فقد أكد كبير خبراء الاقتصاد بمؤسسة \"ينهى\" المالية زو خياو لى، أن \"الصين معرضة بصورة خاصة (لتداعيات الأسعار) لأنها لم يسبق لها أن واجهت أزمة نفط\".. \"فما زال تخطيط احتياطي النفط فى الصين فى مراحله الأولية، وبالتالي فيمكن لسعر النفط أن يسجل وقعا كبيرا عليها\". \r\n \r\n ففي الوقت الذي تحتفظ الولاياتالمتحدة فيه باحتياطي من النفط منذ 1976، واليابان منذ 1980، تكاد الصين تبدأ الآن فى تخطيط احتياطها منه. ثم أن احتياطي الصين الحالي من النفط يكفى لمجرد نصف شهر، وهو ما يعتبر نقطة فى بحر استهلاكها. \r\n \r\n أضف إلى ذلك أن الصين تعدت اليابان فى 2003 لتصبح ثاني أكبر مستهلك للنفط فى العالم. وفى العام الماضي، استوردت 50 فى المائة من احتياجاتها النفطية. \r\n \r\n وعلى ضوء معدل نموها الاقتصادي الذي فاق العشرة فى المائة فى الأربع السنوات الأخيرة، يتوقع أن يرتفع استهلاكها من النفط بنسبة 15 فى المائة سنويا. \r\n \r\n كما لا يعتبر ارتفاع سعر برميل النفط إلى 100 دولار عاملا سلبيا لمستقبل الأمن الطاقة فى الصين على المدى الطويل فحسب، بل وأيضا لمساعي التحول نحو الاعتماد على الاستهلاك المحلى كمحرك جديد وأساسي لآلة النمو الاقتصادي. \r\n \r\n فلا تزال الصادرات الصينية الضخمة تمثل المحرك الرئيسي لعملية النمو الاقتصادي، ومن ثم بذل زعماء الصين مؤخرا مساعي مكثفة لتنشيط الاستهلاك المحلى لخفض الفائض التجاري وتقليص التوترات القائمة مع الشركاء التجاريين. \r\n \r\n فعادة ما تنظر الولاياتالمتحدة أوروبا للصين كمزاحم يؤثر على العمالة والإرباح، بل وكمتهم بالتحايل فى أسعار قيمة عملتها الوطنية للحفاظ على طاقتها التصديرية. \r\n \r\n لكن هذه المساعي تواجه الآن خطر ارتفاع أسعار النفط. وفي تعبير عن القلق الشعبي، نبهت صحفية الشباب التى تصدر فى بكين \"لو اضطر الناس فجأة لزيادة إنفاقهم على السلع الطاقية، لجاء ذلك على حساب خفض الإنفاق على سلع أخرى\". \r\n \r\n بيد أن ما يقلق قادة الصين فوق هذا وذاك هو تداعيات ارتفاع أسعار النفط على معدل التضخم المتصاعد، الذي سجل أرقاما قياسيا شهريا فى 2007. فقد ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 6،9 فى المائة فى نوفمبر مقابل 6،5 فى المائة فى أكتوبر. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن هذا المعدل يمكن اعتباره ضئيلا بالمقارنة بنسب التضخم (20 فى المائة) التى شاهدتها الصين فى مطلع التسعينات، إلا أنه يثير القلق من أن يقود إلى قلاقل اجتماعية بين أهالي الريف وفقراء المدن، مذكرا بما آلت اليه الأمور من أحداث ساحة تيانامين وغيرها. \r\n \r\n وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن تقديرات التضخم فى العام الجاري لا تبشر بالتفاؤل. ففي تصريح لجريدة \"ذي ايكونوميك أوفزيرفر، قال تان يالينغ الباحث بمصرف الصين أن \"سعر النفط سوف يستمر فى الارتفاع وهذا يعنى المزيد من ضغط التضخم فى الصين\". \r\n \r\n ونبه الخبير \"لا ينبغي أن نتناسى أن معدل التضخم لعام 2007 لم يشمل تسوية أسعار النفط المحلى\". \r\n \r\n فالواقع أن الحكومة تتحكم فى أسعار بيع الوقود المحلى، لكن ارتفاع أسعار النفط من 70 دولار فى يوليو الماضي إلى 100 دولار هذا الشهر ق، أدى إلى رفع الأسعار المحلية بنحو 10 فى المائة. (آي بي إس / 2008)