\r\n \r\n \r\n وفي كل الأزمات الاخرى، كان الفلسطينيون، بسبب جهود ياسر عرفات، يملكون قضيتهم، أما الآن فإن رجال الدين في إيران يسيطرون على القضية الفلسطينية ويحولونها الى سلاح في صراع اكبر. \r\n \r\n وفي كل الأزمات السابقة كانت هناك عملية تفاوض، مجموعة من الخطط وبعض الأمل في تحقيق المصالحة. ولكن هذه الازمة مختلفة. فإيران لا تعد خرائط طريق. والجهاديون الذين يقودون هذه الازمة لا يجرون مصالحات. \r\n \r\n وبعبارة اخرى هذه الازمة هي عودة الى النزاع الاولي بين اسرائيل والذين يسعون لتدميرها. ويمكن ان تنسى، في الوقت الراهن على الاقل، بعض صفات الأزمات السابقة. \r\n \r\n ويمكنك ان تنسى مباراة الشطرنج المثيرة المعروفة باسم عملية السلام في الشرق الأوسط. ومباراة الشطرنج هذه اعتمدت على سلسلة من اللاعبين العرب الاذكياء والعقلاء الذين كان من الممكن على اسرائيل التفاوض معهم. وهؤلاء المحاورون الاذكياء والعقلاء لا يزالون موجودين. ولا يزالون يدعون زوار المنطقة الغربيين الى العشاء، وربما لا يزالون يمثلون الاغلبية في بلادهم. الا انهم لا يديرون العملية. \r\n \r\n لقد أجرت ايران عملية سيطرة شبه عدائية على ما كان يعرف باسم النزاع العربي الاسرائيلي. وعمقت إيران ووسعت دعمها للشركاء الارهابيين. ويشد من عزيمة إيران والاسلاميين الاحساس بأن رياح التغيير تسير في صالحهم. فقد تمكنوا من طرد السوفيات من افغانستان، والولاياتالمتحدة من لبنان وإسرائيل من لبنان وغزة، ويبدو انهم على حافة طرد الولاياتالمتحدة من العراق. وبعد قرون من المهانة التي تعرض لها المسلمون، فإن هذه الشعوب تعرف كيف تنتصر. \r\n \r\n ولذا حددت «حماس» و«حزب الله» إيقاع المواجهة. ربما سيتمكن المعتدلون في النهاية من ضرب الراديكاليين، ولكن في الوقت نفسه لن تكون هناك عملية سلام. ولا دبلوماسية مكوكية. وبدلا من ذلك ستكون وسيلة الاتصال الرئيسية هي الموت: أصوات إطلاق الصواريخ والانتقام، تصعيد وتهدئة، وهي الوسيلة التي يستخدمها الاعداء الالداء للحديث فيما بينهم. \r\n \r\n ويمكن نسيان عقلية الأرض مقابل السلام. وفي كل الازمات الاخرى كان هناك ذلك الأمل بأنه اذا ما تنازلت اسرائيل عن الارض وقدمت للفلسطينيين الفرصة للعيش حياة طبيعية، فإن التوتر سينكمش. ولكن هذه الأزمة تتبع الانسحاب في لبنان وغزة، وتعرقل الانسحاب من الضفة الغربية التي كانت جوهر منبر ايهود اولمرت الذي أدى الى انتصاره. \r\n \r\n ان أعداء اسرائيل الأساسيين في هذه الأزمة ليسوا الاحزاب العادية والحكومة التي تتصرف نيابة عن شعبها. بل هي منظمات جهادية سيطرت على أراض من أقل استخدامها قواعد للعمليات. ان «حماس» و«حزب الله» يعرفان ان عمليات الاختطاف وإطلاق الصواريخ ستؤدي الى عمليات انتقامية وستلحق الضرر باللبنانيين وسكان قطاع غزة، ولكنهما شنوا هجماتهم. \r\n \r\n ما الذي حدث في الأيام القليلة الماضية، هو ان الرأي العام في اسرائيل قد انتقل الى الوسط في نفس الوقت الذي انتقلت فيه سلطة اتخاذ القرار في الجانب الآخر الى التطرف. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»