أجمعت الصحافة البريطانية على صفة الهدوء التي ميزت الانتخابات المصرية في يومها الأول، وقالت الجارديان إن مخاوف الفوضى والحوادث الأمنية لم تكن قائمة على أي أساس، حيث انتخب المصريون بهدوء وبأعداد قياسية وتحدوا توقعات قالت إن العنف والفوضى سيعمان البلاد. وأكدت الصحيفة أن شدة الإقبال فرضت على المسؤولين تمديد الاقتراع ساعتين أخريين، ونقلت الصحيفة عن بعض المرشحين ادعاءهم وقوع تجاوزات خارج بعض المكاتب، وزعموا أن هذه التجاوزات تصب في صالح حركة الإخوان المسلمين، وهي الحركة التي يتوقع أن يكون أداؤها جيدا. ووصفت الصحيفة ميدان التحرير فقالت إنه كان فارغا بشكل كبير، بينما انتشرت صفوف الناخبين أمام المدارس والمكاتب الحكومية في القاهرة، وأضافت أن المحتجين الذين تجمعوا في الميدان وطالبوا بالمغادرة الفورية للمجلس العسكري ودعوا إلى مقاطعة الانتخابات لم يجدوا آذانا صاغية من المصريين. حتى إن قلة فقط من سكان الضواحي الذين أيدوا المحتجين بدت مستجيبة، بينما توجهت الأغلبية بقوة إلى صناديق الاقتراع، وقالت هالة بطرس "جئت للانتخاب لأنها فرصة يجب ألا نضيعها"، وأضافت وهي تقف في صف من نحو 3000 امرأة على الأقل "يمكن أن أنتظر 4 ساعات أو أكثر". وقالت الصحيفة إن لجنة الانتخابات تلقت عددا من الشكاوى يعتقد أنها ضد جميع الأحزاب. أما صحيفة ديلي تلجراف فقالت إنه في الأيام العشرة الماضية ظهرت موجة احتجاج كبيرة ضد الجنرالات الذين اتهموا بخنق الحرية والسعي للحفاظ على نفوذهم. وقالت إن مقتل أكثر من 40 شخصا ألقى ظلالا على مصير الانتخابات، حيث أيد المقاطعة كثيرون في ميدان التحرير، لكن الموقف تغير في اللحظة الأخيرة خوفا من تعزيز وجود الإسلاميين في البرلمان الجديد، وقال أحمد حواس وهو طبيب "أود أن أقول إن اليوم هو بداية حقبة جديدة، ولكن لست متأكدا من ذلك"، وأضاف "ما نعرفه هو أنه إذا تم تخريب هذه العملية فسنعود إلى ميدان التحرير، لا شك في هذا". وأضافت الصحيفة أن الشكوك بشأن سلطات البرلمان الجديد تبقى قائمة، فرغم أنه سيضع دستورا جديدا إلا أن الكلمة الأخيرة في إدارة شؤون البلاد ستبقى بيد المجلس العسكري حتى الانتخابات الرئاسية التي يفترض إجراؤها في يونيو المقبل. من جهتها قالت صحيفة تايمز إن أعمال العنف الأخيرة لم تؤثر على إقبال الناخبين الذين اصطفوا بكثافة أمام مكاتب الاقتراع، ففي القاهرة القديمة جاءت سلا فيصل (51 عاما) وأختها للاقتراع وقالت "هي المرة الأولى لكثيرين منا، ومن المهم جدا أن نشارك". وفي حي الزمالك الراقي دفع الخوف من فوز الإخوان المسلمين إلى الإقبال على الانتخاب، حيث قالت سلوى مشرفة (64 عاما) ستقع كارثة لو فاز الإخوان، نحن لا نثق فيهم"، وكان طول الصف الذي تقف فيه يزيد عن 600 متر، حيث تبادلت النساء الواقفات فيه كلاما حادا مع المراقبين الإسلاميين واتهمنهم بمحاولة التأثير في الناخبات. وفي مكتب آخر قال محمد البلتاجي (38 عاما) وهو مدرس رياضيات "نحن بين المطرقة والسندان، المطرقة هي التصويت والاحتكام إلى قوانين العدو وهو الطغمة العسكرية التي فقدت كل صدقيتها، وسندان عدم التصويت وهو ما يسمح للإسلاميين وحزب مبارك باكتساح الساحة وهو كابوس حقيقي، فحينها سيدعي الإخوان الحصول على الشرعية لأنهم حصلوا عليها بالانتخاب وسيتحالفون مع الجيش ويمكن أن يصبحوا قمعيين أيضا". وقالت الصحيفة إن المحتجين الذين دعوا إلى تأجيل في ميدان التحرير بدوا قلة معزولة وكثيرون منهم توجهوا إلى الانتخاب أمس، وقال أحمد سعيد وهو ناشط مؤيد للجيش "ميدان التحرير لا يمثل الشعب كله، هم 200 ألف وفق أقصى تقدير والشعب يعد 85 مليون نسمة".