مجموعة من الأطباء وافقت على القيام بإجراء فحوصات طبية مجانية عليهم وتبرع بعض الطلاب من صغار السن للعب مع اولاد اللاجئين. خلال الليل يمكن للاجئين ان يسمعوا صوت اطلاق النار ويدركوا على الفور ان هناك مجموعات اخرى منهم تحاول عبور الحدود من مصر الى اسرائيل على بعد ميل أو ميلين منهم. يوجد الآن في اسرائيل ما بين 1200 و1300 مواطن سوداني يحاولون الحصول على حق اللجوء منهم حوالي 500 قدموا من اقليم دارفور الذي مزقته الحرب. الكثيرون منهم امضوا عدة سنوات في مصر وحتى لو تم منح بعضهم حق اللجوء فهذا لا يعني ان امامهم فرصة نادرة للحصول على عمل وسيتوجب عليهم بالتالي العيش في مناطق اشبه بمدن الصفيح والتعرض لتعليقات وأفعال عنصرية. بدأ السودانيون في التسلل عبر الحدود المصرية - الاسرائيلية بعد ان اقدمت الشرطة المصرية على قتل 27 سودانيا خلال تظاهرة نظمت في القاهرة في 2005، في ربيع هذا العام وصل الى مسامع السودانيين ان الجنود الاسرائيليين لا يقتلون السودانيين وانهم بدل ذلك يوزعون عليهم احذية رياضية. هذه الاقاويل انتشرت انتشار النار في الهشيم مما دفع البدو لاستغلال الوضع والقيام بتهريب من يرغب مقابل الحصول على مئات الدولارات كما هو حاصل على الحدود الاميركية - المكسيكية. بعد قبض الثمن يقوم البدو بمساعدة طالبي الهجرة السودانيين على عبور سيناء نحو الحدود الاسرائيلية. الآن ليس مجرد طالبي الهجرة السودانيين هم من يريد الوصول الى اسرائيل بل يوجد هناك المئات من الافارقة الذين يرغبون ايضا في اللجوء. الاسرائيليون العاديون كانوا كرماء اكثر من العادة مع اللاجئين السودانيين في الوقت الذي ظهر فيه رد الفعل الرسمي مشوشا وفوضويا. تم تسليم اللاجئين السودانيين من الجيش الى الشرطة ثم الى المجالس المحلية. بعضهم ترك في الشارع وبعضهم بمن فيهم النساء والاطفال وضعوا في السجون وان كانت بعض المحاكم قد أمرت بإطلاق سراحهم. في الاسبوع الماضي أقدمت الحكومة الاسرائيلية على إبعاد 50 من القادمين الجدد دون ان تعطيهم اي فرصة للتقدم بطلبات اللجوء. فبعد وجودهم في مصر لمدة بضع سنوات لم يعد ينظر اليهم على انهم لاجئون بل مهاجرون لبواعث اقتصادية محضة. المشكلة هنا انه وبالرغم من ان اسرائيل وقعت على ميثاق جنيف عام 1951 الخاص باللاجئين، إلا انه لا يوجد فيها قانون خاص باللاجئين يمكن ان تعمل على تطبيق بنوده وكل ما يوجد هو اجراءات روتينية. فإذا لم يكن هؤلاء اللاجئون يهودا فإنه يتم تحويلهم الى مفوضية الأممالمتحدة للاجئين التي تدرس اوضاعهم بصورة فردية ثم تتقدم للحكومة الاسرائيلية بمقترحاتها. كانت الحكومة في العادة تقبل هؤلاء اللاجئين. الآن تغير هذا الوضع كون رئيس مكتب الأممالمتحدة للاجئين هذا دبلوماسيا اسرائيليا سابقا ولا يوافق في العادة الا على اقل من 1% من الطلبات. وفي تحد لميثاق الأممالمتحدة ترفض الحكومة الاسرائيلية قبول اي لاجئين قادمين من دول تطلق عليها الدول العدوة ويعتبر السودان منها. ان هناك الكثير من المشاكل التي قد تواجه اسرائيل. فالدول الاوروبية تصر على ان يمنح طالبو الهجرة حق اللجوء في أول بلد «آمن» يصلون اليه. من السهل الوصول الى اسرائيل حيث لا يوجد هناك سياج على طول الحدود مع مصر. فإذا ما أقدمت اسرائيل على إبعاد من ترى انهم غير مؤهلين للحصول على حق الجوء فإنهم قد تساء معاملتهم وهذا يخالف القانون الدولي. وتقول اسرائيل ان مصر وعدت بعدم ايذاء المبعدين وعدم اعادتهم الى السودان. سيعقد البرلمان الاسرائيلي لمناقشة قانون جديد للجوء وهناك من ينتقده سلفا، لأنه يعطي اللاجئين حق التقدم بطلباتهم للجوء خلال 30 يوما من وصولهم وهو شيء لا يوجد في الدول الاوروبية حيث تترك هذه المدة مفتوحة دون تحديد. على اية حال فإن وجود قانون في اسرائيل للتعامل مع هذه القضية هو افضل بكثير من عدم وجوده. \r\n