لا تزال أمريكا اللاتينية تلقن العالم أبلغ الدروس في مجال الحكم وشؤونه من خلال سياسات رؤوسائها التي أعلت العديد من القيم الإنسان، فبعد الفترة التي قضاها الرئيس البرازيلي (لولا دا سيلفا) والتي شهدت انجازات اجتماعية عالية، ظهر رئيس دولة الأوروجواي (خوسيه موخيكا) ليضرب مثلا جيدًا في الحكم العادل والتفاني من أجل شعبه. ويجسد موخيكا شخصية الحاكم القريب من مشاعر الناس وقيم التضامن والتي جعلت العديد من المراقبين العرب المقيمين في أمريكا اللاتينية يرون أن ظهور موخيكا في الأوروجواي يذكر بظهور الخليفة العادل "عمر بن عبدالعزيز" والذي اشتهر بعدله وحلمه وتضامنه الإنساني المطلق مع الشعب. فخلال نهاية الأسبوع، كتبت وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية أنه مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في أمريكا الجنوبية ابتداء من الشهر الجاري، عرض رئيس الأوروجواي خوسيه موخيكا الذي يوجد في الحكم منذ سنة 2012 على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم 'كاسا سواريث إي رييس' في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة. وفي الوقت الذي تنشر فيه المجلة الأمريكية 'فوربس' صور أغنى ملوك ورؤساء العالم، فموخيكا يتصدر لائحة أفقر حكام العالم، فهو يحصل على راتب شهري قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي ولكنه يقدم للأعمال الاجتماعية 90' من هذا الراتب ويحتفظ فقط ب 1250 دولار شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة فولكسفاجن لا تتعدى قيمتها ألفي دولار. ويؤكد موخيكا: 1250 دولار للعيش تكفيني لأن أغلبية مواطني الأوروجواي يعيشون بمرتب أقل'. ويبقى التساؤل الأبرز للمراقبين: هل سيأتي اليوم الذي يفتح فيه ملوك وأمراء العرب قصورهم الفخمة للفقراء والتبرع بالكثير من ثرواتهم للمحتاجين.