إعلام فلسطيني: استشهاد أطفال جرحى في مستشفى كمال عدوان بغزة    استشهاد أفراد عائلة بالكامل جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس    تراجع أسعار الذهب في بداية تعاملات الجمعة 25 أكتوبر    سعر الحديد اليوم الجمعة 25-10-2024 في الأسواق    محطة مياه كوم حمادة بالبحيرة تحصد شهادة T.S.M في تطبيق أعلى معايير الجودة    فتح باب التسجيل للطلاب الوافدين للالتحاق بجامعة الأزهر حتى غدٍ السبت    أمريكا تحث رعاياها حول العالم على تجنب التجمعات والمظاهرات    «القاهرة الإخبارية»: استخراج جثامين الشهداء من حاصبيا بلبنان ونقل المصابين للعلاج    تصاعد التوترات عالميا بعد انضمام كوريا الشمالية إلى الحرب الروسية الأوكرانية    رد عاجل من لجنة الحكام على قرار إلغاء هدف الجزيري أمام الأهلي    "وعلى نياتكم ترزقون".. كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع فوز الأهلي على الزمالك؟ (صور)    أمر غير متوقع وراء تسديد محمود عبد الرازق شيكابالا ضربة الترجيح أمام الأهلي.. عاجل    ارتدوا الملابس الخريفية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس ال 6 أيام المقبلة    انطلاق الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي وسط حضور نجوم ونجمات الفن    مي فارق تشكر «المتحدة» على دورها في مهرجان الموسيقى العربية    تعرض والدة أحمد عصام لأزمة صحية طارئة: «متسبنيش وتمشي»    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: مد فترة التصالح في مخالفات البناء.. مفاجأة بشأن إهدار شيكابالا ركلة الترجيح أمام الأهلي    الأردن يدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات رادعة تلجم العدوانية الإسرائيلية    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 25 أكتوبر بسوق العبور للجملة    سعر الدولار أمام الجنيه في تعاملات الجمعة 25-10-2024    اعتقاد خاطئ حول إدراك ثواب الجمعة مع الإمام في التشهد الأخير    طريقة عمل الكيكة السريعة، لفطار مميز وبأقل التكاليف    اليوم، إطلاق 5 قوافل طبية قافلة طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية    "وقولوا للناس حُسنًا".. موضوع خطبة الجمعة اليوم    أحمد درويش: هناك معوقات للاستثمار الأجنبي وهذه روشتة العلاج    ترتيب هدافي الدوري الفرنسي قبل مباراة اليوم    الدكتور محمد صلاح، السيرة الذاتية لوكيل تعليم المنوفية الجديد    توزيع الطعام وزيارة المقام في الليلة الختامية لمولد الدسوقي بكفر الشيخ    إقبال كبير من المواطنين على معرض دمياط للأثاث بالزقازيق    قبل انطلاقها الليلة، كل ما تريد معرفته عن احتفالية "ليلة عيد الوهاب" بالسعودية    الأوقاف تفتتح 23 مسجدًا بالمحافظات اليوم الجمعة    اليوم، تعامد القمر على الكعبة المشرفة، وهذه طريقة تحديد القبلة أثناء الظاهرة    حملات تفتيشية مكثفة على الأنشطة التجارية بالشرقية    لو مسافر.. الأسعار المحدثة لتذاكر قطارات السكك الحديدية    بدون الالتزام بمحل الاقامة.. أين توجد وحدات المرور المميزة؟    فريق طبي بالمستشفى الجامعي بطنطا ينجح في استئصال ورم سرطاني بالمريء    مستشار وزير الصحة ينصح الآباء: الختان جريمة ولا علاقة له بالدين والشرف    قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل تحفر قبرها تدريجيًّا وتهيئ نفسها للانتحار    رسالة صلاح عبدالله للاعبي الزمالك بعد خسارة كأس السوبر المصري.. ماذا قال؟    «مستواه لا يليق».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا لاذعًا على نجم الزمالك    محمد صلاح: الزمالك قدم مباراة قوية رغم الظروف.. وجوميز أخطأ في التشكيل منذ البداية    حبس موظف لقيامة بقتل زوجته بالمطرية    أمطار غزيرة لمدة 96 ساعة.. موعد أول نوة شتوية 2024 تضرب البلاد (استعدوا للتقلبات الجوية)    وكيل الصحة يزور قسم الأطفال بحميات العباسية لتطبيق النموذج الناجح داخل سوهاج    جوتيريش: الوضع الإنساني في شمال غزة هو "الأسوأ منذ بدء الكابوس"    ارقصوا على قبري.. سعاد صالح توجه رسالة نارية لفنان شهير    نشرة التوك شو| تكليفات رئاسية بتوطين علاجات الأورام وأصداء تصريحات مديرة صندوق النقد    أشرف داري: فخور باللعب للأهلي.. وأتمنى وضع بصمتي في البطولات القادمة    أحمد الغندور «الدحيح» يفتتح الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي    نسرين طافش: "كفايا عليا أحضر مهرجان الجونة عشان أشوف أحلى الأفلام"    أصل الحكاية| «جامع القائد إبراهيم» أيقونة إسلامية في قلب الإسكندرية    إم جي 2024.. مزيج من الأناقة والتكنولوجيا بأسعار تنافسية في السوق المصري    تجديد الثقة فى المهندس ناصر حسن وكيلًا لتعليم الغربية    عمرو الفقي يعلن التعاقد مع متسابقي برنامج "كاستنج" للمشاركة في أعمال درامية    مصدر مسؤول: مصر أكدت للوفد الاسرائيلي رفضها للعملية العسكرية الجارية بشمال غزة    تأخير الساعة 60 دقيقة.. موعد تفعيل التوقيت الشتوي 2024    مصرع سائق وإصابة شقيقه فى حادث إنقلاب سيارة بالمراغة شمال سوهاج    أكرم توفيق: طلع عينينا لنفوز بالسوبر أمام الزمالك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المالح: أمامنا هدف واحد.. التفاوض على رحيل النظام
نشر في التغيير يوم 10 - 04 - 2012

دعا رئيس "جبهة العمل الوطني السورية"، الحقوقي هيثم المالح، المجتمع الدولي إلى التعامل مع النظام السوري على أساس كونه "عصابة تقوم بعمل إجرامي تجاه المدنيين العزل". وأكد المالح في حوار مع "المجلة" أنه "لا يمكن تنفيذ بنود خطة المبعوث الدولي والعربي، كوفي أنان، في ظل حكم عصابة تدمر القرى والأحياء، وتغتصب النساء وتشوه وتقتل الأطفال" مشددا على أن مواقف الدول الخليجية متقدمة وأنهم، بخاصة السعودية وقطر، حملوا أعباء الثورة السورية. وأضاف "مع الأسف الشديد المجتمع الدولي يخلط بين من يدافع عن نفسه بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وبين من يهاجمون بأسلحة ثقيلة وطائرات وبوارج حربية".
السادسة من صباح الخميس 12 أبريل الحالي، موعد وقف العنف في سوريا، هذا ما يسعى المبعوث الدولي والعربي، كوفي أنان للتوصل اليه من خلال النقاط التي طرحها على مجلس الأمن، الذي بدوره أصدر بياناً رئاسياً يدعم فيه خطة أنان للسلام في سوريا، ولكن ما أعقب البيان الرئاسي بيوم واحد، هو خروج عشرات الآلاف من السوريين في مظاهرات اطلقوا عليها اسم "جمعة من جهز غازيا فقد غزا" للمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر، فيما تواصلت العمليات العسكرية والأمنية للقوات النظامية والاشتباكات مع منشقين في مناطق عدة من البلاد.
وأكد المالح أن خطة انان ستلقى "مصير المبادرات السابقة، وهو الفشل"، مضيفا أن "سبب الفشل معروف للجميع، وهو ان سلطة العصابة الحاكمة في سوريا، لن تلتزم ببنود الخطة، وسوف تستمر في القمع".
وشدد على ضرورة تمسك المعارضة "بخيار تسليح الجيش الحر"، مشيرا الى أن "الخيار الوحيد أمام المعارضة بعد مضي عام على الثورة السورية، هو "التفاوض على رحيل النظام"، وفيما يلي نص الحوار:
فشل
* ما هي قراءتكم للنقاط التي وردت في البيان الرئاسي، قبل يومين في مجلس الأمن لخطة كوفي أنان المبعوث المشترك إلى سوريا؟
هيثم المالح: السؤال حول هل النقاط هي مجرد عناوين، أم أنه يمكن تطبيقها على أرض الواقع، اي ما مدى امكانية تطبيق هذه النقاط، فنحن امام عصابة تحكم، وتقوم بعمل اجرامي من تدمير للقرى والأحياء واغتصاب النساء والأطفال وتشويههم. وفي ظل ما يجري لا يمكن ان نقبل بهذه النقاط، كيف يمكن لنا ان نفعل هذه النقاط في ظل حكم عصابة.
* ولكن هذه الخطة مدعومة من المجتمع الدولي، وتتوجه لطرفي الأزمة في سوريا، ومن بنودها دعوة المعارضة الى وقف عمالياتها تجاه جيش النظام؟
هيثم المالح: اليوم عندما يخاطبون المعارضة بوقف العنف، هذا يعني انهم يساوون بين الضحية والجلاد، كما ان المعارضة هي معارضة سياسية، لا تمارس العنف وليس لديها سلاح، جل المعارضة موجودة في الخارج، وقسم منها في الداخل، من يتسلح هم الجنود المنشقون عن الجيش النظامي، والذين يدافعون عن المدنيين وعن أهلهم وذويهم وهو حق مشروع، أقر به مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في اسطنبول، الذي اعترف انه من حق المواطنين الدفاع عن انفسهم، اذا هؤلاء وباعتراف 38 دولة، يدافعون عن انفسهم ولا يقاتلون، من يهجم ويقتل هو العصابة الحاكمة التي تستعمل المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات والطائرات ومدافع الهاون، مع الاسف الشديد المجتمع الدولي يخلط بين من يدافع عن نفسه بأسلحة خفيفة وبين من يهاجمون بأسلحة ثقيلة وطائرات وبوارج حربية.
* المجلس الوطني لم يرفض الخطة، رغم النقاط التي تم الاعلان عنها؟ وكانت هناك ايضا دعوة من رياض ترك الى القبول بهذه الخطة؟
هيثم المالح: المجلس الوطني لا يمثل كل المعارضة، هو طيف من أطياف المعارضة، ورياض الترك يتحدث عن رأيه ووجهة نظره في المسألة، وهو عبارة عن تكتيك سياسي، وفي الحقيقة لم اسمع سابقا صوتا للاستاذ رياض الترك بتأييد المبادرة العربية أو ما سمي البرتوكول، في الوقت الذي وافق عليه النظام لم أسمع رأيا لرياض الترك بدعم برتوكول الجامعة العربية، وكانت نفس بنود خطة كوفي انان لم يتغير في الأمر شيء، لماذا ندعم اذا مبادرة كوفي عنان؟
* أنت تحكم على فشل المبادرة حتى قبل بدئها؟
أنا أعتقد أن مبادرة كوفي انان لن تنجح، وسوف تلحق بأخواتها من المبادرات العربية، وأنا أتحدث عن النتائج، ودعوة انان للمعارضة هو تجن على المقاومة، وتجن على من يحمل السلاح من اجل الدفاع عن اهله ونفسه، فحمل السلاح من اجل الدفاع، حق مشروع وفقا للقانون الدولي، ومؤتمر جنيف، وما حدث مؤخرا في مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول.
* اجتمع المجلس الوطني مع كوفي انان في اطار إعداد الأخير لخطته، المعارضة، هل نقلت إليه التحفظات التي تتحدث عنها؟
هيثم المالح: علينا أن نسأل المجلس الوطني، وانا معارض وهذه وجهة نظري، بأن خطة عنان سوف تلقى مصير المبادرات الأخرى، وهي الفشل، وسبب الفشل معروف فإن سلطة العصابات الحاكمة في سوريا لن تلتزم ببنودها، وهي ستستمر في القتل والتدمير، لأنه ليس لديها لغة أخرى، فعندما يقتل هذا النظام اكثر من 12 الف مواطن سوري، وعندما يهجر مليون شخص من قراهم واحيائهم، وعندما يحشر اكثر من 200 الف شخص في المعتقلات، وعندما يقتل الاطفال والنساء وينتهك الأعراض والحرمات ويدمر الممتلكات، ماذا سيفعل بعد ذلك هل سيقول أريد أن اجلس للتفاوض؟
* ماذا دار بين المجلس الوطني والمبعوث المشترك؟
هيثم المالح: في الواقع لا أعرف ما جرى تباحثه بين المكتب التنفيذي في المجلس الوطني وكوفي عنان في انقرة، ببساطة وعلى الرغم من أني كنت ضمن الوفد المقرر لقاء انان، إلا أنهم ذهبوا من دون علمي، ولم أحضر الاجتماع.
* ما احتمالية تراجع المعارضة عن موضوع التسليح؟ مع تزايد دعوات الحوار ووقف العنف من الجانبين؟
هيثم المالح: الجيش الحر أخذ على عاتقه الدفاع عن المدنيين، والعديد من المعارضين يشاركونني الرأي بدعواتنا الى تسليح الجيش الحر حتى اسقاط النظام، لأنه ليست لدينا أي رؤية لسوريا المستقبل مع وجود بشار الأسد، لابد من اسقاط هذا النظام، وبعدها لكل حادث حديث.
* ما هي السيناريوهات المحتملة برأيك، في حال عدم التزام النظام ببنود الخطة وفق الجدول الزمني؟
هيثم المالح: سيكون هناك خيار العودة الى مجلس الأمن، واتخاذ قرار يدين النظام السوري تحت البند السابع.
خطيئة
* لكن المعارضة الروسية الصينية ستكون حاضرة في مجلس الأمن؟ وما امكانية فرض إرادة دولية خارج أروقة مجلس الأمن؟
هيثم المالح: في حال إعادة روسيا والصين الكرة، واستعملتا حق الفيتو في مجلس الأمن، سيكون أمام المجتمع الدولي سحب ملف سوريا الى الأمم المتحدة مرة ثانية، وهناك قرار في الأمم المتحدة في المرات السابقة بإرسال الملف الى مجلس الأمن، فإذا أعيد الملف الى الأمم المتحدة، فإن الأمم المتحدة وبقرار الزامي، ستطرح القرار امام مجلس الأمن، اي سيكون قرار الأمم المتحدة قرارا الزاميا، يحل محل مجلس الأمن، وبالتالي لن يكون هناك حق النقض الفيتو، ولن يستعمل حق النقض في الأمم المتحدة، وسيصدر قرار الزامي، ولكن على كل الأحوال العنصر الأساسي هو ان الشعب السوري اتخذ خياره، ولن يعود الا بعد ان يسقط هذا النظام في مزبلة التاريخ.
* في المقابل روسيا ايضا اختارت خيار المضي في الدفاع عن النظام، فهناك تحرك روسي في مجال آخر، هناك دعوة الى المعارضة السورية للحوار مع النظام تحت المظلة الروسية. ما موقفكم مِمّن سيحضر هذا الحوار؟
هيثم المالح: المعارضة التي ستحاور النظام السوري، لن تكون معارضة، وسوف تلحق بالنظام، الشارع السوري اصدر قراره، وأدان كل من يفاوض النظام، او يحاور النظام على بقائه، ان كان الحوار على الرحيل فهو معقول، اما الحوار مع النظام في ظل بقائه فمرفوض.
* هناك من يحمل المجلس الوطني جزءا من المسؤولية فيما يخص الموقف الروسي، ويعتبرون ان المجلس فشل في اقناع الروس بحماية مصالحهم في المنطقة؟
هيثم المالح: لا أعرف حقيقة ما قدمه المجلس الوطني للروس، واعتقد أن المجلس الوطني كان اداؤه في الفترة السابقة ضعيفا، وليس بالمستوى المطلوب، وبالتأكيد ليس هذا هو السبب فقط، فإن الموقف الروسي الداعم للنظام في سوريا تتعلق بأسباب أخرى، والمسألة هي صراع نفوذ. الروس يدركون انهم إذا خسروا سوريا، فإنهم خسروا المنطقة برمتها، ويعتقدون ان النفوذ الغربي يصبح اكثر قريبا من حدودهم، على الحدود الايرانيةهنا، ونحن ليس لدينا شيء من خلاله نطمئن الروس، ما لدينا هو ان سوريا سوف تكون قوة مستقلة في قرارها عن الشرق وعن الغرب.
* هل ستخسر روسيا في سوريا؟
هيثم المالح: أنا اعتقد أن العقلية التي تحكم روسيا ليست سياسية، فهم ورثة الحكم الستاليني والحكم الشوفيني الاستبادي والحكم الشيوعي، لاتزال عقولهم مشبعة بتلك الروح، وبالتالي لا يفهمون السياسة، هم وقعوا في خطيئة كبيرة في ليبيا حين أيدوا القذافي ضد الشعب، فانتهوا الى غير رجعة من ليبيا وخسروا السوق الليبية، وخلال لقائي السفير الروسي في القاهرة حذرتهم، وقلت لهم لا تقعوا في خطيئتكم التي وقعتم بها في ليبيا، حذرتهم بأنهم اذا فقدوا سوريا، سوف يفقدون الشرق الأوسط وليس سوريا وحدها.
صراع المحاور
* التحرك الدولي من الواضح أنه أصبح في مسارات تتقاطع فيما بينها، وانتج مجددا صراع المحاور، هل الثورة أصبحت أمام تحدي صراعات تجرى على حساب السوريين؟
هيثم المالح: لا يوجد أحد مع النظام سوى روسيا والصين، وإذا لن تستخدم روسيا الفيتو، وبالتأكيد الصين ستلحق بها، والصين عادة تراجع مواقفها، فهي في النهاية بلد تجاري، وتهتم بالسوق التي تصدر اليها بضائعها، وهي على اختلاف مع روسيا بهذا الخصوص، فإن ثلث انتاج روسيا العسكري يذهب الى سوريا، وهناك قاعدتان عسكريتان روسيتان في سوريا، قاعدة في اللاذقية وأخرى في طرطوس.
* بماذا ترد على روسيا التي أكدت أنه من غير الممكن اسقاط النظام بقوة السلاح؟
هيثم المالح: سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، الذي تكلم قبل شهرين من سقوط القذافي، قال ان القذافي يقتل شعبه لذلك فقد شرعيته، فيما في سوريا العصابة الحاكمة اسقطت حتى الآن 13 الف شهيد، وآلاف المفقودين، نحن لدينا الآن مليون لاجئ خارج البلاد، وعلى الرغم من ذلك يقول لافروف لا يسقط النظام بقوة السلاح، ونحن نطمئن لافروف اننا سنسقط هذا النظام بقوة السلاح.
* موقف إيران اثار تخوفات من دخول المنطقة في أتون حرب طائفية، الا يعتبر ذلك تحديا أمام تحقيق أهداف الثورة؟
هيثم المالح: موقف إيران هو ليس للدفاع عن النظام، انما دفاع عن النفس، لأن ايران وظفت النظام السوري ليكون جسرا للعبور بينها وبين حزب الله، والوصول الى البحر المتوسط هذا من جهة، ومن جهة اخرى تحاول تفتيت الكتلة السنية الكبيرة في سوريا، من خلال الدعوة الى التشيع في سوريا، وايران لها مصالح باعتبار ان لديها مرجعية وولاية الفقيه، فالناس الذين يتشيعون في سوريا، يخضعون لولاية الفقيه في ايران، وبالتالي لا يخضعون للسيادة السورية، وايران تصدر التشيع عن طريق النظام السوري، والجوار من البلدان الأخرى.
* فيم ينحصر الدعم الإيراني لسوريا؟
هيثم المالح: ايران تدعم النظام بكل الوسائل، سواء أكان عن طريق ارسال الخبراء، أم دعمهم للنظام بأجهزة الكترونية متقدمة، كما تدعم النظام اقتصاديا بالضغط على العراقيين من أجل ارسال دعم مادي الى النظام المفلس، والآن انخفض احتياطي النظام السوري من 13 مليارا الى 3 مليارات، بالتالي النظام اصبح مفلسا، ويعاني مشكلة اقتصادية كبيرة، ما أدى به الى بيع سندات الخزينة، والتي تفوق فى حجمها ما كان يملكه البنك المركزي السوري، وتشتري منها الصين وروسيا وايران، فالنظام بدأ ببيع سوريا.
* كيف تنظرون الى مواقف تركيا الأخيرة؟
هيثم المالح: تركيا دولة ذات مصالح، ومن حيث النتيجة لا تخرج تركيا عن سياسة الاتحاد الأوروبي، وتحاول التناغم مع سياسة الاتحاد الاوروبي، واعتقد ان القيادة التركية تريد ازالة هذا النظام، لكن لديها حسابات خاصة بها، منها مشكلة حزب العمال الكردستاني، فالنظام السوري بدوره يريد استغلال قضية الاكراد في تركيا، خاصة ان هناك في داخل سوريا في مناطق جبل الاكراد، وجودا لقوات العمال الكردستاني، أي هناك لعب بالأوراق بين سوريا وتركيا، ولكن لا أظن أن هذه الأوراق ستنجح من حيث النتيجة.
* في ظل هذا الواقع إلى أي مدى تعولون على الموقف الخليجي من دعمكم لتسليح الجيش الحر؟
هيثم المالح: مواقف الدول الخليجية متقدمة. فقد حمل الخليجيون أعباء الثورة السورية، وهنا أخص المملكة العربية السعودية ودولة قطر.. هم قيموا الموقف بشكل صحيح، فحتى الشهر الثامن من عمر الثورة كانت المظاهرات سلمية بشكل مطلق، وجوبهت بالرصاص من قبل السلطة، فهل نستمر بالتظاهرات السلمية، وهم يتمادون بقتلنا، هل هذا المنطق سليم، وهذا ما تفهمه الخليجيون؟!
* المواقف المتقدمة في الخليج، تقابلها مواقف متراخية لدول أوروبية تصدرت المشهد السوري بداية الثورة، وتضاف إليهم أميركا، ما تفسيركم لهذا التباين في الوتيرة؟
هيثم المالح: الغرب مقبل على انتخابات، واجواء الانتخابات التي تشهدها فرنسا واميركا تتحكم في ذلك، اي أنهم منشغلون بالانتخابات اكثر من الشأن العام الدولي، أما في الخليج فليست هناك انتخابات قادمة، خط المواقف لم يتغير، وفي كل الأحوال فقد صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مؤخرا، بأن مهمة كوفي انان سوف تفشل.
إنجاز
* عقد مؤتمرين لأصدقاء الشعب السوري، وقريبا مؤتمر ثالث في باريس تحت نفس العنوان، كيف تقيم ما انجز من دعم للثورة خلال المؤتمرين السابقين؟
هيثم المالح: اعتقد المؤتمر الأول الذي عقد في تونس بمثابة خطوة تمهيدية، والمؤتمر الثاني في اسطنبول، اكتسب اهمية من خلال ثلاث نقاط اساسية حسبت للمعارضة، النقطة الاولى هي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري وله اهمية كبيرة، حيث تم خلاله اعطاء قسم من المعارضة صفة تمثيلة للشعب السوري، من خلاله يمكن ايصال صوت الشعب السوري الى المحافل الدولية، وبالتالي اعطاء قوة دفع للمجلس، بحيث تحفز الأطياف الأخرى من المعارضة السورية الى الانضمام الى المجلس الوطني.
أما النقطة الثانية فهو إعطاء الشرعية للشعب السوري للدفاع عن نفسه، والنقطة الثالثة وهي من أهم النقاط، تتمثل في دعوة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، الى ضرورة اصدار قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع بخصوص سوريا.
* ماذا ستطرح المعارضة في مؤتمر باريس المزمع عقده قريبا؟
هيثم المالح: في مؤتمر باريس وهو المؤتمر الثالث لأصدقاء سوريا، سيكون المؤتمر الحاسم، وعاملا اساسيا في اسقاط هذا النظام، اضافة لما يجري في الداخل السوري من ارادة الاستمرار في ثورة الشعب ضد هذا النظام والشعب السوري، وكسر حاجز الخوف الى غير رجعة، وسوف يستمر وأظهر عزمه على اسقاط هذا النظام.
* ماذا حققت المعارضة في الداخل؟
هيثم المالح: أفقدت النظام شرعيته، فمن الناحية القانونية سقط، وفقد الشرعية، فهو بالاساس لم تكن لديه شرعية. هذا النظام جاء بانقلاب ولم يأت بانتخابات، وبشار الأسد جاء بتعديل الدستور خلال ربع ساعة، وفرض على الشعب من قبل العسكر، هذا نظام عسكري فاشي استبدادي، ومنذ أيام كانت هناك 636 نقطة تظاهر في سوريا تطالب باسقاط هذا النظام بالثورة التي بدأت بهيثم المالح:50 نقطة، واليوم نقاط التظاهر اصبحت تعم كل سوريا، بعد هذا لم يعد لهذا النظام شرعية، بعد ان قال الشعب كلمته وطالبه بالرحيل، يقول للنظام ارحل، سوريا كباقي دول العالم جزء من المجتمع الدولي، سوريا عضو في الأمم المتحدة، وهنا نقصد سوريا وليس النظام، النظام لم يعد يمثل البلد، بشار الاسد لم يعد يمثل سوريا، بالتالي من يمثل سوريا هو المعارضة، والتي أخذت شرعية التمثيل في مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول، وعلى المجتمع الدولي التدخل لحل المشكلة، وحل المشكلة هو ان يرحل هذا النظام والشعب يتولى امور البلد، فالشعب هو الذي يجب أن يقرر مصيره وليس النظام.
* إلى أي مدى المعارضة السورية محصنة لعدم تمرير أجندات أطراف إقليمية الى الداخل السوري؟
هيثم المالح: ليس لدى المعارضة أجندات اقليمية، المعارضة معارضة وطنية، ولكن أن نستعين بالأصدقاء والجوار هذا امر طبيعي، طالما النظام غير قادر على أن يستجيب لمطالب الشعب.
لمّ الشمل
* هل نجحت المعارضة في مؤتمرها الأخير فعليا على توحيد صفوف المعارضة؟
هيثم المالح: نعم بعض اطياف المعارضة انضمت للمجلس الوطني، فهناك مسألة مهمة كما ذكرت آنفا، إن اعتراف 83 دولة بالمجلس الوطني ممثلا، ولو كان ليس الوحيد، للشعب السوري، يعطي المجلس الوطني دفعا، وتم في هذا الاطار تشكيل لجنة تحضيرية من شخصيات تمثل المجلس الوطني السوري وقوى وتيارات معارضة اخرى بعدف اعادة هيكلة المجلس الوطني السوري، واعداد مشروع مسودة أو اكثر لتقديمها الى لقاء المعارضة الوطني خلال مدة اقصاها ثلاثة اسابيع.
* هل مازلت تنتقد المجلس؟
هيثم المالح: هذا طبيعي، لأنه بالنسبة إلي اساس العمل هو الشفافية والتعاون والتشاور، وليس الانفراد بالرأي، واعتقد أن المجلس الوطني لا يمت للشفافية والديمقراطية بصلة، وهناك من هو في المجلس حتى الآن ينفرد بالقرار، والكثيرون يسكتون لمبررات اننا نحن في ثورة، وان هناك اولويات، وهذا الطرح غير صحيح، ففي السابق ايضا كنا نطرح دائما شعارا معروفا، وهو لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. اجلنا كل المعارك بما فيها معركة الجولان. وأنا أعتقد أنه لابد من الحديث عن الأخطاء، لابد من تصحيح المسار، لابد من تصحيح الحوار، لابد من الشفافية في العمل. ان لم ننجح في ذلك فبالتأكيد سنفشل كما فشل غيرنا.
* هل طرحت نفسك بديلا لبرهان غليون في رئاسة المجلس الوطني؟
هيثم المالح: لا استطيع أن أطرح نفسي بين تكتلات هنا وهناك، وانا لم أطرح نفسي رئيسا للمجلس الوطني، بل بالعكس، انا دعمت برهان غليون على الرغم من اني لا اعتبره رجل مرحلة، لكن خوفا من التشتت دعمت التمديد لغليون، واعتقد ان المسألة مبنية في الاساس على توافقات، وليست مبنية على الانتخاب وهنا المشكلة، وانسحبت من المجلس لأني وجدت أن طريقي في المجلس غير معبد وغير سالك.
* هناك انتقادات بأن الاخوان يستأثرون بالمجلس الوطني ما صحة هذه الانتقادات؟
هيثم المالح: أنا لا أعتقد ذلك، لأن هناك قوى عدة موجودة في المجلس غير فاعلة، المسألة مسألة تكتلات، فهناك إعلان دمشق، والحقيقة أنه ليس له شيء على الارض، ومع ذلك يعتبرونه تكتلا، وضمن اعلان دمشق هناك تكتلات أخرى، والاخوان المسلمون. الحقيقة هم الوحيدون الذين يمكن تسميتهم بالكتلة، لأنه تنظيم قديم ومعروف منذ اكثر من سبعين عاما، وهذه المجموعات التي تطلق على نفسها كتلا، هي تعتبر مكمن الخطر في المجلس.
* هل اقنعك انسحاب الأكراد من مؤتمر المعارضة في اسطنبول؟
هيثم المالح: الإخوة الأكراد كانت لديهم مطالب تتعلق بتعهدات على المعارضة تقدمها لهم، وانا نقلت وجهة نظري للاكراد، ومفاده اننا في المعارضة جميعا تحت مسمى الثوار، وهناك ثوار على الأرض هم الذين يتظاهرون والمنشقون الذين يحمونهم، ونحن أي المعارضة الخارجية ثوار، لذا لا يستطيع أي طرف معارض منح الطرف الآخر اي شيء، من يعطي ويمنح مستقبل الدولة السورية بعد اسقاط النظام، وكلنا نسعى الى دولة ديمقراطية تعددية تصان فيها حقوق المواطنين بالتساوي.
* ما مدى تعويلكم على الجيش الحر؟
هيثم المالح: الجيش الحر سيقوى، ونحن بجهودنا كمعارضة سنسعى لتسليح الجيش الحر، وسنقدم كل الدعم الممكن له، حتى نتمكن من اسقاط النظام، يعني لدينا نقاط عدة مهمة سنعتمد عليها الاولى: هو الاقتصاد المنهار بشكل كامل، والنقطة الأخرى والأساسية التي نعتمد عليها هو الجيش الحر، وأراهن أن عدد المنشقين للجيش الحر سيصل الى 100 ألف منشق عندها سيسقط النظام.
* ما الخيارات أمام المعارضة خلال المرحلة الراهنة؟
هيثم المالح: الشعب السوري يواجه أبشع وأسوأ أنواع الأنظمة في العالم العربي، وهذا نتيجة ركود على نظام بوليسي ارهابي استبدادي، ورغم ان الشعب السوري تحرك في فترات متعددة وقمع. نحن فقدنا في الثمانينات آلاف الشهداء في سجني تمر ومزة العسكري، اذن كانت مرحلة في منتهى القسوة كان في السجون 50 الف معتقل، وكنت من بينهم، والعالم كله سكت عن هذه الجرائم، وتم التستر على جرائم حافظ الأسد، وانتهت الحقبة بدون محاسبة، الآن باعتبار الثورة عمت سوريا كلها، والشعب انتفض على مساحة الوطن، والاعلام فضح كل شيء، لم يعد بالامكان التستر على هذا النظام، وبالتالي الشعب يواجه اصعب انواع الأنظمة وهو عاري الصدر، حتى ان كان هناك بعض المسلحين من العسكريين المنشقين يحملون بعض الرشاشات فلا نقارنهم بآليات النظام الثقيلة. تصوروا ثلاثة آلاف دبابة تجوب شوارع المدن السورية، هذه حرب يشنها النظام على السوريين، اذن لا يوجد لدينا خيارات في ظل هذا الواقع، وهذه الصورة تنتفي معها إمكانية انهاء المشكلة سلميا، الشعب يريد حل المشكلة بتحقيق مطالبه في اسقاط النظام، الشعب لم يقدم هذه التضحيات من اجل أن يبقى بشار الأسد وزمرته يحكمون البلد، هذا مستحيل. وبالتالي الخيار الوحيد هو التفاوض على رحيل النظام.
* متى سيسقط النظام؟
هيثم المالح: النظام سيسقط كما سقط الاتحاد السوفياتي، الذي لم يكن احد يتوقع سقوطه، وانهارت المنظومة السوفياتية مثل علبة الكرتون، والآن هذا النظام في داخله منهار، كما ينخر السوس الخشب، سينهار هذا النظام، وسيكون ذلك في القريب العاجل.
(المصدر: المجلة، روشن قاسم، 9 أبريل 2012)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.