كرداسة»، «أنتظرنا الحكم بفارغ الصبر من أجل القصاص من قتلة زوجى الذين حرموا ابنى من والده بعد مولده بأسبوع، ولكن قرار قبول النقض أعاد الحزن لبيوتنا من جديد، «وأضافت باكية»، مطلوب فورا محاكمة عسكرية سريعة لقصاص من القتلة، وتنفيذ العقوبة العادلة فيهم، لكى يشفى غليلنا ونأخذ حقنا، مشيرًا إلى أنهم كانوا يخشون أن يحدث لهم كما حدث فى قضية فى قضية اللواء نبيل فراج بقبول طعن المتهمين على حكم الإعدام»، مناشدة «السيسى» ووزير الداخلية بألا ينسيا حقوق الشهداء من الجيش والشرطة، مؤكدة أن الحكم بإعدام المتهمين ليس كافيًا لأن الناس كلها فرحانة إلا أسرة الشهداء». ومن جانبها، قالت لمياء زوجة الشهيد رضا عبدالوهاب: «مش عارفة أقول لهم إيه، محدش حاسس بينا، أنا بموت كل يوم وعمرى قرب ينتهى من كثرة الحزن والألم ولسه حقنا لم يأت، وتساءلت: هل البلد خائفة إلى هذا الحد من تنفيذ حكم الإعدام على قتلة الشهداء؟ وتابعت: «أنا مش عارفة أعيش حياتى طول ما قتله زوجى أحياء؟!.. واستطردت: «أنا بأوصى كل ضباط شرطة، أن يعتنى بنفسه جيدًا حتى لا تصبح والدته مثلنا. وأشارت «لمياء» إلى أن البطء فى صدور الأحكام الرادعة سيشجع الإرهابيين على ارتكاب المزيد من الجرائم وقتل كل يوم ضابط، مؤكدة أن «الجماعة الإرهابية أطلقت هاشتاج القضاء الشامخ، ومعتبرين أن حكم النقض الأخير انتصار لهم، مطالبة كل فرد بأن يضع نفسه مكان أسر هؤلاء الشهداء». واعتبرت نجلاء سامى زوجة العقيد عامر عبدالمقصود شهيد مذبحة كرداسة، «أن حكم الإعدام أدخل الفرحة على قلوب أبناء الشهيد، ولكن بعد صدور حكم بإعادة المحاكمة شعرنا بالاحباط واليأس، مشيرة إلى أنها طالبت وزارة الداخلية بسرعة تنفيذ الحكم وعدم السماح للمتهمين بالتحايل على القانون ونقض الحكم. أما أرملة اللواء إبراهيم مصطفى، فأكدت والدموع فى عينها «لن يشفى غليلى إلا بتنفيذ حكم الإعدام على قتلة زوجي، علي الملأ كما شاهدوا الفيديوهات التى يتم فيها التمثيل بجثث الشهداء وطالبت بسرعة القبض على 35 من رعاة الإرهابيين الذين تورطوا فى المذبحة وهربوا إلى قطر وتركيا». أما والد الشهيد هشام شتا، معاون مباحث قسم كرداسة، فقال صدمت ووالدة الشهيد من الحكم، مشيراً إلى أن القتلة جزاؤهم فى شرع الله هو القتل والإعدام لأنهم ينشرون الفساد فى الأرض ويسفكون دماء الأبرياء وأنهى كلامه قائلاً «حسبى الله ونعم الوكيل».