\r\n كان لابد لنا من ادارة النزاع مع الفلسطينيين والخروج من الصندوق الذي وضعنا انفسنا فيه‚ فلربما يساهم ذلك في حل هذا النواع والتوصل الى سلام حقيقي وهو شيء يتطلب الكثير من السنوات فاستمرار الوضع الراهن يعزز دورة العنف الى ما لا نهاية مما ترك فك الارتباط هو البديل الافضل‚ وربما الوحيد الذي يمكن اللجوء اليه‚ \r\n \r\n ان ازالة نقاط التفتيش العسكرية واخلاء المدنيين الاسرائيليين والجيش يمكن ان يؤديا الى تغيير الاجواء السائدة الى الافضل‚ واذا ما صاحب ذلك تراجع في مستويات العنف الذي يمارس ضد اسرائيل فسيلجأ المجتمع الاسرائيلي ساعتها للضغط من اجل المزيد من عمليات فك الارتباط في الضفة الغربية‚ \r\n \r\n ان ازالة التواجد المدني الاسرائيلي حول مدينة جنين ينظر اليه على انه خطوة اخرى نحو تقليل الاحتكاك‚ وتوجد المستوطنات التي ستنسحب منها اسرائيل من شمال الضفة في «الجانب الآخر» من الجدار الامني مما يجعل من هذه المستوطنات عبئا امنيا على الدولة والجيش معا‚ \r\n \r\n ان عدم التأكد والمخاطر الآن هي اعلى بكثير مما كانت عليه من قبل مما قد يعني ان هناك امكانية لان تذهب خطة شارون في الاتجاه الخاطىء‚ \r\n \r\n بالنسبة للاسرائيليين فإن الكثيرين الذين عارضوا فك الارتباط ينظرون الى هذه الخطوة على انها اكثر التغيرات تعقيدا منذ 1967‚ \r\n \r\n ولكن وفي الوقت الذي تنظر فيه غالبية الاسرائيليين الى ما يحدث انه خطوة معتدلة نحو تقليل الاحتكاك مع الفلسطينيين وادارة الصراع معهم‚ فإن الكثير من الفلسطينيين ينظرون اليه على انه نصر عظيم تحقق‚ \r\n \r\n وكنتيجة لذلك فبدل ان يوجد هناك عنف اقل فإن الانسحاب يمكن ان يولد تصاعدا حادا في هجمات الصواريخ من غزة مما يسبب المزيد من الدمار والخسائر‚ \r\n \r\n فمئات من صواريخ القسام تم اطلاقها على اهداف اسرائيلية خارج غزة خلال العامين الماضيين بعض هذه الصواريخ سقط على المنازل والمدارس والشوارع والسيارات وادى إلى مقتل عدد من الإسرائيليين‚ \r\n \r\n الانسحاب الإسرائيلي يمكن ان يؤدي ايضا إلى امتلاك الفلسطينيين لصواريخ اقوى قادرة على الوصول لاهداف استراتيجية بما فيها الموانئ ومحطات توليد الكهرباء والمصانع الكيماوية‚ \r\n \r\n ان هذا ما يعرف «بموديل حزب الله» وما حدث هناك في جنوب لبنان قد يشكل تصورا لمستقبل غزة‚ \r\n \r\n والحقيقة ان الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من لبنان في مايو 2000 شحذ من همم الفلسطينيين ودفعهم لتقليده على الجبهة الفلسطينية‚ \r\n \r\n وفي ظل غياب حكومة فلسطينية عاملة‚ فإن هناك املا أقل في ان تعمل القيادة الفلسطينية على توزيع المساعدات الدولية السخية في ايجاد الوظائف وتوفير الاستقرار وتطوير بنية تحتية اقتصادية واجتماعية‚ \r\n \r\n والحقيقة ان سجل السلطة الفلسطينية منذ اوسلو ابعد ما يكون عن التشجيع فالفساد متأصل في بيروقراطية فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية ولنقل أن ما يوجد الآن هو ميراث عرفات الثقيل الذي خلفه وراءه‚ \r\n \r\n بالنسبة للكثير من الفلسطينيين فإن الالتزام بالثورة المسلحة يبقى قويا وهو الآن اقوى مما كان عليه في عام 1948‚ \r\n \r\n في هذه الأجواء فإن الحديث عن كون فك الارتباط على انه يشكل بداية انطلاقة للعملية السلمية يبدو غير واقعي‚ معظم الإسرائيليين الآن لم يعودوا يؤمنون بمسيرة أوسلو الفاشلة‚ التوصل إلى سلام متفاوض عليه يحقق في النهاية‚ رؤية اقامة الدولتين امر ممكن ولكن تحقيقه قد يستغرق اكثر من جيل‚ ان عدم الرضا عن استمرار الوضع الراهن هو الذي دفع الإسرائيليين نحو دعم الطريق الثالث وهو فك الارتباط احادي الجانب‚ \r\n \r\n اننا نأمل ان يؤدي فك الارتباط إلى تقليل مستويات العنف ويقدم الهدوء والثقة بصورة تدريجية بما يسمح باجراء المزيد من الانسحابات ان الانسحاب أحادي الجانب يشكل مقامرة كبرى ولكن يبرر ذلك الأمل بأنه سيجعل حياة الفلسطينيين والإسرائيليين أفضل قليلا مما هي عليه الآن‚ \r\n