تقرير- أسامة عبد الرحيم شكل تراجع المجلس الأعلى للطرق الصوفية في بيان له عن الدعوة التي أطلقها علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية إلى مليونية يوم 12 أغسطس القادم بمشاركة القوى الليبرالية لطمة قوية للجبهة المناوئة للإسلاميين. وقد أثارت دعوة الصوفيين إلى مليونية "في حب مصر"، بعد الإعلان عن تشكيل تحالف يضم بعض الطرق الصوفية والقوى الليبرالية والعلمانية، موجة من الجدل حتى في أوساط الصوفيين الذين عبر قسم كبير منهم عن رفضه المشاركة في المليونية، التي تأتي ردًا على مليونية "الإرادة الشعبية" التي نظمها الإسلاميون في جمعة 29 يوليو. يأتي ذلك في إطار الصراع الدائر بين مشايخ الطرق الصوفية على زعامة المجلس الأعلى للطرق الصوفية والذي شهد صراعًا حادًا في الفترة الأخيرة كان علاء أبو العزايم أبرز أطرافه. وكان المجلس الأعلى للطرق قد شدد من لهجته فى اجتماعه الطارئ بمقر العشيرة المحمدية، ورفض كل حديث مزعوم عن مليونية صوفية مزمع عقدها إذ لم يصدر عن المجلس الأعلى أو رئيسه قرار بذلك وأن ما أثير في هذا الشأن لا ينسب إلا إلى صاحبه ومصدره ولا شأن ولا علاقة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية بذلك. وشدد المجلس على أن جموع الطرق الصوفية وعددها 76 طريقة صوفية ترفض هذه المليونية المزعومة اللهم إلا عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من طرق صوفية معلومة ولا يتصور أبدًا أن تفرض قلة قليلة رأيها أو تصورها أو أغراضها على الكثرة الساحقة من الطرق الصوفية. من جانبه، عبر الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، عن رفضه القاطع لدعوة الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية وعدد من المشايخ لمليونية "في حب مصر"، مستبعدًا أن يكون للدعوة صدى في أوساط الصوفيين، لأنهم لا يمثلون القطاع الأكبر من الصوفيين الرافض المشاركة، ولأن "عددهم لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة". ولا يرى الرفاعي أن هناك ما يستوجب الخروج للتظاهر مجددًا كما يدعو أبو العزائم في مليونية "في حب مصر"، خاصة وأنه "لا يوجد قضية جوهرية يرفعها الداعون للتظاهر, حيث أن المجلس العسكري والحكومة استجابا لمعظم مطالب الشعب وقدما مبارك ونظامه للمحاكمة العلنية". ورفض شيخ الرفاعية أن يكون الهدف من تظاهرة المدعو إلى تنظينها الجمعة القادمة الرد على مليونية السلفيين و"الإخوان المسلمين", وقال إنه لا يوجد أى مشاكل أو عداوات بين الصوفية والسلفيين، خاصة وأنه لا يوجد أي اعتداء على الأضرحة, ولا يشنون حاليا أية هجمات على الصوفية. بل على العكس، أبدى الرفاعي تأييده للشعارات التى رفعها السلفيون و"الإخوان" خلال مليونية "الإرادة الشعبية" والتي واجهوا بسببها انتقادات من التيار الليبرالي، وأشار خاصة إلى تأييده مطالبتهم بأن تكون مصر إسلامية كما رددوا في هتافاتهم خلال المظاهرة الحاشدة, وقال: نحن نهتف معهم ونقول "إسلامية .. إسلامية"،، وأعلن أن يد "الرفاعية" ممدودة للجميع بمن فيهم "السلفية" و"الإخوان". وأعرب عن ثقته بأن دعوة أبو العزائم للتظاهر الجمعة القادم ستفشل، لأنه "يحاول استخدام أبناء الصوفية للتخديم على حزب التحرير الذي أسسه مع الناشط السياسي إبراهيم زهران", وأبدى تحديه في أن ينجح بحشد خمسة آلاف صوف، وقال "إذا جمعوا خمسة آلاف شخص سأستقيل من مشيخة الرفاعية". ودلل على فشل المظاهرة بمحاولة الداعين للمظاهرة إغراء الناس من أجل الحضور عبر تأكيدهم مشاركة المنشد الديني الشهير الشيخ ياسين التهامي في المظاهرة، الأمر الذي نفاه الشيخ الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الصوفيين وخارجهم.