إن التعذيب لا يجدي نفعا وهو أسلوب وحشي تسلكه الإدارة الأميركية وتتخذه كذريعة من أجل ما تسميه الحصول على معلومات دقيقة وخبرة مئات السنين تظهر بصورة واضحة لا تقبل اللبس أن السجناء يقولون لمعذبيهم ما يريدون سماعه منهم‚ \r\n هناك قصة «ابن الشيخ» الليبي الذي قيل عنه انه أحد قادة «القاعدة» السابقين‚ وذكر دوغلاس جيل في صحيفة «نيويورك تايمز» ان الليبي ألقي القبض عليه في باكستان في أواخر عام 2001 على يد القوات الأميركية وأرسل للاستجواب الى مصر التي تستخدمها ال «سي‚ آي‚ إيه» كوكيلة عنها للقيام بالتحقيق مع السجناء الذين يرسلون إليها بالطريقة التي تراها مناسبة‚ واستجوبت القاهرة الليبي لمدة عام كامل وأرسل ثانية للولايات المتحدة‚ وبدأت السلطات المختصة فيها تتحدث حول الكيفية التي كان يحصل بها أفراد القاعدة على التدريب على الأسلحة الكيماوية في العراق‚ \r\n هناك مشكلة وهي أن الليبي يقول إنه اسمع المحققين المصريين ما كانوا يرغبون في سماعه لأنه وبكل بساطة تعرض للتعذيب‚ \r\n في البداية ذكرت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع ان مصداقية الليبي مشكوك فيها لأن البنتاغون يدرك جيدا أن المحققين المصريين يستخدمون التعذيب ضد السجناء ولكن الرئيس وفريقه مضوا في طريقهم وقرروا أن اعترافات الليبي صحيحة وحقيقية وبالتالي اتخذت كمبرر لغزو العراق‚ \r\n المعلومات في النهاية رفضت وثبت بطلانها ويقال ان الليبي موجود الآن في أحد السجون السرية التابعة ل «سي‚ آي‚ إيه» وهو على الأغلب لن يقدم للمحاكمة بتهمة الإرهاب مثله في ذلك مثل الكثيرين ممن هم موجودون في تلك السجون‚ \r\n الكونغرس يحاول الآن تنظيف تلك الفوضى حيث صوت بنسبة 90 صوتا مقابل تسعة أصوات على تعديل تقدم به السيناتور ماكين من أجل معاملة المعتقلين بصورة إنسانية في الحرب التي تخوضها أميركا ضد «الإرهاب» ويتوجب الآن على مجلس النواب إقرار هذا التعديل الذي ألحق بميزانية الكونغرس وإرساله إلى الرئيس بوش للتوقيع عليه‚ \r\n في السابق هدد الرئيس باستخدام حقه في النقض «الفيتو» إذا أرفق التعديل بتلك الميزانية‚ ويقال إن الرئيس تراجع عن تهديداته ونأمل أن يكون ذلك صحيحا‚ \r\n وإذا لم يكن بوسع الرئيس كبح جماح نائبه ديك تشيني والتوقف عن المناورة لنقض التعديل فيجب على الكونغرس والسيناتور ماكين أن يصروا على مواقفهم من أجل إنهاء كابوس التعذيب الذي أساء إلينا جميعا‚ \r\n