لندن: اهتمت الصحف البريطانية والأمريكية الصادرة اليوم بتغطية الانتخابات البرلمانية التى تشهدها مصر حاليا كأول انتخابات تجرى بعد اسقاط نظام مبارك . ومن جانبها ، خرجت "الجارديان" بعنوان رئيسي على صفحتها الأولى يقول "الناخبون يتحدون الخوف من العنف ويخرجون للانتخاب بأعداد غفيرة غير مسبوقة، من دون أنباء عن وقوع أحداث أمنية، في أول اقتراع حر منذ أكثر من ثمانين عاما".
وأفادت الصحيفة بأن المصريين خرجوا بتلك الأعداد الكبيرة في مواجهة تحديات حول احتمال وقوع أعمال عنف، ومخاوف من فوضى تلت خروج مصر من ثلاثة عقود من الدكتاتورية. وتشير الصحيفة إلى قرار فتح باب مراكز الاقتراع ساعتين إضافيتين للسماح لأكبر عدد من الناخبين الذين وقفوا في طوابير طويلة، للإدلاء بأصواتهم، بعد نحو عشرة أيام من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها القاهرة، والتي خيمت بظلالها على الانتخابات. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من عدم وقوع أحداث عنف أو تجاوزات تذكر في اليوم الأول، حسب تصريحات المجلس العسكري الحاكم ولجنة الانتخابات، فقد اشتكى عدد من المرشحين من بعض الخلل في الإجراءات، وقال بعضهم أنها ستستغل لصالح مرشحي الإخوان المسلمين. وخرجت الصحيفة بميدان التحرير الذى بدا شبه فارغ من المحتجين، في وقت شوهدت فيه طوابير طويلة في مقرات حكومية ومدراس تحولت إلى مراكز اقتراع في العاصمة. واستكمالا لتغطيتها خرجت الصحيفة بعنوان آخر أيضا يقول "الانتخابات المصرية.. "صوتي سيحدث فرقا" حيث تنقل الصحيفة مشاهد وتعليقات من مصريين حول الانتخابات وتأثيرها عليهم.
وفي صحيفة "الاندبندنت جاء عنوانا يقول "مصر تحتضن يومها الثوري من الديمقراطية"، حيث خرج الملايين للإدلاء بأصواتهم وسط أجواء خلت من العنف".
وينقل مراسلو الصحيفة صورا عن احتشاد المصريون في مراكز الاقتراع في مشهد لم تشهد مصر له مثيلا منذ ثورة عام 1952 التي افتتحت عصرا من الاستبداد استمر نحو ستين عاما.
وتذّكر الصحيفة بالسنوات السابقة التي قضاها المصريون في انتخابات معدة ومفبركة سلفا، لكنهم وجدوا أنفسهم يوم الانتخابات الأخيرة أمام خيار ترشيح من يريدون من أكثر من 55 حزبا وتنظيما سياسيا تتنافس على 498 مقعدا في مجلس الشعب المصري.
وفي مقال آخر للكاتب الرئيسي في الصحيفة حول شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك نقرأ: "لمحات من بريق ديمقراطية حقيقية، لكن تبدو الصورة أقرب للخيال منها للحقيقة، فرجال الشرطة والجيش نزلوا للشوارع، لكن المصريين تجاهلوهم وهم يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز الإقتراع".
ويقول الكاتب إن "الآمال التي كونتها الثورة المصرية تحولت إلى تشاؤم، فالإخوان المسلمون يصطفون مع القوات المسلحة التي تعتقد، بشكل غير معقول، إنها قادرة على إدارة البلاد كأنها إقطاعية، فالبرلمان الذي خرج المصريون لانتخابه لن يستطيع تشكيل حكومة أو إختيار وزراء، فهل هذا هو التحول".
ويتساءل الكاتب أيضا: "هل يعتقد هذا الصديق القديم لمبارك، المشير طنطاوي، ويظن العضو السابق في كورس مبارك، كمال الجنزوري، أنهما قادران على ملء مكان الرئيس السابق، وأن انتخابات الاثنين مجرد خيالات يخرج الفائز منها بلا سلطة أو كلمة".
ويعتقد الكاتب أن البرلمان سيكون برلمان الإخوان المسلمين، وحتى أن سموا أنفسهم حزب الحرية والعدالة، سيحتاجون إلى ائتلاف من أجل أن يحكموا، هذا إذا لم يكن الجيش هو الحاكم الحقيقي.
ويخلص إلى أن مصر العلمانية ربما ماتت بعد ثورة 25 يناير، لكن الثورة ما زالت قائمة حتى وأن كانت بين صفوف المحتجين في ميدان التحرير، الذين تراجعت أعدادهم، ووضعت صور قتلى نوفمبر/تشرين الثاني في أماكن أقل ظهورا، وتلاشت الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات.
وفي واشنطن ، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الانتخابات البرلمانية التي انطلقت أمس في مصر مرت بسلام وبهدوء على غير المتوقع.
وقالت الصحيفة ، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت، أن المصريين "تحدوا حالة الفوضى والعنف ونجحوا في الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية بعد تنحى الرئيس السابق حسني مبارك".
وأضافت أن النجاح الواضح للتصويت خلال المرحلة الأولى التي بدأت أمس الاثنين فاجأ الجميع بما في ذلك الناخبون أنفسهم وذلك بعد أسبوع من التظاهرات العنيفة التى شهدها ميدان التحرير، مشيرة إلى أن الكثيرين قالوا أنهم أدلوا بأصواتهم انطلاقا من الشعور بالواجب والتحدي معربين عن تصميمهم على استعادة الأمل في ثورتهم. ولفتت إلى أن الاقبال الكبير الذي شهدته لجان الاقتراع آثار إمكانية تشكيل أول برلمان يمثل كافة أطياف الشعب منذ أكثر من ستة عقود. واعتبرت الصحيفة أن تصويت المصريين بكثافة هو بمثابة تعبير عن غضبهم من الاشتباكات التي حدثت خلال تظاهرات الذين طالبوا بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية.
وقالت أن زعماء الاحتجاجات طالبوا أنصارهم بالذهاب إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم ، فيما استمر بضعة آلاف يحتلون ميدان التحرير حتى الآن.
وتحت عنوان "مصر تصوت بكثافة فى أول انتخابات تشريعية بعد مبارك"، ركزت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية فى عددها اليوم على الاقبال غير المسبوق من قبل المصريين من مختلف الفئات والأعمار على عملية التصويت فى ماراثون الانتخابات التشريعية الذى ينتهى فى يناير القادم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية الانتخابية جرت أمس وسط غياب كامل "للمشاكل الأمنية" إذ تقوم القوات المسلحة مع الشرطة بعملية التأمين الكامل للجان فى مختلف المحافظات التسع التى تشملها المرحلة الأولى.
وأبرزت صحيفة "لوفيجارو" من جانبها تدفق الاعداد الكبيرة من المواطنين المصريين وخاصة من النساء على المشاركة فى العملية السياسية التى أنطلقت أمس فى مصر وهى الأولى بعد ثورة 25 يناير..مركزة على ان المصريين أصطفوا فى صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع لضمان أن يصل صوتهم لأول مرة بعد سقوط النظام السابق.
"مشاركة غير مسبوقة فى الانتخابات البرلمانية فى مصر"..كان العنوان الذى سلطت به مجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء على سير العملية الانتخابية فى مصر امس ، مشيرة إلى أن الاقبال على التصويت أمس جرى "فى غياب العنف" على الرغم من الأزمة التى شهدتها البلاد مؤخرا.