د.مازن النجار \n\n المعلوم أن الضمور البقعي لشبكية العين المترافق مع التقدم في العمر هو حالة يتعطل فيها عمل الخلايا الحساسة للضوء في البقع الكائنة بالجانب الخلفي من العين، وهذا بدوره يؤثر سلبا على على البصر المركزي والأنشطة المتصلة بالرؤية كقيادة المركبات.\nويصنف أطباء العيون هذه الحالة المرضية، المسمّاة اختصاراً (ARMD)، إلى نوعين: الأول، ويعرف بالعطب الجاف أو غير النضحي، والثاني يعرف بالعطب المبلل أو النضحي. والمتفق عليه بين الأطباء أن التدخين يزيد احتمال الإصابة بالضمور البقعي. لكن بعد الإقلاع عن التدخين، ليس هناك ما يمكن عمله لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض.\nفي هذا الإطار، وجدت دراسة أميركية أن تناول مكملات ڤيتامينات(ب6) و(ب12) وحمض الفولِك، قد تحمي النساء من الضمور البقعي بشبكية العين المسبب لتدهور بصر المسنين، وسبب رئيس لعمى الشيخوخة، بحسب \"سَيَنْس نيوز\".\nأجرى الدراسة فريق بحث بجامعة هَرڤَرْد، ونشرت حصيلتها مؤخراً بدورية \"أرشيف الطب الباطني\".\nوجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن ڤيتامينات(ب) وحمض الفولِك، ويسمى أيضاً فوليت، بكميات تفوق الجرعات الموصى بها رسمياً هن أقل تعرضاً لمخاطر الإصبة بالضمور البقعي بنسبة الثلث، مقارنة بغيرهن تلقَيْن علاجاً بالإيهام (پلاسيبو). \nمتابعة حالات الإصابة\nوبحسب مؤلفي الدراسة، هذه أول دراسة تجريبية تشير لفوائد ڤيتامينات(ب) والفوليت في مقاومة الضمور البقعي، ويأملون أن تُجرى دراسات أخرى في مجتمعات سكانية أخرى للتثبت من تلك الفوائد.\nقام الباحثون بتحليل بيانات ومعطيات مأخوذة من دراسة تجريبية أخرى واسعة النطاق صُممت أصلاً لاختبار فوائد فيتامينات أخرى لنساء مصابات بمشكلات القلب.\nاختار الباحثون في 1998 نحو 5200 امرأة غير مصابة بالضمور البقعي، من المشاركات في التجربة، وكنّ على استعداد للمشاركة في اختبار تأثير ڤيتامينات(ب6) و(ب12) والفوليت. تم فرز نصف النساء عشوائياً لتناول ڤيتامينات(ب6) و(ب12) والفوليت، والنصف الآخر تلقين أقراص پلاسيبو.\nكان معظم النساء زائدات الوزن، ومتوسط أعمارهن 63 عاماً، وقد قدمن معلومات حول أبصارهن بالإجابة عن استبيان سنوي بالبريد.\nسُمِح لجميع المشاركات بتناول مكملات ڤيتامينات، تحتوي أيضاً (ب6) و(ب12) وفوليت، لكنها لا تتجاوز الجرعات الموصى بها رسمياً. لكن المجموعة الأولى تلقت أيضاً ڤيتامينات(ب6) و(ب12) وفوليت، أضعاف تلك الجرعات.\nوكلما أبلغت إحدى المشاركات عن تشخيصها بالضمور البقعي، اتصل الباحثون بطبيبها للحصول على تقرير. عقب 7.3 سنوات متابعة، ظهرت 82 حالة ضمور بقعي بين مشاركات الپلاسيبو، و55 حالة بين مشاركات المجموعة الأخرى.\nآلية عمل الفيتامينات\nوبينما تبقى آلية الوقاية من الضمور البقعي الناجمة عن الڤيتامينات مجهولة، فإن ڤيتامينات(ب6) و(ب12) والفوليت تخفض مستويات تركيز الهوموسيستايين، الذي يشتبه بدوره في عطب الأوعية الدموية. وكان باحثون رجحوا أن الهوموسيستايين يسبب أمراض القلب، لكن الدراسات لم تظهر أي فائدة للقلب من جرّاء خفض مستوياته.\nيعتبر الضمور البقعي المتصل بالشيخوخة مرض أوعية دموية، وينجم عن اضطراب تدفق الدم للبقعة (بالشبكية). ويبدو أن شعيرات العين الدموية أكثر تعرضاً لأذى الهوموسيستايين عالي التركيز، مقارنة بالشرايين التاجية الكبيرة. ولكن ذلك يبقى تكهناً لا فرضية صلبة.\nوبينما يبقى الربط بالهوموسيستايين غير مؤكد، يتوقع أن تجذب النتائج اهتماماً بحثياً أكثر نحو دراسة دور الهوموسيستايين في الضمور البقعي.\nويلفت بعض أطباء العيون لدراسات كثيرة حول الضمور البقعي المتصل بالشيخوخة رصدت ارتفاع مستويات الهوموسيستايين. لكن لا يقين بعد حول ما إذا كان ذلك سبباً للمرض أو مؤشراً عليه.\nكذلك أظهرت دراسة أخرى أن قصور ڤيتامين(ب12) عامل يزيد مخاطر الإصابة بالضمور البقعي.\nخلاصة الأمر أن المسنين ذوي القصور في ڤيتامينات(ب) والفوليت يتحتم عليهم تناول مكملاتها.\nالتمرينات الاعتيادية تدرأ مرض العطب البصري\nوكانت دراسة أميركية سابقة قد وجدت، منذ عامين ونصف، أن التمرينات البدنية الاعتيادية يمكن أن تخفض احتمالات الإصابة بالعطب البصري الناجم عن الضمور البقعي بشبكية العين، والمترافق مع التقدم في العمر بنسبة 70 بالمائة.\nأجرى تلك الدراسة فريق بحث من كلية الطب والصحة العامة بجامعة ولاية ويسكونسن في ماديسون وتعرف ب\"مشروع بيفردام لدراسة العين،\" وتنشر نتائجها بدورية \"المجلة البريطانية لطب وجراحة العيون\" المتخصصة وهي تصدر عن المجلة الطبية البريطانية.\nأسس الباحثون نتائجهم على دراسة ومتابعة حالات الضمور البقعي لشبكية العين الناشئة خلال ما يربو على 15 عاماً، وشملت نحو أربعة آلاف رجل وامرأة في مدينة بيفردام بولاية ويسكونسن. تراوحت أعمار المرضى المشاركين في الدراسة بين 43 و86 عاما لدى بدء الدراسة في الفترة بين 1988 و1990، وخلال عملية المتابعة تم تقييم حالات المرضى عبر مراحل، كل منها خمس سنوات.\nوإضافة إلى فحوصات العين التفصيلية، كان الباحثون يسألون المشاركين عن نمط معيشتهم ومقدار الأنشطة البدنية الاعتيادية التي يمارسونها، بما في ذلك صعود السلالم والمشي اليومي والأوقات المخصصة للتمرينات الرياضية.\nومن بين كل أربعة مرضى، كان واحد يمارس نمطا معيشيا نشطا بدنيا؛ وواحد -من كل أربعة أيضا- يصعد أكثر من ست مجموعات صاعدة من درجات السلم يوميا؛ وواحد من كل ثمانية كان يمشي يوميا أكثر من 12 مسافة فاصلة بين شوارع متوازية.\nتفسير النتائج\nوبعد الأخذ بالاعتبار عوامل المخاطر المؤثرة الأخرى -مثل وزن المريض ومستويات دهون الدم لديه وعمره- وجد الباحثون أن المرضى الذين مارسوا نمطاً معيشياً نشطاً كانوا أقل عرضة بنسبة 70 بالمائة للإصابة بالنوع المبلل من الضمور البقعي الشبكي المرتبط بالعمر، مقارنة بأصحاب النمط المعيشي غير النشط.\nأما الذين مارسوا المشي الاعتيادي (فقط) فقد كانوا أقل عرضة للإصابة بهذا النوع من العطب البصري بنسبة 30 بالمائة، مقارنة بالذين لم يمارسوا المشي.\nكذلك، ينبه الباحثون إلى أن هناك عوامل مثل نمط الغذاء، قد تفسر هذه النتائج. بيد أن النشاط البدني معروف بدوره في خفض الالتهاب وعدم الانتظام على مستوى الأجهزة (النظم) الحيوية في الخلايا المبطنة للشرايين. فكل من الالتهاب وعدم الانتظام يعتقد بدورهما في نشوء هذه الحالة من العطب البصري.\nويضيف الباحثون أن الأشخاص النشطين بدنياً هم على الأغلب أكثر شباباً (بيولوجياً)، مقارنة بأولئك غير النشطين بدنياً. وهو عامل هام أيضاً لأن هذا العطب البصري ناجم أساساً عن ضمور بقعي شبكي ومرتبط بالتقدم في العمر بشكل رئيسي.\n\n التدخين يزيد احتمالات الإصابة بالضمور البقعي للعين (22. 12. 2005)\nتوصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن تدخين السجائر أو الإقامة مع شخص يدخن، يزيد من احتمال الإصابة بمرض الضمور البقعي للعين المرتبط بالشيخوخة.\nوقال الباحث جون ياتيس من جامعة كمبردج إن التدخين يجعل الإنسان عرضة لفقد البصر في عمر متقدم، وتزيد هذه الاحتمالية مع ازدياد نسبة التدخين، موضحا أن التدخين يزيد أيضا الخطر بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون مع مدخنين.\nومرض الضمور البقعي للعين هو السبب الرئيسي في ضعف الإبصار والعمى في كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وتزيد احتمالات الإصابة بالمرض مع تقدم العمر.\nوفي هذه الدراسة بحث ياتيس وآخرون حالات 435 شخصا مرضى بالضمور البقعي للعين المرتبط بالشيخوخة و280 من شركائهم الذين يعيشون معهم، واستخدموا استبيانا مفصلا لجمع المعلومات بشأن تاريخهم مع التدخين.\nوتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يدخنون علبة سجائر أو أكثر يوميا مدة أربعين سنة، تتضاعف لديهم ثلاث مرات احتمالات الإصابة بالمرض مقارنة مع غير المدخنين.\nويؤكد الباحثون أن الإقلاع عن التدخين يقلص احتمالات الإصابة بالمرض، في حين يزيد خطر الإصابة بالمرض لدى من يقيمون مع مدخنين، ويصل إلى المثلين تقريبا مقارنة مع غير المدخنين وغير المقيمين مع مدخنين، وفقا لما يراه معدو هذه الدراسة.\nوحاول الباحثون على مر السنين تحديد أسباب محتملة للإصابة يمكن تفاديها في مسعى لتخفيف المعاناة عن مرضى الضمور البقعي للعين المرتبط بالشيخوخة.\nوأشارت بعض الدراسات إلى أن التدخين أحد هذه الأسباب التي يمكن تعديلها، ولا يعرف غير القليل بشأن خطر المرض عند غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي.\n\n تشوه الأنبوب العصبي للجنين مرتبط بنقص فيتامين \"بي 12\" 2. 3. 2009\nأظهرت دراسة نقلت نتائجها صحيفة أميركية أن الحوامل اللاتي لا يتناولن ما يكفي من فيتامين \"بي 12\" معرضات لإنجاب أطفال مشوهين.\nوأظهرت الدراسة التي أوردتها يو أس أي توداي نقلا عن مجلة بريوديكس وشملت 1200 امرأة، أن الحوامل اللاتي كن يتناولن أقل نسبة من \"بي 12\" (B12) معرضات بخمسة أضعاف لإنجاب طفل يعاني من عيوب في الأنبوب العصبي مقارنة باللاتي كن يتناولن أعلى مستويات من الفيتامين.\nالصحيفة نوهت إلى أن غالبية النساء الأميركيات يحصلن على ما يكفي من هذا الفيتامين في غذائهن اليومي, مشيرة إلى توفر فيتامين \"بي 12\" في اللحوم والجبن والبيض والحليب.\nوذكرت أن الخطر الأكبر يتهدد بصورة خاصة النساء \"النباتيات\" اللاتي لا يتناولن المنتجات الحيوانية وكذلك اللاتي تعانين من مشاكل معوية تحول دون امتصاص أجسامهن للعناصر الغذائية.\nوأضافت أن تلك الفئة من النساء يجب أن تخضع لفحص الدم قبل الحمل لمعرفة ما إذا كن يعانين من نقص في الفيتامين \"بي 12\".\nوكان الأطباء قد اكتشفوا منذ فترة أن نوعا آخر من فيتامين \"بي\"، هو حامض الفوليك، يلعب دورا مهما في الوقاية من التشوهات الخلقية لدى الأجنة, ونصحوا النساء حتى قبل أن يظهر بهن الحمل أن يتناولن فيتامينات ما قبل الولادة.\nالصحيفة نقلت عن الخبير بالمعهد الأميركي لصحة الطفل ونموه جيمس ميلس قوله إن حامض الفوليك وفيتامين \"بي 12\" يؤثران على الأنبوب العصبي الذي يعتبر البنية الأولى التي يتطور منها الدماغ والحبل الشوكي.\nميلس قال إن الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من الفيتامينات في الطور الجنيني معرضون للإصابة بالسنسنة المشقوقة, وهي قصور في نمو الحبل الشوكي غالبا ما يؤدي للشلل.\n