هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس عددا من آبار المياه الارتوازية التي تعود لمزارعين فلسطينيين في منطقة الأغوار الوسطى شمال الضفة الغربية, كما هدمت ثلاثة مساكن في منطقة أم الخير جنوب مدينة الخليل ومسكنين في منطقة أم الغوين, فيما قام مستوطنون في قريتي حوارة وبورين جنوب مدينة نابلس صباح اليوم بقطع العشرات من أشجار الزيتون. وقال رئيس قرية النصارية في منطقة الأغوار الوسطى مسعد بلاونة إن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافات وآلات رفع ضخمة اقتحمت القرية صباح اليوم، وشرعت بهدم ثلاثة آبار للمياه في تلك المنطقة، مرجحا أن يقوم الاحتلال بهدم آبار أخرى في وقت لاحق من هذا اليوم. وأكد بلاونة أن عملية الهدم هي الثانية لهذه الآبار خلال أقل من شهرين، حيث يقوم الاحتلال برمي أدوات المزارعين داخل الآبار، ثم يقومون بهدمها وردمها، بهدف تهجير المواطنين وترحيلهم عن أراضيهم. ونفى أن تكون سلطات الاحتلال قد أخطرت المواطنين بعمليات الهدم في وقت سابق، وقال إن الهدم جاء بشكل مفاجئ. وأكد أن هذه الآبار تقع بمناطق "أ" وهي المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية حسب تصنيف اتفاق أوسلو مطلع تسعينيات القرن الماضي، كما أنها محفورة بعمق سطحي وليس على أعماق كبيرة كتلك الآبار التي يحفرها الاحتلال والتي تصل إلى عمق 500 متر وأكثر. ونبه الى أن المواطنين سيقومون بإعادة حفر هذه الآبار وبنائها من جديد، ولا سيما أنها موجودة منذ أكثر من عشر سنوات، وتستفيد آلاف العائلات من مياهها، حيث تخدم هذه الآبار أكثر من ألفي دونم زراعي (1000 متر مربع) في قرية النصارية وحدها. من جهته حذر رئيس حملة "أنقذوا الأغوار" من عمليات الهدم, فتحي خضيرات, قائلا إنها بدأت في قرية النصارية وستمتد إلى عدة قرى ومناطق في الأغوار الفلسطينية الوسطى، وتحديدا في قرى عين شبلي وبيت حسن. وأضاف أن هذه الآبار بمنطقة الأغوار الوسطى تخدم أكثر من ستة آلاف مواطن يزرعون أكثر من عشرين ألف دونم من الأراضي، كما أنها لا تضر بالاحتلال ومصادر مياهه التي "يستولي عليها من المناطق الفلسطينية". وأكد خضيرات أن هذا الهدم يأتي لعدة أسباب، أهمها أن قوات الاحتلال تريد التحكم بالفلسطينيين بشكل أكبر، خاصة في مناطق الأغوار التي تشكل 65% من مساحة الضفة الغربية، والتي تعد نقطة محورية وأساسية في عملية المفاوضات والسلام، كما تفرض بسيطرتها على مصادر المياه نوعا من النظام العنصري تجاه الفلسطينيين، كما تحرم إسرائيل الفلسطينيين من حق أساسي من حقوقهم وهو المياه. وأوضح أن إسرائيل تعتبر أنه بسيطرتها على المياه تتحكم بالفلسطينيين، مشيرا الى أنها حفرت آبارها على أعماق كبيرة تصل إلى 500 متر، مما أدى إلى سحب المياه من جوف الأرض، وأدى هذا بدوره لانخفاض منسوب المياه في الحوض المائي بالأغوار الوسطى، كما جفت المياه السطحية المتمثلة بالجداول والينابيع. ولفت إلى أن جفاف المياه وسحب الاحتلال لها اضطر المواطنين لحفر آبارهم، مشيرا إلى أن عمليات الحفر للبئر الواحد تتجاوز خمسين ألف دولار، كما تتكلف عمليات نقل المياه وسحبها مبالغ طائلة، وهو ما سيضيف معاناة جديدة إلى معاناتهم أصلا. وحسب خضيرات فإن إسرائيل تهدف وعبر كل هذه الطرق كالحرمان من المياه، ومنع البناء في مناطق الأغوار، وحظر مناطق الرعي، والحصار على المناطق الزراعية، إلى ترحيل المواطنين وتهجيرهم، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني الناتج عن الزراعة وتحويل المزارعين "لعبيد" يعملون بمستوطنات الاحتلال في الأغوار وغيرها. وأضاف أن الاحتلال الذي قلص عدد الفلسطينيين في مناطق الأغوار من 360 ألف مواطن منذ عام 1967 إلى ستين ألف مواطن الآن، يستولي على 98% من المياه في الأغوار، وأن الفلسطينيين لا يستخدمون إلا 2% فقط والمتمثلة بمياه نهر الأردن والبحر الميت. كما أن قرابة ثمانية آلاف مستوطن يسكنون في أكثر من عشر مستوطنات في الأغوار يستولون على 45% من المياه في الضفة الغربية ككل، بحيث تصل نسبة المستوطن 25 ضعفا عن المواطن الفلسطيني.