\"يبدو أن الاتحاد الأوروبي يهتم لعلاقاته الأطلسية أكثر من أي شيء آخر\" يعلق الرئيس الروسي ، ويضيف \"لا بد من اتفاقية تعاون أمنية وقضائية جديدة خاصة فيما يتعلق بملف الدفاع الأوروبي ، إن العلاقة بين روسيا وجيرانها في أوروبا كانت أفضل بكثير في عهد الحرب الباردة مما هي عليه اليوم\". ثم اقترح \"معاهدة جديدة تكون فيها أطر التعاون الأمني واضحة وضمن قوانين معلنة وصريحة\". \r\n \r\n وعندما أحس كبار المسئولين الروس بأن الموضوع قد يكلفهم العلاقة مع أوروبا ، عاد الرئيس الروسي ليبرر كل ما تقدم ، في القمة الروسية- الأوروبية التي عقدت في المدينة النفطية خانتي مانسيسك في صربيا ، على أنه \"حرص روسي كبير على العلاقات الأوروبية واهتمام من موسكو بأمن أوروبا على المستويين المتوسط والبعيد\". \r\n \r\n السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتصرف الأوروبيون والأميركيون حيال المسألة؟ التاريخ يروي أنهم في العادة لا يأبهون لمثل هذه التصريحات لكن المسألة مختلفة هذه المرة بالنظر إلى العناد والإصرار الروسي الذي ينتهي بالعادة بما تريده الدبلوماسية الروسية. في العام 1960 ، وعندما طالب الاتحاد السوفيتي بعقد مؤتمر مماثل وتجاهل الأوروبيون هذا المطلب ، تدهورت العلاقات الأوروبية - السوفيتية ، إلى أن عقد مؤتمر هلسنكي عام 1975 وخرج بمعاهدة الأمن والتعاون الأوروبي - السوفيتي الشهيرة والمعمول بعدد من بنودها حتى يومنا هذا. \r\n \r\n الأوروبيون ، من جانبهم ، يصرون هذه المرة على أن العلاقات الأوروبية- الدولية محكومة باتفاقية التعاون الأوروبي المعمول بها حاليا والتي وقع عليها أغلب دول الاتحاد بالاضافة إلى الولاياتالمتحدة وهي لا تختلف كثيرا عن المبادئ الأساسية لمعاهدة مؤتمر هلسنكي. خاصة فيما يتعلق بالأمور العسكرية والأمنية واحترام حقوق الانسان والمبادئ الديمقراطية. \r\n \r\n كما أن الأميركيين وحلفائهم الأوروبيين يجدون أن التوسع في واجبات حلف شمال الأطلسي ومناقشة أصول انتشار قواته مع الجانب الروسي سيعود بفائدة أكبر على الجانبين. بينما لا يجد الروس هذا الحلف سوى \"أداة غربية أخرى لمحاولة التحكم بالعالم\" مع أنهم يشاركون فيه من خلال هيئة عسكرية مختصة. \r\n \r\n يريد الكرملين ايجاد أسس جديدة للتعامل واحترام الآخر ، أو على الأقل منحه امكانية استخدام حق النقض فيما يخص مهمات حلف شمال الأطلسي. روسيا مثلا لا تملك حق التدخل في استراتيجيات نشر القوات ، ولا في طريقة انضمام بها باقي الدول إلى الحلف ، ولا في التحرك لحل باقي الأزمات مثلما حدث في استقلال كوسوفو ، أو فيما يخص معاهدة الدفاع الأوروبي المشترك ، التي يعتبرها موجهة ضد روسيا. \r\n \r\n الأسوأ ، بالنسبة لروسيا ، هو أن المعاهدة الأوروبية المعمول بها حاليا هي التي تحدد الأسس في تحديد ما إذا كانت الانتخابات التي تجرى في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة ديمقراطية أم لا. ما يعني أن المعاهدة \"ليست سوى أداة أوروبية لمراقبة النشاط أو التدخل الروسي المحتمل\" بحسب لافروف. \r\n \r\n تريد روسيا أن تكون جزءا فعالا من المعادلة السياسية في أوروبا التي تعتقد بأن دولا أخرى أحق من روسيا باستخدام حق النقض لمبررات عديدة. مازالت أوروبا تتذكر الدروس التي تعلمتها من الاتحاد السوفيتي ، ولن تكون مطالبات روسيا كافية لتغيير النهج الأوروبي ، خاصة وفق هذا الأسلوب. ولن ينفع روسيا أبدا أن تبقى في موقف المعارض لكل ما هو غربي أو أوروبي دون تقديم بدائل منطقية. \r\n