\r\n \r\n قد ارسل الفاعلون الرئيسيون برسائل دبلوماسية مختلطة: مجلس الامن الدولي يتحرك بطء في تطبيق عقوبات شاملة وكثير من اعضاء معاهدة منع الانتشار النووي في الوقت الذي يبدون قلقين بشأن ما تتظاهر به طهران الا انهم يرفضون حرمان ايران من قدرة صناعة وقود نووي وهناك معارضة دولية كبيرة لاي اشارة بهجوم عسكري استباقي من قبل الولاياتالمتحدة او اسرائيل يهدف الى توجيه ضربة ساحقة لهذه القدرة. من الناحية المثالية يمكن اقناع ايران من خلال خليط من الحوافز والتهديد بالعقوبات من اجل التخلي عن طموحاتها بتصنيع الوقود والموافقة على التخلي نهائيا عن حقها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي مقابل عرض مضمون من مصدر خارجي بما يتفق مع المقترحات الروسية. وهذه هي المقاربة المطبقة حتى الان لكن لسوء الحظ فان كل ما هو ظاهر حتى الان هي اشارات الفشل. حان الوقت لاعادة تحديد الخط الاحمر. فالمهم ليس فيما اذا كان لدى ايران قدرة تخصيب كاملة من عدمه بل المهم هو فيما اذا كان لديها اسلحة نووية ام لا. ان ما يجب ان يقلق اسرائيل في النهاية وجيران ايران وعالم يتطلع بشكل كبير الى تفادي مزيد من الانتشار النووي ليس فيما اذا كان لدى ايران القدرة على انتاج يورانيوم على مستوى الاسلحة بل فيما اذا كانت تصنعه بالفعل وتضعه في قنابل يمكن اطلاقها. وفي الوقت الذي ربما يكون الوقت قد تأخر كثيرا لمنع ايران من الحصول على مواد انشطارية خاصة بها الا انه من المؤكد ان الوقت لم يتأخر كثيرا لمنع ايران من حيازة القنبلة. \r\n يتطلب تحقيق هذا الهدف استراتيجية دبلوماسية مختلفة عن تلك الدبلوماسية المدعومة حاليا من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وهذا يعني التخلي عن هدف عدم تخصيب اي يورانيوم مقابل خطة تخصيب محدودة ومرحلية. حيث يمكن ان يقبل المجتمع الدولي الاوسع بشكل علني ان تخصب ايران اليورانيوم محليا من اجل اغراض طاقة نووية سلمية. وبالمقابل يكون على ايران ان تقبل بمرحلة هذا البرنامج للتخصيب على فترات ممتدة من السنين مع قيود اساسية على الحجم الاولى والمدى ونظام تفتيش اكثر صرامة. ويجب ان تصل طهران الى قناعة بانها اذا اقدمت على اي تحرك صوب انتاج سلاح نووي من خلال انتاج مواد انشطارية على مستوى الاسلحة او اي شيء من هذا القبيل فان ابواب جهنم يمكن ان تفتح. حيث سيكون لمجموعة شاملة من العقوبات الاقتصادية ستكون ذات تأثير مباشر والخيارات العسكرية ستكون على الطاولة. \r\n احدى مزايا هذه المقاربة هي انه اذا استطاعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي التكتم على تحفظاتهم فان ذلك يمكن ان يجعل الزمن يسمح بوجود فعالية او تحرك سياسي اكثر اعتدالا في ايران. وان كانت الفائدة الافضل لهذه الخطة تكمن في انها يمكن ان تحظى بدعم دولي قوي ليس من المتحمسين للاستخدام السلمي فقط بل ايضا من روسيا والصين اللتين يمكن ان تستمران في المعارضة القوية لتنفيذ مجلس الامن الاستراتيجية الحالية القائمة على منع ايران من التخصيب. \r\n والسلبية الواضحة من منظور الغرب ان التخصيب المحدود المرحلي يمكن ان يسمح لايران في النهاية بالوصول الى قدرة تصنيع وقود كاملة ويتزامن حدوث ذلك مع خطورة الحصول على اسلحة. لكن الحقيقة ان ايران ستصل الى هذا الخيار سواء عاجلا او اجلا وبالحد الادنى من التفتيش والمراقبة فإن ذلك يبدو واضحا جدا الان. \r\n لا احد يريد ان يتحول المأزق الحالي الى الوضع الذي تعزز فيه عدم رغبة الغرب في المساومة زيادة قوة المتطرفين من معارضية الى الحد الذي يجعل بلدانهم تنأى عن معاهدة منع الانتشار النووي ولا تبالي بأي نوع من الرقابة الدولية وتنتج مخزونا كبيرا من المواد الممكن استخدامها في الاسلحة النووية وتخاطر في النهاية بإنتاج قنبلة. \r\n وقد فعلنا ذلك مع كوريا الشمالية. فحتى مع الاختراق الذي تحقق مؤخرا في المحادثات السداسية الا انه لا يزال من الصعب كثيرا استعادة الارضية التي تمت خسارتها لصالح بيونغ يانغ جراء العناد الغربي السابق. \r\n واذا كانت الاستراتيجية الدبلوماسية الحالية قد بلغت منتهاها فان الرد العقلاني الوحيد هو استراتيجية جديدة والتي ربما لا تكون مثالية لكنها تحوي عناصر جذب للكل, حيث في المناقشات المكثفة مع الدبلوماسيين وغيرهم من المنخرطين في القضية النووية الايرانية وجدت منظمتنا ان فكرة التخصيب المحدود المرحلي لها اغراء كبير بوصفها بديل دبلوماسي. واذا فشلت الدبلوماسية كلية فان النهج البديل للبعض على الاقل في واشنطن وتل ابيب يظل مطروحا. غير ان ضربة عسكرية استباقية دون تفويض من الاممالمتحدة هي ببساطة شيء رهيب لدرجة انه لا يمكن التفكير فيه. \r\n \r\n غاريث ايفانز \r\n رئيس مجموعة الازمة الدولية.خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص ب(الوطن).