ويتولى مدفيديف في الثانية والاربعين من العمر رئاسة اكبر بلد في العالم بارادة راعيه فلاديمير بوتين الذي يكبره ب13 عاما وسيصبح رئيس الوزراء، في سيناريو لا سابق له في تاريخ روسيا. \r\n \r\n والرئيس الروسي الجديد رجل القانون السابق الذي يتحدث برتابة والمبتسم دائما، يسعى الى اثبات حضوره بعدما استعار اداء وحركات معلمه. \r\n \r\n ورغم بعض الجمل الرمزية التي يكررها مثل \"الحرية افضل من غياب الحرية\" وتثير الامل في بعض الاوساط، تبقى شخصيته لغزا وكذلك وجهة نظره الحقيقية حول الديموقراطية او السياسة الخارجية. \r\n \r\n وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في كانون الاول/ديسمبر الماضي انه \"ذكي جدا وينتمي الى جيل آخر\"، مذكرة بانه تولى ادارة مجموعة \"غازبروم\" العملاقة التي يرى فيها الغرب سلاحا بيد الكرملين في قطاع الطاقة. \r\n \r\n ويتساءل المراقبون ما اذا كان مدفيديف سيكون في الكرملين مجرد منفذ لاوامر راعيه ام سياسيا مستقلا يتمتع برؤية خاصة به. \r\n \r\n وقال بوريس نيمتسوف النائب السابق لرئيس الوزراء في عهد بوريس يلتسين لوكالة فرانس برس ان ميدفيديف \"يتمتع بكل الفرص ليصبح رئيسا حقيقيا اذا كان يملك الارادة السياسية لذلك. لكن هل يملك هذه الارادة؟ هذا ما سنراه بعد تنصيبه\". \r\n \r\n واضاف نيمتسوف الذي اصبح معارضا ليبراليا ان ميدفيديف وخلافا لبوتين \"ليس من الكي جي بي (الاستخبارات) وهذا يثير بعض الامل\". وهو ايضا اول رئيس لروسيا لم يمارس العمل في الاتحاد السوفياتي السابق الذي انهار في 1991 . \r\n \r\n وحاليا يبدو مدفيديف رجلا عاديا وحديثا. فهو يستخدم الانترنت ويظهر بالجينز خلال اللقاءات غير الرسمية ويمارس حياة عادية اذ يمضي بعض القوت في السباحة ويحب طبق السوتشي الياباني. \r\n \r\n الا انه لا يخفي بعضا من ميوله التقليدية عندما يتعلق الامر بزوجته سفيتلانا التي طلب منها \"البقاء في المنزل\" بعد ولادة ابنهما، حسبما ذكر في مقابلة. \r\n \r\n ومؤخرا نشرت الصحيفة الشعبية \"كوسمولسكايا برافدا\" صورا وهو يغادر ملعبا لكرة القدم مع زوجته وابنهما ايليا (12 عاما)، او بمفرده وهو يقوم بصيد السمك في سيبيريا. \r\n \r\n كل هذا يتناقض مع اسلوب فلاديمير بوتين الذي يحرص على اظهار رجوليته عندما يطرح خصومه ارضا خلال دورات الجودو او يتسلق قمرة قيادة مقاتلة او يظهر عاري الصدر خلال رحلات الصيد. \r\n \r\n ومدفيديف صاحب وجه طفولي ناعم مختلف جدا عن وجه فلاديمير بوتين. \r\n \r\n ويجاهر ميدفيديف الذي عاش في كنف والدين مدرسين بانه تدرج في ظل بوتين الذي تعرف اليه في بداية التسعينات في مدينتهما ليننغراد التي استعادت اسمها سان بطرسبورغ. \r\n \r\n وبعد ان درس لفترة قصيرة في كلية القانون في سان بطرسبورغ، انضم هذا القانوني الهادىء والنشيط الى \"لجنة العلاقات الخارجية\" في البلدية التي كانت تعتبر مهد النخب الروسية في سنوات الالفين. \r\n \r\n وعمل في المكتب خمس سنوات وبرز بعد تقديمه حلولا قانونية لملفات فساد كان يمكن ان تطال بوتين، بحسب ما تقول الصحف الروسية ومسؤولون سياسيون محليون. \r\n \r\n كما دخل قطاع الاعمال وبات عضوا في مجلس ادارة مؤسسة لتصنيع الخشب والورق \"اليم بال انتربرايز\" التي تملك وزنا في قطاع ينتشر فيه الفساد. \r\n \r\n وبعد انتهاء ولاية رئيس البلدية اناتولي سوبتشاك وفريقه الاصلاحي في 1996، عاد الى مركزه في الجامعة، وذلك حتى 1999 عندما استدعاه فلاديمير بوتين الى موسكو. \r\n \r\n واصبح مدير حملة بوتين الانتخابية في آذار/مارس 2000، ووصل سريعا الى ادارة الرئاسة. ثم تسلم رئاسة مجلس ادارة شركة \"غازبروم\" النفطية العملاقة، من دون ان يثير ضجة كبيرة في تقدمه على سلم السلطة. \r\n \r\n وشهد خلال تقدمه هذا اعادة السيطرة على وسائل الاعلام وخنق المعارضة، من دون ان يعرف له دور محدد في كل هذا. \r\n \r\n ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2005 وتعيينه نائبا لرئيس الوزراء مكلفا المشاريع الوطنية الكبرى (الصحة والسكن والتعليم والزراعة)، بدأ ينظر اليه على انه خليفة محتمل لبوتين. \r\n \r\n وشكل \"تعيينه\" في كانون الاول/ديسمبر انتصارا \"لليبراليين\" على قدامى رجال الاستخبارات السوفياتية والجيش او \"السيلوفيكي\". \r\n \r\n \r\n \r\n