بقلم :د. حسن الحيوان منذ 1 ساعة 55 دقيقة المنهج النبوي الذي أضاء العالم بالحرية والعدل يعطينا درسا شافيا بشأن محاكمة المخلوع الذي أفسد واستبد لدرجة غير مسبوقة تستحق أقصي عقوبة أبدية. سقط المخلوع وكبار أعوانه لكن النظام لم يسقط بأكمله مما أدي لانحياز النيابة الداخلية الإعلام، له مثل تأخير القبض عليه وتقديمه للمحاكمة مما أعطاه فرصة لفبركة الأوضاع القانونية والشهود وتهريب أمواله لاستخدامها ضد العدالة، تم اتهام مبارك والعادلي في قتل المتظاهرين فقط في جمعة 28 يناير وإهمال بلاغات عن حالات القتل بالسنوات السابقة والمدعومة بالادلة والشهود وتتم محاكمة المخلوع أمام محاكم طبيعية (درجة أولي ثم استئناف ثم نقض) يعني زمنا طويلا لا يتحمله مجتمع الثورة في حين أن معظم محاكمات الثوار تتم أمام المحاكم العسكرية، أما عجائب الزمن أن يتم محاكمة السياسيين والثوار بقانون الطوارئ غير الطبيعي ومحاكمة مبارك بالقانون الطبيعي وما قامت الثورة أصلا إلا لننتقل من الحالة الطارئة (المستمرة) إلي الحالة الطبيعية (المستقرة). كما أن هناك تحالفات بين إسرائيل ودول أخري وبين فلول الوطني لإحداث فوضي مجتمعية في مصر لتحقيق مزيد من التساهل بالمحاكمة، مع تضخيم الفوضي إعلاميا لتخليق مبررات للمجلس العسكري للضغط علي الحريات العامة.. مثل تفعيل قانون الطوارئ، التضييق علي الفضائيات وحرية الرأي، عدم تحديد جدول زمني لنقل السلطة لحكم منتخب، وصولا لإسكات الإرادة الشعبية بالقوة، الأمر الذي لابد أن ينعكس لمصلحة مبارك. .. معظم حكام المنطقة والعالم لا يريدون قصاصا عادلا من مبارك.. الخلاصة: لابد أن نتوقع احتمال صدور أحكام مخففة ضد مبارك ولا أجد ما يخفف عنا هذه المأساة الشاملة إلا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم بصحيح البخاري «إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فانما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها» والمقصود أن القاضي (حتي الرسول) لا يحكم إلا بما هو متاح له من الادلة المادية وشهادات الأطراف والشهود مع احتمال ان يفلت الظالم، مهما كان فاجرا، من جزاء الدنيا لانه يمتلك لحن القول أي التأثير علي كل الترتيبات اللازمة من شهادات الشهود والمستندات والتلفيقات وخلافه مما يلزم القاضي ليحكم به (الأمر الذي امتلكه مبارك بلا شك) لكنه من المستحيل أن يفلت هذا الظالم من عذاب الآخرة. لا توجد ذرة من الشك في أن مبارك يستحق أقصي عقوبة علي الإطلاق وهناك قائمة من المظالم العامة كل واحدة منها منفردة تؤكد ذلك، لكن الفساد والاستبداد واخصاء المجتمع وشبكة المصالح التي أسسها المخلوع علي مر ثلاثة عقود أثناء الغيبة الكاملة لمؤسسات المجتمع المدني وللرقابة الشعبية (ولا نلوم إلا أنفسنا جميعا) قد تعطيه الفرصة لإنجاز تأثير هائل علي أحكام القضاء، وهذه هي طبيعة وفلسفة الحياة التي يؤكد عليها الحديث الشريف حيث إن المظالم أحيانا يتم الحكم فيها قضاء بالدنيا وأحيانا أخري يتم الحكم فيها ديانة بالآخرة فقط، ومازلنا نأمل كثيرا في القصاص العادل عن طريق الضغوط السياسية المدعومة بالإرادة الشعبية لتفعيل قانون الغدر لمعالجة هذه القضية التاريخية، ولذلك الحقيقة الدامغة تتمثل في الآتي: - مبارك سيأخذ جزاءه كاملا غير منقوص علي أي حال من الأحوال. - الشهداء وأسرهم وكل من عاونهم سيأخذون ثوابهم كاملا غير منقوص علي أي حال من الأحوال. - المصريون لابد أن يتطلعوا إلي الأمام الي الاستمرار في القتال السياسي الذي بدأ في 25 يناير حتي ينتزعوا حريتهم وكرامتهم كاملة غير منقوصة. [email protected]