\r\n وتلعب تركيا، التي يغلب المسلمون على سكانها لكنها دولة علمانية ولها صلات جيدة مع اسرائيل، دورا في محاولة تضييق هوة الانقسام بين العرب والتوسط من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. \r\n \r\n ومنذ بدأت اسرائيل هجومها قبل 12 يوما قام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بزيارة القادة العرب في سوريا ومصر والاردن والسعودية. وكان على اتصال بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كما أرسل وزير خارجيته الى الأممالمتحدة حيث تبدأ تركيا عضوية مدتها سنتان بمجلس الأمن الدولي. \r\n \r\n واستغلالا لنطاق الاتصالات المتفرد الذي تتمتع به أنقرة التقى مسؤولون أتراك ايضا بقيادات حماس في دمشق. وعرضت أنقرة توصيل اي اقتراح من حماس بوقف اطلاق النار الى الأممالمتحدة. \r\n \r\n وبينما خرج مئات الآلاف من الأتراك الى الشوارع للتنديد بالحملة الاسرائيلية صدم اردوغان اسرائيل الحليف الوثيق لتركيا حين وصف عملياتها بأنها \"جريمة ضد الانسانية\" في لغة قوية حتي مقارنة بتلك التي يستخدمها القادة العرب. \r\n \r\n ويتماشى النشاط الدبلوماسي لأنقرة مع وضعها الدبلوماسي الإقليمي المتنامي وعلاقاتها الأوثق مع الشرق الأوسط منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية الذي يتزعمه اردوغان الحكم عام 2002. \r\n \r\n لكن هذا ايضا يسلط الضوء على التوازن الدقيق الذي يتعين عليها القيام به. فتركيا ذات الأغلبية المسلمة عضو حلف شمال الأطلسي التي تطمح الى الانضمام للاتحاد الاوروبي اتخذت وضع الوسيط في منطقة صعبة. \r\n \r\n وقال فادي حكورة من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن \"تركيا لديها قوة في الشرق الاوسط بسبب علاقاتها المتنامية مع الدول العربية وعلاقتها باسرائيل لكنها لا تستطيع إعادة تعريف لعبة النفوذ في المنطقة\". \r\n \r\n وأضاف \"الدبلوماسية التركية تعكس نفوذها المتزايد في المنطقة لكن أسبابا داخلية ايضا هي التي تحركها. الاتراك موحدون في رفضهم تجاه اسرائيل\". \r\n \r\n وتتمتع تركيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة بعلاقات عسكرية واستراتيجية مع اسرائيل. وتقدر مبيعات المعدات العسكرية الاسرائيلية لتركيا بمبلغ 100 مليون دولار سنويا كما تتبادل الدولتان معلومات مخابراتية أمنية حيوية. \r\n \r\n وعلى الرغم من انتقاد اردوغان اللاذع لإسرائيل والاحتجاجات التي خرجت الى الشوارع لا يتوقع محللون ان تتضرر العلاقات بين اسرائيل وتركيا. \r\n \r\n وقال اردوغان متحدثا امام البرلمان الثلاثاء إن الاهمية الاستراتيجية للعلاقات التركية الاسرائيلية يجب أن تتجاوز الخلافات و\" التبادل الانفعالي للكلمات\". \r\n \r\n وأضاف \"أود أن أذكر هؤلاء الذين ينادون تركيا بتجميد العلاقات مع اسرائيل بأننا ندير جمهورية تركيا وليس متجرا للبقالة\". \r\n \r\n واتفق مسؤول بالسفارة الاسرائيلية في انقرة والتي تطوقها شرطة مكافحة الشغب هذه الايام مع هذا الرأي قائلا \"مثلما فعلنا في الماضي يجب أن نتجاوز هذا الخلاف وسنعود الى علاقاتنا الجيدة كما هو الحال في أزمات أخرى\". \r\n \r\n وقال المحلل السياسي البارز جنكيز كاندار إن على تركيا الاحتفاظ بتوازن دقيق وصعب حتى لا تغضب حلفاءها الذين يكونون متناقضين في بعض الأحيان. \r\n \r\n وأضاف \"لا يمكن أن ينظر الى تركيا على أنها قريبة جدا من اسرائيل لكن لا يمكن النظر اليها ايضا على أنها قريبة من حماس. إنها دبلوماسية صعبة. الأساس هو أن تركيا لا تستطيع المجازفة بعلاقتها مع اسرائيل لهذا فإن حديث اردوغان مجرد كلام\". \r\n \r\n واتحد حزب العدالة والتنمية مع المعارضة العلمانية التي خاضت معارك ايديولوجية مريرة بشأن دور الإسلام في الحياة العامة في التنديد باسرائيل والتعبير عن الدعم لمعاناة المدنيين الفلسطينيين. \r\n \r\n ونشرت الصحف التركية العلمانية صورا بارزة لإطفال فلسطينيين قتلوا في الغارات الاسرائيلية ولمساجد تضررت من جراء سقوط القنابل. \r\n \r\n ويقول مراقبون إن جيش تركيا الموالي لاسرائيل تقليديا عبر عن انتقاده سرا للتصرفات الاسرائيلية. \r\n \r\n وأضاف حكورة \"الأزمة في غزة وحدت المعسكرين العلماني والإسلامي. هناك إجماع على إدانة اسرائيل\". \r\n \r\n وتجري جهود دولية لإنهاء القتال ووضع اتفاق لوقف إطلاق النار وقد قالت تركيا إنها تريد إرسال قوات في حالة تم تشكيل قوة دولية لحفظ السلام. \r\n \r\n