قال علماء من أميركا إن معرفة المجموع الوراثي للإنسان لا تساعد كثيرا في التنبؤ بالأمراض التي يمكن أن تصيبه. واستندت الباحثون تحت إشراف بيرت فولستين وكينيث كينزلر ونيكولاس جي روبرتس من مركز "هوبكينس كيمل" لأبحاث السرطان إلى بيانات جينية خاصة بتوأمين وخلصوا إلى نتيجة أن الاختبارات الجينية ليست بديلا عن الاستراتيجيات المعتادة التي يعتمد عليها الأطباء في الوقاية من الأمراض. ونشر الباحثون دراستهم امس الإثنين في مجلة "ساينس ترانسليشونال ميديسين" الأميركية وقدموها في ملتقى طبي عن السرطان في شيكاغو. وأوضح الباحثون أن التصوير الوقائي والتشخيص المبكر والإجراءات الوقائية مثل عدم التدخين والتعرف على السرطان في مراحله المبكرة ستظل مفاتيح خفض معدلات الوفاة جراء الأمراض. وقال الباحثون إن تكاليف قراءة المجموع الجيني للإنسان تراجعت منذ أن نجح العلماء في فك الشفرة الجينية للبشر وإن وظيفة هذه الاختبارات الجينية أصبحت مهمة للعلوم والسياسة والصناعة. ودرس الباحثون بيانات جينية عن 24 مرضا من بينها أنواع سرطانية ومرض الزهايمر ومرض السكري وأمراض المناعة الذاتية وكذلك أمراض القلب والدورة الدموية والأمراض العصبية. ورغم أنه من الممكن الكشف لدى 90 في المئة من البشر عن سبب جيني محتمل للإصابة بأحد الأمراض على الأقل (أي أن نتيجة الفحص الجيني كانت موجبة) إلا أن نتيجة هذا التحليل ستكون سلبية لدى معظم من سيقومون به فيما يتعلق ب23 مرضا رغم أنه من الممكن أن يكونوا قد أصيبوا يوما ما بهذه الأمراض في حياتهم. وعلى الجانب الآخر أكد العلماء أن التحليل الجيني يمكن أن يؤدي من الناحية النظرية للكشف عن أكثر من ثلاثة أرباع المرضى المحتملين من بينهم الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بأمراض الأوعية الدموية من الرجال وكذلك أمراض المناعة الذاتية "الانضدادية" وأمراض الغدة الدرقية والنوع الأول من السكري والزهايمر.