أثار التقدم الذى أحرزه اليمين المتطرّف فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة فى فرنسا القلق لدى العديد من المسؤولين الأوروبيين هذا الأسبوع، ولاسيما أنه يعزّز توجّهاً قويّاً متنامياً داخل الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الماليّة. وعلى رأس الذين علت أصواتهم فى أوروبا محذرين من تنامى نفوذ التيار اليمينى المتطرف كان هرمان فان رامبوي –رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى – الذى حذر من "رياح الشعبوية" التى باتت تهدّد إنجازات الوحدة الأوروبية. وذكر راديو مونت كارلو أن أوروبا لم تكتشف تنامي "الشعبوية" أو اليمينية المتطرّفة مساء الأحد الماضي، بعد إقفال صناديق الاقتراع الفرنسية. فهى ظاهرة نجحت فى السنوات الأخيرة فى فرض ذاتها على الخارطة السياسية فى عدّة بلدان أوروبية. إذ ترعرت تيارات اليمين فى النمسا وفنلندا والمجر وبلجيكا والدانمارك وهولندا وإيطاليا واليونان ودول البلطيق .حيث يعتمد هذا التيار المتطرّف المعادي للمهاجرين والمناهض للإسلام والرافض للوحدة الأوروبية. وأما السبب فى بزوغ هذا التيار المتشدد هو تربة الاستياء الشعبي بسبب الأزمة المالية والاقتصادية، وتراجع ضمانات النظام الاجتماعى وتفاقم البطالة، الأمر الذى يُعبّر عنه بالخوف من الانفتاح أو برفض التعدّدية الثقافية التى يفرضها وجودُ المهاجرين فى أوروبا. ومن ثم فإن الردّ على تنامي هذه الظاهرة لا يمكن أن يكون فرنسياً أو هولندياً فقط، وإنما أوروبيّاً شاملا، من خلال الإسراع فى إيجاد تسويةٍ تضامنية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المشتركة.