\r\n ولكن في رأيي حان الوقت لذلك. فالإعلام جزء أساسي في اي حرب. وقد تجاهلت الولاياتالمتحدة منذ زمن ضد مصلحتها هذه الأداة القوية والجوهرية علما ان الدعاية مناسبة جدا في عصرعولمة المعلومات. حتى دول الدرجة الثاثة تستخدم المعلومات والتضليل الإعلامي كوسيلة من وسائل السياسة الخارجية وغالبا ضد الولاياتالمتحدة. بدورها لاتستطيع الولاياتالمتحدة ان تنتصر في حرب الأفكار بالدماثة او بالصمت. ولكن هذا مانفعله بالضبط. \r\n وكالة الإعلام الأمريكية وهي المنظمة الإعلامية العالمية الوحيدة التي تديرها الحكومة الأمريكية تم إلغاؤها عام 1999 بذريعة أنها لم تعد تؤدي غرضا في عالم ما بعد الحرب الباردة. ولم يقوموا بإحداث مؤسسة بديلة. الأجهزة التي تمولها الولاياتالمتحدة مثل إذاعة وتلفزيون مارتي الموجهين لكوبا وقناة الحرة الأمريكية الموجهة للعرب أجهزة فاشلة تماما. \r\n علينا ان نستخدم كل الوسائل المتاحة في حرب الأفكار مثل الدبلوماسية العامة والعمليات النفسية والعملاء ذوي التأثير القوي والتضليل الإعلامي وحرب المعلومات الحاسوبية بأنواعها العلنية والسرية من شرح علني للسياسة إلى الإطاحة بالإعداء. هذه الطرائق كلها بحاجة إلى تنسيق. \r\n وضعنا الحالي مختلف عن سنوات الحرب الباردة. في 1953 كان ذراع الإعلام والتضليل المشهور للمخابرات المركزية المتمركز في مكاتب دعاية فيرليتزر العملاقة للمخضرم فرانك ويسنر من الدراسات الاستراتيجية كان عملية كبيرة. كان فيه آلاف الموظفين الخبراء في زرع القصص الإذاعية والصحفية وفي التعامل مع نقابات العمال وفرض الضغط الاقتصادي وتقديم الدفعات النقدية المباشرة وشن الحرب السياسية والثقافية بكل الوسائل الممكنة حت لاتخضع الدول الأوربية للشيوعية. \r\n وبناء على سلسلة تحقيق في صحيفة نيويورك عام 1977 كانت المخابرات المركزية تملك او تدعم ماليا في أوقات مختلفة أكثر من خمسين صحيفة ومرافق إخبارية ومحطات إذاعية ومجلات دورية وتسهيلات اتصال اخرى ومعظمها خارج الولاياتالمتحدة. وفي بعض الحالات تم استخدامها لأغراض دعائية وفي حالات أخرى لتغطية عمليات مختلفة. واستطاع عملاء المخابرات المركزية المأجورون أن يتغلغلوا في اثنتي عشرة مؤسسة إعلامية إضافية وهناك مالايقل عن اثنتين وعشرين مؤسسة إعلامية أمريكية تستخدم صحفيين أمريكيين كانوا يعملون في الوقت ذاته لصالح المخابرات المركزية. وقامت اثنتا عشرة دار نشر بطباعة أكثر من ألف كتاب من إنتاج المخابرات المركزية أو بتمويل منها. \r\n ولكن هذا النشاط توقف الآن ولايستطيع احد التفكير به. عدد قليل من المسؤولين الأمريكيين يجيدون هذه اللعبة وعدد اقل منهم مستعد للمغامرة بها. لقد دافع اليساريون من أجل منع هذه الممارسات بحجة أنها لاأخلاقية ومضللة وانتهاك للأعراف الصحفية. إن استخدامنا اليوم للإعلام استخدام ناقص ومقتصر على جهود متفرقة. وزارة الخارجية سلبية ومتمسكة بالدبلوماسية العامة. أما وزارة الدفاع فهي تكتيكية وتقتصر جهودها على العمليات النفسية الميدانية أما المخابرات المركزية فتكتفي بعمليات الضغط السرية. والأمثلة كثيرة. قلما تقوم وزارة الخارجية مثلا بحضور مقابلات باللغة العربية لدحض قصص قناة الجزيرة ولم تقم المخابرات المركزية بإنشاء محطة إذاعية سرية لممارسة الدعاية ضد حكام إيران. \r\n كل الجهود الإعلامية المنفصلة تمت بشكل متفرق دون أي تنسيق وكانت ضعيفة التمويل. وكل منها عبارة عن أداة مؤقتة في الظروف القصوى ويواجه مقاومة من الوكالات اللامبالية وأعضاء كونغرس جهلة ووسائل إعلام مخدوعة. \r\n نحن بحاجة إلى قيادة دائمة على شكل وزارة من كبار الأدمغة يعملون سوية للوصول إلى نشاطات متكاملة قوية النفوذ وليكن اسمها \"وزارة الدعاية\" إن شئتم. \r\n بعض عمليات التأثير رخيصة مثل إرسال مقالات رأي إلى الصحف ولكن بعضها باهظ التكاليف مثل إقامة قناة تلفزيونية فضائية. وبعضها معقد تقنيا مثل نشر معلومات مضللة في شبكة حواسيب حكومة ما. ولكن معظم العمليات بسيطة مثل قيام سفراء الولاياتالمتحدة بالرد الفوري القوي وغير الدبلوماسي على الاتهامات المزيفة. هذه الجهود جميعها بحاجة إلى الالتزام وإ لى قيادة وطنية. \r\n ففي الحرب على القاعدة والمتعاطفين معها يجب ان نقوم بهجمات عدوانية شرسة فتاكة ومن بينها تفنيد \"الزندقات الدينية للإرهابيين\" ودحض أكاذيبهم وتقويض شعبيتهم والتلاعب باتصالاتهم العامة والخاصة ونشر المعلومات الاستخبارية عن أعوانهم وتشويش شبكاتهم الإذاعية والتلفزيونية والحاسوبية. \r\n إن فشل الولاياتالمتحدة في توظيف الأداة الإعلامية التي لاغنى عنها من أجل حماية مصالحها الوطنية فشل لايغتَفر وخاصة انها تشن حربا طويلة وحتى الموت ضد \"إرهابيين إسلاميين\" من أجل المحافظة على الحكم الديقراطي والمجتمع الحر والحضارة الغربية. \r\n \r\n \r\n \r\n الكاتب والتر جايكو\r\n عقيد متقاعد في القوات الجوية الأمريكية ومساعد استخباراتي سابق في وزارة الدفاع وأستاذ في الدراسات العسكرية في معهد السياسة الدولية في واشنطن. \r\n \r\n