\r\n \r\n فقد قال الكاتب والخبير الأمني كين كونبوي، في حواره مع آي بي إس: \"ما من شك في أن الجماعة الإسلامية هي التي تقف وراء الهجمات\"، وأضاف أن المشكلة مع بالي أنه من المستحيل حمايتها من مثل هذه الهجمات. \r\n \r\n وكانت ثلاث قنابل قد انفجرت في اثنين من المنتجعات السياحية الشعبية في بالي مساء السبت، قبل أيام من بدء شهر رمضان المبارك عند المسلمين واحتفال جولانجان الهندوسي. وقد وصلت حصيلة القتلى يوم السبت إلى 32 شخصا مع إصابة أكثر من مائة شخص، لكن الأطباء يقولون إنه من المتوقع زيادة عدد القتلى. \r\n وقد انفجرت القنبلتان الأوليان حوالي الساعة 7:40 مساء بالتوقيت المحلي، مما نتج عنه تدمير مقهى نيومان وميناجا، الموجودين على شاطئ جيمباران، وهو شاطئ منتجع شعبي على بعد حوالي 18 كيلومترا جنوب كوتا، وهي أهم الأماكن لقضاء العطلات والأعياد في بالي. \r\n وقد انفجرت العبوة الثالثة بعد حوالي 20 دقيقة من هذين الانفجارين، وقد وقع هذا الانفجار مطعم راجا، وهو حد المطاعم المزدحمة والمتخصصة في تقديم اللحوم، وهو مطعم متوسط التكلفة يقع في ميدان كوتا. وقد تسبب الانفجار في تدمير الطابق الأرضي بأكمله وجزء كبير من الطابق الأول. وكانت أجزاء من الزجاج وأجزاء من الطاولات لا تزال متناثرة في الشارع يوم الأحد. ويشير عدم وجود أي حفرة ناتجة عن القنبلة خارج المطعم إلى أن القنبلة كانت مزروعة بداخله. \r\n وقد أكدت الشرطة أن تسع قنابل أخرى قد عُثر عليها في مناطق أخرى من المنتجع، وتم إبطال مفعولها. \r\n وقد تأكد وجود أسترالي واحد بين القتلى البالغ عددهم 32، ويوجد بين الجرحى 49 إندونيسي، و17 أسترالي، وستة كوريين، وثلاثة يابانيين، واثنين أمريكيين، وهم جميعا يتلقون العلاج في مستشفى دنباسار سانجلاه، حيث يكافح الأطباء من أجل التعرف على الجثث. \r\n وكانت كوتا قد صُبغت بالدماء في 12 أكتوبر 2002، عندما انفجرت قنبلتان نتج عنهما مقتل 202 شخصا كانوا يحتفلون في ملهى ساري. \r\n وقد قال مسئولون في مؤتمر صحفي يوم الأحد إن هناك بعض الشك في أن الانفجارات ناتجة عن هجمات انتحارية؛ حيث أظهرت لقطات من شريط فيديو مصور، تم الحصول عليه من إحدى العائلات، دخول شخص يحمل حقيبة كبيرة على ظهره إلى أحد المقاهي في كوتا قبل الانفجار. \r\n ويُعتقد على نطاق واسع أن الجماعة الإسلامية هي المسئولة عن هذه التفجيرات، حيث تريد هذه الجماعة تأسيس دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا، كما أنها تُعتبر مسئولة عن سلسلة من الهجمات المدمرة اهتزت لها إندونيسيا. \r\n وقد عانت جاكرتا من وطأة الهجمات؛ حيث تم استهداف فندق ماريوت في 5 أغسطس 2003، والسفارة الأسترالية في 9 سبتمبر 2004، بسيارات ملغومة. وقد نتج عن الانفجارين مقتل 12 شخصا في الانفجار الأول و11 في الثاني، كما نتج عنهما تشويه العديد من الأشخاص. \r\n وقد أكد كونبوي، وهو على وشك نشر كتاب عن الإرهاب في جنوب شرق آسيا، أن \"الأسلوب\" الذي اتُّبع يوم السبت يشبه التفجيرات التي جرى تنفيذها ضد 11 كنيسة في البلاد في 25 ديسمبر عام 2000. \r\n وأضاف: \"يبدو أنهم هاجموا الأهداف الصغيرة والسهلة من أجل تحقيق أكبر عدد من الإصابات، بدلا من مهاجمة هدف ضخم يحمل رمزية معينة كما فعلوا في السنتين السابقتين\". \r\n ومع هذا ففي الوقت الذي يقوم فيه أهالي بالي بالتقاط القطع المتناثرة وتنظيف الزجاج المكسور على الأرض، يتحول الانتباه إلى كيفية منع مثل هذه الهجمات من الحدوث ثانية. \r\n ويتابع كونبوي قائلا: \"إن منع مثل هذه الهجمات أمر مستحيل تقريبا؛ فيمكنك أن تقوم بالتصوير على مداخل أماكن مثل مقهى هارد روك، لكنك لا تستطيع أن تفعل الكثير في الأماكن الصغيرة التي تم استهدافها مؤخرا. وفي هذه الحالة عليك إما أن تغلقها أو أن تتحمل المخاطرة\". \r\n وتوجد المطاعم الصغيرة في قلب صناعة السياحة في بالي، والتي تعتبر العمود الفقري لاقتصاد الجزيرة الذي بدأ يستعيد قوته بعد هبوط عنيف في أعقاب تفجيرات 2002. \r\n وفي أعقاب الهجمات الأخيرة توقع وزير السياحة جيرو واسك حدوث هبوط حاد في أعداد السائحين الين يصلون إلى الجزيرة خلال الشهور القليلة القادمة، ولكنه تعشم في أن تتعافى الجزيرة ثانية. \r\n ويطالب جيمي، والذي يقوم بعمل وشم مؤقت على شاطئ كوتا، الحكومة باتخاذ خطوات أكبر ضد تهديد الإرهاب. \r\n وتساءل غاضبا: \"إنهم يستمرون في الهجوم؛ فلماذا لا تفعل الحكومة أي شيء؟\" \r\n وقد طلب الرئيسي الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الشعب بالحذر، ووعد بالوصول إلى المجرمين. \r\n وكان الرئيس قد صرح في أعقاب وصول أخبار التفجيرات إلى العاصمة قائلا: \"سوف نتعقبهم ونقدمهم إلى العدالة\". \r\n ومنذ شهر واحد فقط حذر يودويونو من هجمات محتملة، مظهرا عجز الحكومة عن منع ما كانوا يعرفون أنه قادم. وفي إشارة التحذيرات السابقة المبنية على معلومات حصلت عليها وكالات المخابرات الدولية والإندونيسية، قال يودويونو يوم السبت: \"لقد تلقيت معلومات في الوقت الذي كان الإرهابيون يقومون فيه بالتخطيط للقيام بعمل في جاكرتا، وكانت هذه المتفجرات معدة\". \r\n ومع هذا فإن مقاومة إندونيسيا ضد الإرهاب لها نتائج متضاربة حتى الآن. \r\n وتعتبر إندونيسيا هدفا ومكانا لتفريخ الإرهابيين. وتعتبر الجماعة الإسلامية جماعة غير شرعية في الأرخبيل الإندونيسي، حيث يعيش في إندونيسيا 220 مليون نسمة، 85 بالمائة منهم مسلمون. \r\n ويُعتقد أن للجماعة أتباعا كثيرين في المدارس الإسلامية في جاوة. \r\n وقد نشطت الحكومة في تعقب الإرهابيين، وتفخر بأنها قامت بالقبض على بعض الإرهابيين وتقديمهم للمحاكمة، وإصدار الأحكام بشأنهم، فقد حكمت بالإعدام على بعض المشتبه في كونهم من منفذي التفجيرات السابقة، لكن جاكرتا لا زالت غير قادرة على القبض على هدفها الرئيسي. \r\n ويقضي أبو بكر باعشير، والذي يعتبر الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، عقوبة بالسجن لمدة 30 شهرا بسبب تحريضه على تفجيرات بالي. ويعتبر هذا الحكم القصير بالسجن فشلا من جانب المدعين الإندونيسيين الذين لم يستطيعوا مرتين تقديم أدلة كافية للمحكمة. \r\n وبوجه عام لا زال يعتقد أن أزهري بن حسين ونور الدين م. توب، وهم متطرفان ماليزيان، هما صانعا المتفجرات الرئيسيان في الجماعة، والعقول المدبرة وراء التفجيرات الكبيرة الأخيرة. \r\n وقد اعتبر الجنرال أنسياد مباي، أحد كبار المسئولين في المخابرات، هذين الماليزييْن المشتبه بهما الرئيسيين في تفجيرات السبت، كما يُعتقد أن الاثنين وراء حادث تفجير الملهى الليلي عام 2002. \r\n وقد أكد كونبوي أن القبض على هذين المتهمين الهاربين أمر ضروري، فقال: \"لقد مر وقت طويل، ويجب على الحكومة أن تقوم بالقبض على هذين الشخصين، ولا يوجد بديل غير هذا\".