يكتنف الغموض الحالة الصحية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أدخل قبل يومين مستشفى "الحاجي تبه" وسط أنقرة، حيث أكدت مصادر تركية مطلعة أن وضع أردوغان الصحي تدهور بشكل مفاجئ بعدما عاد لمزاولة عمله عقب فترة النقاهة التي قضاها في بيته باسطنبول نتيجة إجرائه عملية جراحية، غير أن صحيفة الزمان التركية أشارت إلى أنه بصحة جيدة ويحتاج فقط إلى الراحة بعد خضوعه لجراحة منظار. وتزايدت التكهنات هذه الأيام حول صحة أردوغان في ظل خضوعه لعملية جراحية لاستئصال 25 سنتيمتراً من القولون قبل ثلاثة أسابيع عندما أدخل مستشفى التدريب والأبحاث التابع لجامعة مرمرة في اسطنبول، ولم يعلن عن ذلك إلا بعد يومين من إجراء العملية التي أجراها فريق من الأطباء في المستشفى، وأطباء آخرون من مستشفيات أخرى استدعوا إليها. وقد أغلق، لأسباب أمنية، الطابقان الثاني والسادس من المستشفى بشكل كامل. وأبطلت كاميرات المراقبة في المستشفى، ومنع أي كان من الدخول إليه، وفقا لمصادر صحفية أشارت أيضا إلى أن أردوغان شوهد آخر مرة قبل «اختفائه» وهو يؤدي الصلاة يوم الجمعة في جامع «شاكرين» في محلة قراجة أحمد في اسطنبول، ومن بعدها ذهب إلى مكتبه الحكومي في قصر دولما باهتشه، ثم عاد إلى البيت مع ابنه بلال وحفيده عمر في محلة اسكودار في الناحية الآسيوية من اسطنبول. وفي اليوم الثاني أجرى العملية المذكورة. وذكرت وسائل إعلام تركية، ومنها صحيفة «طرف»، نقلاً عن مقربين جداً من أردوغان أنه قبل 15 يوماً من العملية اجري لرئيس الحكومة فحص للقولون يسمى باللغة الطبية «فيللوز ادينوم»، وأنه خلال هذا الفحص تم أخذ عينات من القولون وأرسل للفحص، وقد قيل للأطباء الذين تولوا الفحص لاحقاً إنها عينات عائدة لأحد أقرباء أردوغان. وقد أظهرت الفحوصات أن هناك احتمالاً قوياً بأن يكون أردوغان مصاباً بسرطان في القولون، فتقرر إجراء العملية فوراً. ووفقاً لما نشر في بعض الصحف فإنه قد اقتطع من القولون ما مقداره 18 سنتيمتراً، وأرسلت للفحص للبت في ما إذا كان أردوغان مصاباً بالسرطان أم لا. ومع أن بياناً رسمياً لم يصدر، غير أن مصادر مقربة من رئاسة الحكومة قالت إنه كانت هناك شبهات، لكن الفحص اظهر أن القولون نظيف من أي علامات سرطانية. وقد واكب العملية عدد كبير من الشائعات التي عززتها طريقة تعامل رئاسة الحكومة مع الموضوع. أما البيان الذي صدر بعد ذلك عن العملية، فقد تحدث عن عملية بالمنظار في الجهاز الهضمي، المعوي تحديداً، من دون تحديد طبيعة العملية. مع الإشارة إلى أن أردوغان سيعود إلى عمله وفقاً لما يحدده الأطباء. وقد انتقدت وسائل إعلامية طريقة تعاطي رئاسة الحكومة مع مرض أردوغان، مطالبة بالشفافية الكاملة في هذا الموضوع، لاسيما مع إطلاق هذه الشرارة التي روجت لشائعة باتت منتشرة من دون البت بصحتها بأن أردوغان مصاب بسرطان القولون، وبأن وضعه ليس مريحاً.