"نحن الشعوب العربية نريد طرد سفراء سورية وإعلان إسقاط النظام السورى الشبيح"، عبارة حلم بها نشطاء على الفيس بوك وحولت الحكومة التونسية حلمهم إلى حقيقة، وقطعت ذيل الأسد من أرض الشهيد البوعزيزي. وأعلن رئيس الجمهورية التونسية منصف المرزوقي يوم السبت أن تونس قررت طرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق مع تزايد سقوط قتلى في سورية على يد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وقال بيان لرئاسة الجمهورية على صفحتها على الفيسبوك "تعلن تونس عن الشروع في الاجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق". وأضاف "تونس تعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سورية معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق الآمن على أرواح وممتلكات بناته وأبنائه الدعوة عامة: ودعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي، كل الدول إلى طرد سفراء سورية احتجاجاً على أعمال القتل والتعذيب التى يرتكبها النظام، وقال إن "الشعب السوري ينتظر أفعالا، أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري، علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى" . وحول رفض الصين وروسيا تبني قرار حول سورية في مجلس الأمن، دان الجبالي "الاستخدام المفرط لحق النقض" ، وأضاف " إنه حق يتم استغلاله وعلى الأسرة الدولية مراجعة هذه الآلية" . دعوة كرمان: من جهتها، دعت اليمنية توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام في ،2011 الموجودة في ميونيخ أيضا، كل الدول إلى طرد السفراء السوريين . وقالت بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون :"باسم الشعب السلمي في سورية أدعوكم إلى طرد السفراء السوريين واستدعاء سفرائكم" . وأضافت أنه :"أقل ما يمكن فعله لمعاقبة نظام" بشار الأسد . وعبرت عن "إدانتها" للتصويت السلبي للصين وروسيا في مجلس الأمن، معتبرة أن هذين البلدين " يتحملان المسؤولية المعنوية عن المجازر" . وأمهلت تونس السفير السوري عشرة أيام لمغادرة أراضيها ودعت النظام السوري إلى ضمان أمن وسلامة الجالية التونسية في سورية، وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن :"تونس طلبت من سفيرها في دمشق العودة إلى البلاد في القريب العاجل، وإن الفريق الدبلوماسي التونسي المعتمد في سورية سيعود الخميس على أبعد تقدير" . رفض شيوعي: واستغرب حزبان تونسيان شيوعيان قرار طرد سفير سورية، ووصفاه ب"المتسرع"، و"غير المألوف في الأعراف الدبلوماسية" . وقال الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان حمل توقيع أمينته العامة مية الجريبي إنه إذ يقف بكل قوة إلى جانب نضال الشعب السوري من أجل استعادة كرامته وإقامة نظام ديمقراطي على أنقاض الحكم الفردي المطلق الذي حكم سورية لأربعة عقود، فإنه يرى أن قرار طرد السفير السوري من تونس، "خطوة مفاجئة غير مألوفة في الأعراف الدبلوماسية" . ولفت إلى أن هذه الخطوة "تتزامن مع سعي أطراف لتدويل الصراع وإيجاد مبررات لتدخل أجنبي" . وأعربت حركة التجديد -الحزب الشيوعي سابقاً- عن استغرابها من قرار طرد السفير السوري، ووصفته بأنه "متسرع وغير مدروس، ولا يأخذ بعين الاعتبار تعقيدات الأوضاع" . واعتبرت في بيان حمل توقيع أمينها العام أحمد إبراهيم، أن القرار يأتي متزامنا مع "مخاطر تدويل الصراع" . وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي وصف قرار طرد السفير السوري، بأنه " جائر، وخطوة متسرعة و مفاجئة للشعب التونسي، واستجابة سريعة لإملاءات، وارتهان للقرار الوطني المستقل تحت تعليلات إنسانية كاذبة"، في بيان حمل توقيع أمينه العام أحمد الإينوبلي . اليمن على الخط: وكشفت مصادر دبلوماسية يمنية مطلعة عن توجهات وشيكة لتقليص حجم التمثيل الدبلوماسي في سورية، تجاوباً مع تصاعد المطالب من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمعية وحقوقية يمنية . وأشارت المصادر إلى أن صنعاء تدرس حالياً قراراً باستدعاء سفيرها في دمشق وتقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي احتجاجاً على تصاعد العنف . وتوقعت المصادر أن تبادر الحكومة اليمنية بتدشين إجراءات التقليص الدبلوماسي لبعثتها الدبلوماسية في دمشق خلال أيام، نافية أن تكون هناك ضغوط أمريكية أو غربية، فيما طالب القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان حكومة الوفاق الوطني بسرعة طرد السفير السوري بصنعاء أسوة بالإجراء الاحتجاجي الذي بادرت إلى اتخاذه تونس .