بينما ذهبت أميرة الثورة البرتقالية رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو منحى مضاد للرئيس ومنحاز أكثر لموسكو، الأمر الذي اضطر الرئيس يوشينكو لحل البرلمان والإعلان عن انتخابات برلمانية جديدة، واشتعلت الأزمة وما زالت مستمرة في الاشتعال، ومتوقع الانفجار قريبا حيث إن فرص الرئيس يوشينكو للبقاء في الحكم أصبحت ضعيفة. \r\n \r\n \r\n من الواضح أن الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أقدم على حل البرلمان الأوكراني الذي خرج عن نطاق سيطرته، بمباركة من الرئيس الأميركي جورج بوش الذي زاره يوشينكو في واشنطن، ثم أعلن عن قراره بحل البرلمان بعد أن عاد إلى العاصمة الأوكرانية كييف. \r\n \r\n \r\n ويُعتقد أيضا أن يوشينكو استعرض مع بوش فرصا متوافرة لكي يحصن موقعه في قمة السلطة ويُبعد خصومه عن المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية، وبالأخص يوليا تيموشينكو التي تجلس على كرسي رئيس الوزراء الآن. \r\n \r\n \r\n وفي هذا الإطار تحدثت وسائل الإعلام الأوكرانية عن احتمال أن يلجأ يوشينكو إلى استعمال القوة العسكرية لتحقيق مراده، خاصة وأن هذا السيناريو هو المفضل دائما لدى واشنطن التي ترى في النزاعات والحروب مجالا لخلق فوضى تسمح لها بتطبيق سيناريوهاتها في هذه المنطقة من العالم، وهو ما فعلته مع ساكاشفيلي في جورجيا حيث ورطته في حرب مع روسيا تعلم واشنطن أنه حتما سيخسرها، ولكن هل يقبل يوشينكو أن يفعل ما فعله ساكاشفيلي. \r\n \r\n \r\n البعض يستبعد حدوث أمر كهذا ليس لأن يوشينكو لا يريد أن يزج بالجيش في معركة سياسية بل لأن عسكريي أوكرانيا أنفسهم سيرفضون - غالب الظن - تنفيذ أوامر من هذا القبيل يصدرها رئيس تدنت شعبيته بحدة. \r\n \r\n \r\n كما أن الشعب الأوكراني الذي ضاق وضاج بسياسات العداء مع الجارة التاريخية الكبيرة روسيا التي يعتمد عليها أكثر من 70% من الاقتصاد الأوكراني لن يقبل الخوض في هذه المغامرات، ناهيك عن أن الشعب الأوكراني الذي أيد الثورة البرتقالية عام 2004 لم يلمس أي تقدم أو تنفيذ للوعود التي وعدت بها هذه الثورة المدعومة من واشنطن. \r\n \r\n \r\n أميرة الثورة البرتقالية تيموشينكو التي كانت بالأمس القريب ألد أعداء موسكو وأقرب المقربين لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس التي وصفتها بأنها »أميرة الديمقراطية« تيموشينكو استطاعت بذكائها وحسها السياسي العالي أن تستوعب تطور الأحداث وتغير الموازين، فأدارت ظهرها بسرعة لواشنطن واتجهت نحو موسكو . \r\n \r\n \r\n حيث مصالح أوكرانيا وشعبها، ووجدت تيموشينكو أذرعا مفتوحة ومرحبة بها في موسكو، واستجاب رئيس الوزراء الروسي بوتين للكثير من طلبات تيموشينكو حول اتفاقيات تصدير الغاز الروسي لأوكرانيا، وبات واضحا أن موسكو تدعم تيموشينكو في الترشيح لرئاسة أوكرانيا ضد يوشينكو الذي تضاءلت فرصه كثيرا في الفوز بالرئاسة، الأمر الذي يتوقع معه البعض أن يلجأ يوشينكو للتصعيد وإشعال حربا أهلية في أوكرانيا تسمح له باستخدام سلطاته كرئيس في توجيه الجيش والقبض على زمام الأمور. \r\n \r\n \r\n لقد أظهر أحدث استطلاع للرأي العام أن 5,70% من الأوكرانيين لا يثقون بالرئيس يوشينكو الآن. وإزاء ذلك تساءل المراقبون الذين يتتبعون تطورات الوضع في أوكرانيا: هل يمكن للشعب الأوكراني الذي تعب وسئم من الثورات والقلاقل أن يترك رئيس بلاده يشعل نار حرب أهلية؟ \r\n \r\n \r\n ومن جهة أخرى أدت هزيمة الرئيس الجورجي سآكاشفيلي الذي يعتبر هو أيضا محسوبا على واشنطن، إلى »تبريد الرؤوس الحامية« لسياسيي أوكرانيا الذين ربما اتجه فكرهم إلى الاستعانة بالجيش لتحقيق مآربهم. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n