واصلت قوى سياسية ودينية رفضها واستهجانها لإقدام متطرفي أقباط المهجر وعلى رأسهم "عصمت زقلمة" رئيس ما تسمى "الدولة القبطية" المزعومة والمحامى المتطرف "موريس صادق" الذي أُسقطت عنه الجنسية المصرية مؤخرًا، إنتاج فيلم بعنوان "محمد رسول الإسلام" الذي يتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم، وسمحت هولندا بعرض الفيلم، رغم ما يمثله من استفزاز وإهانة لمشاعر نحو مليار ونصف المليار مسلم في أنحاء العالم. وربما لا يبدو الموقف الهولندي مستغربًا إذا ما نظرنا في سجلها الحافل بالإساءة إلى الدين الإسلامي تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير بجانب التضييق الكبير والعنصرية التي يلقاها المسلمون على أراضيها. "الخضوع".. إهانة الإسلام باسم الحرية في عام 2004، قام المخرج الهولندي "ثيو فان غوخ" المعروف بالتهجم الصريح على الإسلام بإخراج فيلم قصير بعنوان "الخضوع" اتهم فيه الإسلام بالدعوة إلى إساءة معاملة المرأة والحض على معاملتها بالعنف وربط ذلك بنصوص من القرآن الكريم. وتم عرض الفيلم في 29 أغسطس 2004 على شبكة تلفزيونية ليبرالية في هولندا وظهر في الفيلم مجموعة من النساء كانوا يتحدثون عن عمليات اغتصاب بالقوة وضرب تعرضن لها من قبل أقاربهن واستعمل غوخ طريقة قذرة تستهزأ بالدين الإسلام والقرآن، في محاولته ربط ظاهرة العنف العائلي بتعاليم الدين الإسلامي، حسب زعمه، حيث أظهر أربعة نساء شبه عاريات وقد كتب على أجسادهن التي تظهر عليها آثار تعذيب آيات من القرآن. وكان سيناريو الفيلم من تأليف النائبة الهولندية من أصل صومالي "آيان هيرسي" التي ارتدت عن الإسلام عام 2001 وهاجمت القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه سلم، ورفض المدعى العام الهولندي في عام 2003 قبول الدعاوى التي قدمتها عدة منظمات إسلامية ومسلمون يتهمون فيها هيرسي بالتمييز بعد تهجمها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال المدعي العام إن "أراءها لا تؤثر على وضع المجتمع المسلم في هولندا". فيلدرز وحظر القرآن وفي عام 2007، كان المسلمون على موعد مع إساءة هولندية جديدة للإسلام، حيث خرج السياسي اليميني المتطرف "خيرت فيلدرز" زعيم حزب "من أجل الحرية" مطالبًا بحظر القرآن في هولندا بدعوى تعارضه مع القانون ودعا المسلمين في هولندا لتمزيق نصف القرآن إذا أرادوا البقاء، واتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ب"الإرهاب". وصف فيلدرز الإسلام بأنه "شيطاني"، "دين عنيف"، "ايديولوجيا فاشية غير متسامحة". كما طالب بفرض ما أسماها "ضريبة الخرق البالية" على من ترتدي الحجاب الإسلامي، وأطلق على المسلمين في هولندا تعبير "المستوطنين"، الذين يسعون إلى "تحويل هولندا إلى مقاطعة من مقاطعات الدولة الإسلامية الكبرى". وعلى خطى هيرسي وغوخ، قام فيلدرز بإنتاج فيلم "فتنة" في أواخر مارس 2008 والذي يتضمن محاولات للربط بين القرآن والعنف. أينما تذهب.. عنصرية وتمييز ويعاني المسلمون في هولندا من العنصرية المنتشرة في كل مكان، وهو أمر أكده وزير الداخلية الأسبق "أد فان تاين" في ديسمبر 2008 قائلاً: "التمييز والعنصرية ضد المسلمين تجده فى البرلمان كما تجده فى الشارع"، معتبرًا أن فيلم "فيلدرز" المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام، هو "وصمة عار فى تاريخ هولندا". وأكدت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في تقرير أصدرته في أبريل 2012 بعنوان "الخيارات والأحكام المسبقة: التمييز العنصري ضد المسلمين في أوروبا" أن المسلمين يتعرضون للتمييز العنصري في هولندا خصوصاً في التعليم وسوق العمل، وحثت المنظمة الحكومة الهولندية على اتخاذ المزيد من الضوابط التي من شأنها التقليل من الأحكام المسبقة بخصوص المسلمين في هولندا. وذكرت منظمة العفو الدولية كمثال على التمييز الذي يطال المسلمين حادثة منع طالبة مسلمة من ارتداء الحجاب في مدرسة كاثوليكية بمدينة فولين دام. وكانت المدرسة بررت قرار المنع حفاظا على هويتها الكاثوليكية، لكن المنظمة الدولية اعتبرت أن منع الحجاب لا يتوافق مع المبررات التي استندت عليها المدرسة. كما أشارت المنظمة إلى عدم تطبيق القوانين التي تحرم التمييز في سوق العمل بشكل جيد في كل من بلجيكا، هولندا وفرنسا. حيث يمارس أرباب العمل تمييزًا عنصريًا ضد بعض العاملين – في إشارة الى المسلمين - بسبب بعض الرموز الدينة أو الثقافية والتي من الممكن أن تتعارض مع رغبة أو معتقدات الزبائن أو العمال الآخرين. في حين يمنع القانون الأوروبي بشكل قاطع أي شكل من أشكال التمييز في سوق العمل.