\r\n \r\n وقد نجحنا في صياغة قائمة تلو الأخرى لأشياء نعتقد أنها تستهوي بيونغ يانغ على فرضية أن هذه القوائم قد تقودنا في النهاية إلى تحقيق رغبتنا في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ولكن قائمة الحوافز التي تشمل (موارد الطاقة، الغذاء ورفع العقوبات) لا تتضمن الأشياء التي تعتقد كوريا الشمالية بضرورة امتلاكها. ويمكن لهذه الحوافز، بالطبع، المساعدة في دفع عملية المفاوضات مع كوريا الشمالية ويمكن أيضا أن تساعد في التوصل الى صفقة نهائية للتغلب على العواصف السياسية المحتومة ولكن هذه الأشياء ليست آخر شئ تسعى بيونغ يانغ إلى تحقيقه وتجنح واشنطن الى تصديق افادات الصحفيين الغربيين المتكررة والتي تصف كوريا الشمالية بأنها \"واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها عزلة\". وبغض النظر عن صحة هذه العبارات ، لا تعتبر هذه العوامل ذات صلة مع تطلعات بيونغ يانغ الاستراتيجية وهؤلاء الذين يدركون بأن كوريا الشمالية لا تمتلك رؤية بشأن هذه المكافآت الضخمة ينقلون التركيز في بعض الأحيان إلى اتخاذ خطوات سياسية أساسية نحو الحل وهذا يتضمن استبدال الهدنة المعلنة مع بيونغ يانغ إلى اتفاقية سلام ، ومنح مزيد من الضمانات الأمنية لكوريا الشمالية ومناقشة خطط تبادل الممثلين الدبلوماسيين مع النظام الكوري الحاكم. ولكن هذه الحوافز، تشبه الحوافز الاقتصادية في عدم جدواها في التعامل مع التطلعات الحقيقية للنظام الحاكم في كوريا الشمالية. \r\n ولكن، ما الذي تريده كوريا الشمالية ؟ ترغب بيونغ يانغ وقد سعت بانتظام منذ عام 1991 إلى إقامة علاقات استراتيجة طويلة الأمد مع الولاياتالمتحدة وهذا الأمر لا يتعلق بالأفكار أو الفلسفة السياسية بقدر ما يتعلق بفهم بيونغ يانغ لحقائق التاريخ والسياسة الجغرافية ويعتقد الكورويون الشماليون بأهمية امتلاكهم لنفس التأثير والقوة التي تمتلكها الدول المجاورة لهم مخافة أن يتحولوا الى دولة صغيرة وضعيفة. \r\n ومن الصعب على الأميركيين فهم طريقة تفكير الناس في كوريا الشمالية، لأنهم لم يقرأوا أو يسمعوا إلا القليل عن الأفكار السائدة هناك، والتي يبدو أنها كانت تدعو لسنوات طويلة إلي إضعاف الوجود الأميركي في شبه الجزيرة الكورية. وفي الحقيقة، فإن آخر ما يفكر فيه الناس في كوريا الشمالية هو مغادرة القوات الأميركية لمواقعها في شبه الجزيرة الكورية بسبب كبريائهم وخوفهم من الظهور في مظهر ضعف ، وذلك على الرغم من أن مطالبة الأميركيين بالبقاء صراحة هو واحد من أصعب الأشياء بالنسبة لسكان كوريا الشمالية وتمتلك الولاياتالمتحدة النفوذ والقوة بسبب قدرتها على توريد النفط والمحروقات والحبوب الغذائية لنظام كوريا الشمالية وتكمن قوة الولاياتالمتحدة في قدرة واشنطن على إفتاع بيونغ يانغ بالتزامها بالتعايش مع جمهورية كوريا الجنوبية وقبول نظامها وقيادتها، وإفساح المجال أمام القيادة الكورية الشمالية للمشاركة في الرؤية الأميركية لمستقبل منطقة شمال شرق آسيا ويعتقد الكورويون الشماليون بأنهم قد يفيدون الولاياتالمتحدة في لعبة توازن القوى الطويلة مع الصين واليابان ويدرك الصينيون هذا الأمر ولكنهم لا يصرحون به. \r\n والمشكلة الأساسية التي تواجه كوريا الشمالية هي أن المحادثات السياسية التي يشاركون فيها والتي من المتوقع أن تستأنف قريباً هي نموذج مصغر للعالم الاستراتيجي الذي تخشاه ، حيث يجلس ثلاثة أعداء استراتيجيون لكوريا الشمالية وهم الصين واليابان وروسيا في موقع الحكم ويفرضون ضغوطاً على النظام الحاكم في بيونغ يانغ ويصرون على إضعاف كوريا الشمالية واذا كان من الممكن النجاح في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، فإن هذا الأمر سوف يتحقق فقط عندما يتم حل المشكلة الاستراتيجية لكوريا الشمالية، وقد يحدث هذا الأمر فقط عندما تتحسن العلاقات مع الولاياتالمتحدة وتحترم واشنطن سيادة كوريا الشمالية وتتخذ خطوات من أجل تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين. \r\n \r\n روبرت كارلين \r\n جون لويس \r\n محلل سابق بوزارة الخارجية الأميركية \r\n أستاذ فخري بجامعة ستانفورد ومدير بمركز الأمن والتعاون الدولي \r\n خدمة واشنطن بوست خاص ب(الوطن)