\r\n فخلال الفترة ما بين الحادي والعشرين من يناير، وحتى أواخر فبراير الماضيين انضم الجيش الكونجولي إلى جيش دولة رواندا المجاورة، وشنا معاً هجوماً مفاجئاً ضد ''القوات الديمقراطية لتحرير رواندا''، والمعروفة اختصاراً ب(FDLR)، وهي ميليشيا تنتمي إلى قومية ''الهوتو''، تورطت -كما يعتقد- في عمليات التطهير العرقي التي وقعت في رواندا عام ،1994 وفي نشر الخراب والدمار في مناطق الجبال الغنية بالمعادن الواقعة في شرق الكونجو منذ ذلك الوقت. والهجوم المشترك -وهو شيء نادر الحدوث بسبب العداوات التاريخية المريرة بين البلدين المتجاورين- أدى إلى طرد مئات من مقاتلي (FDLR) من مواقعهم في شرق الكونجو إلى داخل رواندا للاندماج مع ''الهوتو'' هناك، وهو ما ينظر إليه على نطاق واسع، بأنه شرط ضروري لإنهاء هذا الصراع الذي ترتب عليه مصرع ما لا يقل عن خمسة ملايين مواطن خلال العقد الأخير. \r\n \r\n وقد أشاد السكرتير العام للأمم المتحدة بهذه العملية، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى الكونجو في بدايات هذا الشهر. \r\n \r\n بيد أن ما يحدث الآن هو أن مقاتلي (FDLR) قد استعادوا الكثير من المواقع التي تم طردهم منها، وشرعوا في شن هجمات انتقامية على المدنيين الذين يشتبهون في تعاونهم مع القوات التي شنت الهجوم المشترك. ويقول ''ديفيد نثينجوي'' المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في شرق الكونجو التابعة للأمم المتحدة، إن متمردي الهوتو يعيدون في الوقت الراهن احتلال المواقع التي نجح الهجوم المشترك في إخراجهم منها، وهم يتهمون المدنيين هناك بأنهم قدموا العون للهجوم بغرض إخافتهم واستئصالهم من هذه المنطقة. \r\n \r\n وتشير آخر التقديرات إلى أن عدد المدنيين الذين هربوا من ديارهم خوفاً من التعرض لانتقام تلك المليشيات قد بلغ 35 ألفا، مما يرفع من عدد النازحين منذ يناير الماضي إلى 160 ألف شخص''. \r\n \r\n ويضيف ''نثينجوي'' : إن مضايقات السكان لا تزال مستمرة حتى الآن، بل إن معدلاتها قد زادت. أما الإجابة عن سؤال: متى تتوقف هذه المعاناة التي يتعرض لها السكان؟ فتتوقف على قدرة الجيش الكونجولي على الدفاع عن شعبه''. \r\n \r\n ويقول الجنرال ''جون نومبي'' قائد القوات المشتركة التي شنت الهجوم ضد المتمردين إن الهجوم قد أسفر عن مصرع 153 مقاتلا من المتمردين، كما تم أسر 5000 مقاتل، وترحيلهم إلى رواندا. \r\n \r\n لكن مسؤولا أمنياً غربياً يؤكد أن عدد الأسرى من قوات المتمردين لم يتجاوز ،450 وأن الهجوم المشترك قد نجح في احتلال خمس قواعد رئيسية لقوات (FDLR) في البداية، ولكنهم - المتمردون- نجحوا بعد ذلك في استرداد ثلاثة منها. \r\n \r\n ويضيف المسؤول الغربي: ''وهؤلاء الذين صفقوا للهجوم المشترك يتعرضون للاستهداف في الوقت الراهن من قبل المتمردين، ومنهم على سبيل المثال مسؤول إداري محلي لقي مصرعه بعد تعرضه لإطلاق خمس رصاصات في الظهر''. \r\n \r\n الأخطر من ذلك كما يقول المسؤول الغربي إن منظمات الإغاثة تتعرض إلى الهجوم في الوقت الراهن بمعدلات أكبر بكثير من المعدلات السابقة حيث تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع هجمات أسبوعياً. \r\n \r\n وفي قرية ''كانيولا'' التي تعرض العشرات من سكانها للقتل على أيدي قوات (FDLR)، أصبح الأمن يمثل هماً يوميًا حيث يقول السكان إن رجال الميليشيا يهبطون إلى القرية من الجبال المحيطة ليلا لنهبهم ثم يصعدون مرة أخرى للجبال للاختباء طوال النهار. وتقول ''نجابوكا مفوبوهيندوا''، وهي تئن تحت وطأة حمولة من الحطب: ''إننا لا نعرف متى سيأتون بالضبط، وهو ما يجعلنا نعيش في حالة من الخوف الدائم''، وتقول ''مفوبوهيندوا'' إن إحدى جاراتها قد قُتلت على أيدي المليشيات الأسبوع الماضي، لأنها رفضت أن تعطيهم الطعام الذي طلبوه. وبعد أن قتلوها، ذبحوا البقرة التي كانت تمتلكها وقطعوا لحمها وحملوه معهم''. \r\n \r\n ويقول فتى يافع رفض ذكر اسمه خوفاً من انتقام المليشيات: ''نحن خائفون من العيش في المناطق القريبة من المليشيات، ولكن المشكلة أنه ليس هناك مكان آخر نلجأ إليه''. ويقول هذا الفتى ''إنه يعرف أقارب وجيران تم تجنيدهم رغما عن إرادتهم للقتال في صفوف المليشيات''. \r\n \r\n ماثيو كلارك-جوما \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \r\n \r\n كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n