\r\n وقد أزعج الموقف الصارم الذي اتخذته قوات الأمن بعض المحللين الذين يرون أن ذلك النهج في التعامل من جانب قوات الأمن، وإن كان مطلوباً في حد ذاته، إلا أنه قد يؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة الدعم الذي تحظى به الحركة الجهادية في إندونيسيا، لأن التكتيكات الصارمة التي تتبعها شرطة المدينة، يتردد صداها في مختلف أنحاء إندونيسيا التي هي أكبر دولة مسلمة في العالم، وتشكل جبهة مهمة في الحرب على الإرهاب بقيادة أميركا. \r\n تعليقاً على ذلك تقول \"سيدني جونز\" ممثلة \"مجموعة الأزمات الدولية\" في جنوب شرق آسيا، إن \"ما حدث قد يقنع بعض الخلايا النائمة التابعة للجماعة الإسلامية بأن الوقت قد حان للعمل\"، وأضافت جونز: \"من الجائز أن يستطيع بعض المجاهدين الفارين من بوسو، الوصول إلى جاوة للانضمام لنور محمد توب\". \r\n يذكر أن \"نور الدين\"، القائد المزعوم للجناح الأكثر راديكالية من \"الجماعة الإسلامية\"، قد نُسب إليه ارتكاب بعض من أسوأ الهجمات التي ضربت إندونيسيا خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك تفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مصرع أزيد من 200 شخص. \r\n ووفقاً لتقرير \"مجموعة الأزمات الدولية\" الذي نُشر الشهر الماضي، فإن كبار زعماء \"الجماعة الإسلامية\" انتقلوا إلى \"بوسو\" بعد فترة قصيرة من التوقيع على اتفاقية \"مالينو\" للسلام عام 2001 والتي أنهت عامين من الصراع الطائفي. \r\n وقبل توقيع اتفاقية السلام هذه، كانت \"الجماعة الإسلامية\" قد لعبت دوراً ثانوياً في القتال الدائر في \"سولاويسي\" مقارنة بالدور الذي كانت تلعبه الجماعات المسلحة الأخرى مثل \"مجاهدين كومباك\" و\"عسكر جندالله\" و\"عسكر الجهاد\"، وذلك وفقاً لما جاء في الكتاب الموسوم: \"الجبهة الثانية... داخل أخطر شبكة إرهاب\"، لمؤلفه \"كن كونبوي\"، والذي يحكي فيه قصة صعود \"الجماعة الإسلامية\"، ويذكُرُ أن اتفاقية\" مالينو\" نُفذت بشكل سيئ، وأن بعضاً من المشكلات الجذرية للحرب بين المسلمين والمسيحيين لم تعالج أبداً، وأن \"الجماعة الإسلامية\" قد استغلت هذا المخزون من عدم الرضا في تجنيد أعضاء جدد مستكملة النقص في صفوفها. \r\n ويقول كونبوي: \"أعتقد أن الهدف الرئيسي للجماعة الإسلامية، هو الغربيون والمصالح الغربية في إندونيسيا. وهذه سمة رئيسية من سمات أي مجموعة إرهابية ذات أساس وهابي\". ويضيف: \"قد يقتل عدد محدود من رجال الشرطة الإندونيسيين في سياق ذلك، لكن هذا لا يعني أن الجماعة الإسلامية قد غيرت الهدف الرئيسي لهجماتها\". \r\n ووفقاً لتقرير \"مجموعة الأزمات الدولية\"، فإن اثنين من زعماء الجماعة الإسلامية الذين انتقلوا إلى \"بوسو\" بعد اتفاقية \"مالينو\" للسلام كانوا من ضمن الذين قتلوا. \r\n يذكر أن \"حسن الدين\"، وهو أيضاً من الشخصيات الرئيسية في الجناح الأكثر راديكالية في \"الجماعة الإسلامية\" في \"بوسو\" موجود الآن في جاكرتا، حيث يحاكم بتهمة المسؤولية عن أبشع الجرائم التي اتهمت \"الجماعة الإسلامية\" بارتكابها... كما يُذكَر أن حسن الدين، وهو من أبناء وسط جاوة، وكغيره من غالبية الإندونيسيين يمتلك اسماً واحداً، قد تدرب في مقاطعة \"مندناو\" الفلبينية الواقعة تحت سيطرة \"جبهة تحرير مورو الإسلامية\"، قبل أن ينتقل من هناك إلى \"بوسو\" في سبتمبر 2002. \r\n وفي \"بوسو\" صعد نجم \"حسن الدين\" بسرعة ليصبح قائداً لخلية \"الجماعة الإسلامية\" في المدينة. وتزعم السلطات الإندونيسية أن تلك الخلية، وبناء على أوامر مباشرة من \"حسن الدين\" قد أقدمت على تفجير سوق في مدينة \"تينتينا\" ذات الأغلبية المسيحية في مايو 2005، كما قتلت وزيراً بروتستانتياً أثناء إلقائه عظة دينية في يوليو 2004، وقطعت رؤوس ثلاث تلميذات مسيحيات في أكتوبر 2005. \r\n وقد أثارت عملية قطع الرؤوس موجة من الغضب في إندونيسيا بأسرها، خصوصاً أن هناك تصريحاً نسب ل\"حسن الدين\" يقول فيه إنه يقدم \"رؤوس الفتيات المسيحيات هدية للمسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك\". \r\n وبينما تستمر العملية الأمنية للقبض على العناصر الهاربة من \"الجماعة الإسلامية\" فإن السيدة \"جونز\" تؤكد أن جاكرتا تسير على خيط رفيع، وأن القبض على الإرهابيين -في حد ذاته- لن يكون كافياً للسيطرة على عملية الإحياء الجهادي في إندونيسيا، وتضيف قائلة: \"جاكرتا تحتاج إلى توضيح بأن العملية الجارية هي في الأساس بغرض فرض القانون والنظام وليست حملة موجهة ضد المسلمين\". لكنها تؤكد أيضاً أن \"الإشارات الأولى مشجعة... وخاصة أن الحكومة تمكنت من انتزاع زمام المبادأة وسرقت -هذه المرة- الاهتمام الإعلامي من الراديكاليين\". \r\n يذكر أن نائب الرئيس الإندونيسي \"يوسف كالا\"، كان قد دعا -عقب تلك الغارات- مجموعة من الزعماء الإسلاميين إلى اجتماع تنويري في \"بوسو\" لإطلاعهم على أسباب العملية وأهدافها، وإثر ذلك أدلى بعضهم بتصريحات أعلنوا فيها تأييدهم للخط الذي تنتهجه الحكومة حالياً. \r\n الاستثناء الوحيد من ذلك كان الزعيم \"بابكر باعشير\" الذي تعتبره الولاياتالمتحدة وأستراليا بمثابة الزعيم العقائدي ل\"الجماعة الإسلامية\"، والذي وصف الحملة التي تشنها قوات الشرطة بأنها موجهة ضد المسلمين، وهدد بإعلان الجهاد، دفاعاً عن المسلمين في \"بوسو\"! \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في دينباسار - إندونيسيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n