د.مازن النجار \n تمكن العلماء من تشخيص آلية تبدأ بموجبها خلايا الأورام الانبثاثية النائمة في النشاط والنمو بعد فترة خمول طويلة، وذلك باستخدام مزرعة خلايا ثلاثية الأبعاد, وفق بيان تلقته الجزيرة نت من المعهد الوطني الأميركي للسرطان. \n وتشير النتائج الجديدة إلى أن التحول من الخمول إلى النمو التكاثري الانبثاثي قد يكون مقنناً جزئياً بإشارات البيئة الصغيرة المحيطة، مما يؤدي لتغيرات في البنية الهيكلية لخلايا الأورام النائمة. \n ويؤمل من استهداف الآلية بالبحث الوصول لإستراتيجيات تثبيط تحول خلايا الأورام النائمة إلى متكاثرة. \n \" \n الخلايا الخاملة المقاومة للعلاج هي المسؤولة عن معاودة السرطان بعد علاج الأورام الأولية بنجاح \n\n \" \n \nويعاود سرطان الثدي ظهوره غالباً عقب كمون طويل بلا مؤشرات على السرطان، وقد لا يصبح انبثاث خلاياه ظاهراً إكلينيكياً إلا بعد سنوات من إزالة الورم الأولي والمتابعة العلاجية.\n\n انبثاث بالغ الصغر\nويقول الباحثون إن الأدلة تشير لحالات كثيرة تكون فيها خلايا الأورام اتخذت مواقع لانبثاثها، رغم تشخيص الورم الأولي مبكراً.\n وفي نحو 30% من حالات سرطان الثدي المشخّصة في المراحل المبكرة للمرض، تكون خلاياه الخبيثة قد وصلت نخاع عظام المرضى. لكن يبدو أن هذه الخلايا هي في المقام الأول انبثاث بالغ الصغر بحيث لا تظهر إكلينيكياً. \n ورغم أن خلايا أورام عديدة منتشرة لا تعيش طويلاً، تكون فئة منها خاملة لكن قابلة للحياة، وربما تتكاثر وتنتشر بعد سنوات. وقد تقاوم الخلايا الخاملة علاجات تقليدية، كالكيميائي المستهدف للخلايا النشطة المتكاثرة. \n أما الخلايا الخاملة المقاومة للعلاج فهي المسؤولة عن معاودة السرطان بعد علاج الأورام الأولية بنجاح. ويبقى حجم نمو الأورام محدوداً بوفرة وكفاية إمدادات الدم اللازم لتوفير الأكسجين والغذاء الضروريين للنمو. \n\n المادة البينية الخارجية\nوكان تمييز آلية إطالة أمد خمول خلايا الأورام من آلية تنشيطها هدفاً للعلماء منذ سنوات. وعرقلت جهود تطوير مقاربات علاجية تستأصل انبثاثات خلايا الأورام الخاملة، نظراً لغياب نماذج منظومات حية تضاهي الخمول الخلوي وظهور انبثاث المرض إكلينيكياً.\n ويُنظر للبيئة الصغيرة المحيطة بالورم كمنظم مهم لتقدم السرطان. المادة البينية خارج الخلية (ECM)، مكون رئيس في تلك البيئة، في حالة تماس مباشر مع خلايا الأورام. وتؤثر كثيراً في بيولوجية وتطور الورم، لتقديمها عوامل بقاء ونمو الخلية وتحفيز نمو أوعية دموية جديدة لتغذية الورم. \n ويطلق التصاق الخلية بالمادة البينية إشارات يمكنها تقنين أطوار نمو الخلايا. وهكذا فإن التفاعلات بين خلايا الأورام والمادة البينية خارجها هي مغيرات مهمة لإمكانات انبثاث خلايا الأورام. \n كبح دورة الانقسام \n \" \n كشفت النتائج أن الخمول المطوّل لخلايا الأورام، السابق لمرحلة لاحقة تعتمد على نشوء أوعية دموية لازمة للنمو الانبثاثي، يعود إلى كوابح دورة انقسام الخلايا، وهي سلسلة خطوات مقننة لتنتج الخلايا مثيلاتها \n \" \n وقام الدكتور داليت بركان وزملاؤه، في معهد السرطان الوطني، بتوصيف تطبيق جديد لمنظومة المزرعة (الخلوية) الثلاثية الأبعاد، بحيث يترابط فيها نمو عدة أنواع مختلفة من خلايا الأورام في المادة البينية مع خمول أو تكاثر خلايا الأورام في مواضع انبثاث ثانوية لنظام حي. ويمكن استخدام المزرعة الثلاثية الأبعاد لزرع تنويعة خلايا وأنسجة بالمختبر لفترات زمنية مطولة. \n وكشفت النتائج أن الخمول المطوّل لخلايا الأورام، السابق لمرحلة لاحقة تعتمد على نشوء أوعية دموية لازمة للنمو الانبثاثي، يعود إلى كوابح دورة انقسام الخلايا، وهي سلسلة خطوات مقننة لتنتج الخلايا مثيلاتها. \n وأثبت الباحثون أن التحول من الخمول إلى النمو والتكاثر الانبثاثي يتأثر بقوة بالتفاعلات مع المادة البينية خارج الخلايا. \n ويأمل العلماء مستقبلاً اكتشاف سبل جديدة علاجية لإطالة تعطيل تحول خلايا الأورام من الخمول إلى النشاط، للحد من فرصة تحول الانبثاثات المتناهية الصغر للنشاط لاحقاً في حياة المرضى